وعلى شاطئ البحر الفارغ وتحت ضوء القمر المشع وقف لين ورامد وهما يلتقطان أنفاسهما فقال لين:
-لقد هزمتك أيها العجوز
-هذا لأن باغتني أيها المزعج
-لا تضع مبررات واهية لخسارتك أيها العجوز
-إياك أن تقول هذه الكلمة مرة ثانية
-وإلا ماذا ستفعل ؟
-سألقنك درساً لن تنساه
-هذا إذا أمسكت بي أولاً
وضحك واستدار ولكنه اصطدم برامد أمامه الذي قال:
-هل ذكرت شيئاً عن الإمساك بك؟
-لم نتفق على استعمال طاقة القلادة
-ولم نتفق على استعمال الخداع
-مهما يكن فأنت عجوز عجوز
فضربه رامد على رأسه وقال:
-لا تقل هذه الكلمة مرة أخرى
-هذا مؤلم أيها ال
فنظر رامد إليه بحدة فقال بتلبك:
-أيها القوي
-هذا أفضل
ولكنهما سمعا ساندر يقول:
-لين رامد
فنظرا إليه حيث كان يقف بجانب دراجته الهوائية وقال:
-ماذا تفعلان هنا؟
فقال لين:
أنت ماذا تفعل هنا؟
-منزلي يقع بالقرب من الشاطئ لذلك قررت الخروج للتنزه على دراجتي
بعد منتصف الليل
-أجل
-ولكن ألا يقع منزلك قرب القصر ؟
-لدينا منزلين
-آه
-ولكن ماذا تفعلان هنا؟
-كنت أسابق رامد وقد فزت
فقال رامد:
-بالخداع
-ليس كذلك أيها ال
-ماذا؟
ولكنه اختبأ خلف ساندر وقال:
-عجوز
-ساندر هلا ضربته بدلاً مني
-بكل سرور
وضربه على رأسه فقال :
-سان في صف من أنت بالضبط ؟
-على الحياد
وضحك مع رامد فقال لين بألم:
-هذا ليس مضحكاً
فقال رامد:
-لقد حذرتك
ولكنه أخرج لسانه نحوه وقال:
-لست ممن يتعلم من المرة الأولى
فقال ساندر:
-كان الله في عونك يا رامد
-أحتاج لهذه الدعوات
فقال لين:
-بل أنا من يحتاجها
فسمعوا سويك يقول:
جميعكم تحتاجونها الآن
فنظروا إليه حيث كان يقف مع إينك وبايك فقال رامد:
-الثلاثي المزعج هنا
ومن عمق الحر انطلقت ثلاثة من السويريز المخلوق الأسطوري وكان أحدهم بثلاث رؤوس فقال ساندر:
-ما هذا الشيء ؟
فقال لين:
-لا أذكر اسمه بالضبط ولكنه مزيج من الأفاعي والتنانين
-ماذا؟
-أعرف إنه غريب صحيح
فأحاط ثلاثتهم بهم وأمسكوا عصيهم فقال رامد:
-ستعود خائباً يا سويك ثق بهذا
-لا تكن واثقاً بهذا
فقال إينك:
-كن مستعداً ، كويتار
وأحاطت القيود الحديدية برامد بشكل كامل ولكنه فرد جناحيه وعضلاته بقوة ليحطمها وانقض نحو إبنك الذي كون حاجزاً صخرياً أمامه فوجه رامد ضربة قوية نحو الجدار حطمته كلياً ولكنه لم يجد أحداً خلفه فقال:
-أين ذهب ؟
ولكنه سمع إينك يقول:
-هنا
فنظر خلفه ولكنه فوجئ بواحد من السويريز ذو الرأس الواحد ينقض عليه ويطبق فمه عليه فقال ساندر:
-رامد
ولكن رأس المخلوق تمزق بقوة بواسطة مخالب وضربات رامد ليسقط أشلاء على الأرض .
أما لين فكان يطير في الجو وهو يتفادى هجمات السويريز ذو الرؤوس الثلاثة وقال:
-يا لك من مزعج حقيقي
وامسك خنجره وقال:
-ستندم الآن فتوهج الخنجر بقوة وانقض لين نحوه متفادياً هجماته ليغرس الخنجر في رقبته المشتركة وقال:
-لم أنتهي منك بعد
وانطلق بسرعة ليشق جسده حتى الذيل لقسمين فسقط بلا حراك في الماء ولكن الثالث أطبق عليه فمه ولكن لين شق رأسه بالخنجر وانطلق للأعلى وقالأ:
-يع هذا مقرف
وفي الأسفل تفادى رامد الطلاقات النارية التي وجهها إينك وبايك نحوه ولكن إحداها أصابت يده مما أدى لحرقها ولكن الحرق سرعان ما اختفى فقال:
-لن تتخلصا مني بهذه الطريقة البدائية
فقال إينك:
-ما العمل الآن بايك؟
-الوسيلة الوحيدة لقتله هي إصابته مباشرة في القلب بأداة حادة
-سنجرب هذا
ونظرا إليه فيما راقبهما رامد بحذر وقال:
-علي أن أكون أكثر انتباهاً
ونظ للين الذي قضى بخنجره على مجموعة من المقاتلين الذين أحاطوا به ونظر لسويك الذي كان يقف خلف المقاتلين وأعاد بصره يستقر على خصميه وقال:
-علي أن اتخلص منهما ثم سأتدبر أمر ذلك المزعج سويك
وتوهجت لقلادة على صدره وانطلق بسرعة كبيرة نحوهما ولكن بايك اختفى ليبقى إينك فرفع رامد مخالبه وقال:
-إنها نهايتك
ووجه إليه ضربة ولكنه لم يمس سوى صورة مجسمة تلاشت بمجرد لمسها فبدت الدهشة عليه ولكن إينك قال:
-هل دهشت؟
فالتفت إليه ليراه يقف على يمينه فقال:
-سترى
وانقض نحوه ولكنه تلاشى من أمامه فجأة لتعتلي الدهشة وجهه وهو يرى بايك الذي أمسك قوساً وسهماً ووجههما نحوه فأطلق ليتجه السهم مباشرة ويغرس في قلب رامد الذي توقف كالمشلول فنظر لين وساندر إليه بدهشة فيما قبض رامد على السهم بيد مرتجفة وحاول إخراجه ولكن بايك ظهر أمامه وبيده قطعة معدنية حادة وقال:
-هذه نهايتك
فنظر رامد إليه بتعب فقال لين:
-رامد
فرفع بايك القطعة المعدنية لينزلها مباشرة نحو قلب رامد ولكن القلادة شعت بقوة لتصيب بايك في كل جزء من جسمه ويخفيه تماماً فسقط رامد على الأرض بتعب فاتجه ساندر نحوه وجثا بجانبه وقال:
-رامد هل أنت بخير؟
أما لين فأنهى أمر أخر رجل واتجه مباشر ليوجه ضربة نحو سويك الذي أمسك سوطاً بيده وأطلقه ليصيب يد لين ويسقط الخنجر من يده فقال:
-لا
وغير اتجاهه ومد يده نحو الخنجر ليمسكه ولكن سوط سويك أمسكه قبلاً وأحاطه بكرة بلورية ليخفيه فاختفى جناحا لين الذي سقط أرضاً فقال:
-آه هذا مؤلم
فوقف سويك أمامه فنهض لين وابتعد عنه فقال ساندر:
-لين
فخلع رامد قلادته وقال بارهاق:
-ساندر أوصلها للين
-رامد
-أوصلها له
-وأنت؟
-لا تقلق علي هيا أسرع
أرجوك
فقبض على القلادة بيده وقال:
- سأعود بسرعة
واتجه نحوهما أما لين فتراج للخلف لتخطوا قدميه في البحر فنظر خلفه ثم لسويك الذي قال:
-والآن نهاية تلك المملكة الغبية
واستمر بتقدمه نحوه ولكن لين سمع ساندر يقول:
-لين
فنظر لين إليه فيما رفع هو القلادة فقال لين:
-هذا ما أحتاجه بالضبط
فبدا الغضب على سويك وقال:
-لن أسمح بهذا
وانطلقت عدة سهام من يده نحو ساندر الذي تفاداها برشاقة قال:
-لين أمسك
ورمى القلادة له ولكن سويك أطلق نحوه ضربة أصابته مباشرة لتعتلي الدهشة وجه لين ورامد في حين همس ساندر قائلاً:
-وداعاً لين
وسقط على الأرض دون حراك فوقف لين دون حركة أو أي تعبير على وجهه في حين قبض سويك على القلادة فقال رامد:
-لا
وهم بأن ينهض ولكن بايك أعاده أرضاً بقوة وقال:
-لا تتحرك
ولكن رامد استجمع قوته ونهض ووجه عدة ضربات من مخالبه نحو بايك فمزق جسده وهو يلهث بتعب: فيما تقدم لين بخطى ثقيلة نحو جسد ساندر الملقى على الأرض وجثا بجانبه ورفعه بين يديه والدموع تترقرق في عينيه وقال:
-ساندر اجبني أرجوك ساندر
وتساقطت دموعه على وجه ساندر فهزه بقوة وقال:
-ساندر أجبني أرجوك رد علي لا تبقى صامتاً هكذا ساندر
ولكنه لم يجب فأغمض لين عينيه بقوة وصرخ قائلاً:
-لا
فنظر رامد إليه ،فيما نهض لين عن الأرض وشعره يغطي عينيه وطالت مخالبه فيما برزت أنيابه وظهر جناحيه خلفه واعتلت الحدة والغضب قسمات وجهه ونظر لسويك بعينين غاضبتين وقال:
-إنها نهايتك
وانطلق نحوه مسرعاً فقال سويك:
-تعال لأريك
ورفع عصاه ولكن لين لم يمهله فغرس مخالبه في صدره ليختفي التعبير من وجه سويك وسقط أرضاً دون حركة واحدة فيما تساقطت دموع لين على الرمال واختف جناحيه ومخالبه وأنيابه وسقط على الأرض وهو يبكي بشدة فاتجه رامد نحوه بتعب وجلس بجانبه وقال:
-لين
فانكب على صدره وهو يبكي ليتلطخ بدماء رامد التي ملأت صدره وقال:
-لماذا حدث هذا له؟ لقد كان متشوقاً للبطولة كانت هذه هي فرصته الأخيرة
-اهدأ يا لين
-لماذا؟ لماذا؟ لقد كان صديقاً حقيقياً لي
ولكن الألم اعتلى وجه رامد فنظر لين إليه وقال:
-رامد ما بك؟
-لا عليك أنا بخير
فنظر لصدره الذي لطخته الدماء فقال:
-رامد أنت مصاب
-لا عليك
-كيف؟
ونهض بسرعة ليأخذ القلادة والخنجر من سويك وعاد إليه وقال:
-رامد
ولكنه فوجئ بالدماء التي ملأت الرمال فاتجه إليه حيث كان يتنفس بصعوبة وقال:
-رامد أرجوك تماسك
-لقد انتهى أمري
-لا يا رامد لا تقل هذا
ولكنه سقط بين يدي لين الذي قال:
-أرجوك تماسك يا رامد لا أريد أن أخسرك أنت أيضاً
ولكنه قال بهمس:
-لين اهتم بنفسك جيداً
-رامد
فشد على يده وقال:
-أرجوك نفذ وصية أخي يا لين
-رامد
ولكنه أغمض عينيه ليتوقف نفسه ويتحلل جسده لذرات الرمال بين يدي لين الذي كانت الدهشة تعتلي وجهه وهو يمسك القلادة والخنجر بيديه الملطختين بالدماء والممزوجتين بالدموع وقال:
-لا لا
وصرخ بأعلى صوته:
-لا. |