الموضوع: أقدام الماعز !
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-25-2009, 04:09 PM
 
أقدام الماعز !


كان جدى وجدتى يرحمهما الله بواسع الرحمة مكتبة تراثية للحكايات الشعبية ، تتوافر لديهما كل حكايات الجان وعرائس البحر والشاطر حسن بكل جميلاته ووحوشه ، أعتقد جازماً أن وفاة أى جد أو جدة لهو فقد عظيم ونقص مؤثر فى الحكايات الشعبية الخاصة بمجتمع معين .
المهم ؛ كان من أفضل الحكايات وأعذبها إلى جدى رحمه الله والتى كان يحب أن يجمع أطفال العائلة حوله ليحكيها لهم حكاية ذاك الطفل الصغير الذى خرج يوماً دون أبويه ولعب كثيراً ومشى كثيراً حتى وصل لشارع غريب عليه ثم عرض عليه بعض الأطفال أن يلعبوا معه الكرة وفوجىء بان أقدامهم أقدام ماعز فيرتعد الولد ويهرب ويستمر فى الجرى وهم وراءه حتى يجد بيت فيندفع إليه ويفتح له رجل عجوز يأخذه ليطمئنه والولد يصرخ ويقول أقدامهم أقدام ماعز ، فيرد عليه العجوز : مش معقول يابنى يعنى قصدك إنها زى دى ويكشف عن ساقيه لتبدو حوافر الماعز وسيقانها الدقيقة مع ضحكة العجوز الشيطانية وإنفتاح الباب ودخول أولاده ليفترسوا الولد ويحطموه بحوافر الماعز ويفرموا لحمه.
ثم ينبرى الجد الحبيب بعدما تكفل بإرعابنا بحركات عينيه ويديه بأن يحذرنا من أن نترك بيوتنا أو نتعرف على شخص جديد أو نتحادث مع أى أحد بدون معرفة أبوينا أو هو شخصياً لإن إحتمال يكون بأقدام معيز !!
وبعيداً عن خوف الجد وأسلوبه المميز فى توصيل المعلومة مدعومة بكل صور الرعب الممكنة لتؤثر فينا كأطفال ، كانت القصة تأخذ عندى منحى آخر تماماً وكنت أضع لها نهايات أخرى وأفضل نهاية توصلت لها أن بعد ضحكة العجوز وإنفتاح الباب وإنقضاض الأولاد العفاريت ، كنت أجعل الطفل صاحبى يضحك وهو يكشف عن ساقيه ليريهم أقدامه "أقدام أسد" !!!! ثم يتكفل بهم جميعاً بالعجوز والأولاد الذين يصرخون طالبين النجدة وحتى الأم التى كانت فى السوق ينتظرها لينتهى العالم من شرور هؤلاء الجن المعيز !
أنا لاأقصد هنا أى إسقاط سياسى ولا أى إشارة لأى مايحدث حولنا ، فلا يعتقد أحدكم مثلاً أنى أقصد الفلسطينيون وتوجههم لمصرأو ألمانيا أو أمريكا أو بريطانيا أو حتى فرنسا لمساعدتهم تجاه المعيز ,, أقصد الإسرائيليين.
فمصر وضعت نفسها تحت عجلة السلام وإتفاقيته ولن تسمح مهما كانت الظروف أن تنتقص من سلامها وأمنها ، وألمانيا تنوء بحمل هتلر والهولوكوست وأمريكا والدول الباقية كلها كما تعلمون. ولذلك فلاتعتقدو أبداً أنى أشير إلى أن نهاية الفلسطينين ستكون وراء سعيهم مع المجتمع الدولى أو أعتقد أنه لانهاية حقيقية فستظل تلك الدائرة تدور حتى آخر الزمان.
المهم أنى لم أقصد هذا الكلام فلا تأخذونى لموضوع لم أبدأه !!
كل ماأردته أن تستعيدوا معى ذكرياتكم عن أجدادكم وحكاياتهم وتتفضلوا بإثراء ثقافتنا عن الحكايات الشعبية ..فقط !
رد مع اقتباس