| جزاكم الله تعالى خيراً ، وأرجو من إخواني ألا يلهثوا وراء مثل تلك الأخبار والصور ـ التي أظنها غير حقيقية ، وأظن أن الغرض منها جعلنا مثل أصحاب العقائد الأخرى الذين يلهثون وراء أي شيئ يثبت صحة معتقدهم ، فالإسلام ـ يا إخواني ـ ليس في حاجة إلى معجزة ليثبت أنه صحيح ، ولسنا في حاجة إلى معجزة لنؤمن بصحة الإسلام ، ولسنا في شك مما أنزل ربنا ، ولا نرتاب فيما قال نبينا ، وإلا كنا ــ والعياذ بالله ــ غير مسلمين.
وأيضاً أعترض على بعض الدعاة الذين يحاولون تبرير كل ما أمرنا به الله تعالى أو فرضه علينا ، مثل : يجب أن نؤدي الصلاة لأن الصلاة تشفي من كذا ، وتفيد في كذا ، ونصوم رمضان لأن الصيام يساعد في تخليص الجسم من كذا ، ويساعد في الشفاء من كذا ، ويجعلك تحس بجوع وحرمان الفقير ــ فيأتي من يقول : فلماذا فرض على الفقيرالمحروم ؟!!
وأيضاً قولهم : أن الله حرم علينا الخمر لأنها تصيب الإنسان بمرض كذا ، وتليف كذا ، وفساد كذا ، وحرم علينا لحم الخنزير لأنه يسبب كذا وكذا من الأمراض ، وجعل عدة المطلق ثلاثة قروء حتى نعلم براءة الرحم من الحمل ، فتقوم إمرأة لتقول : لسنا الآن في حاجة لهذه العدة فقد ظهرت وسائل نعرف منها الحمل من عدمه في دقائق ، وأعرف بعضهن تزوجت بعد طلاقها بيوم !! وقد سمعت من يستحل الزنا لأنه سمع من كثير : أن الله سبحانه حرم الزنا حتى لا تختلط الأنساب ، فقال : ليس هناك خوف الآن من اختلاط الأنساب فقد ظهرت وسائل منع الحمل !!
إخواني أرجو أن نبتعد عن تبرير أوامر الله تعالى ونواهيه ، فلكل أمر أو نهي حكمة بالغة ، لن تدركها عقولنا القاصرة ، فيجب أن نطيع الله سبحانه لأنه أمرنا بالطاعة ، وننتهي عما نهانا عنه لأنه لا يأمر إلا بطيب ، ولا ينهى إلا عن خبيث .  |