تسلل نسيم الصباح عبر شرفة غرفة لين ليحرك الستائر وخصل شعر لين الذي كان نائماً على سريره ولكن مداعبة الهواء لوجهه أيقظته ففتح عينيه ببطء وبدت الصورة مشوشة أمامه حتى اتضح له انه في غرفته فاعتدل في جلسته ونظر حوله وقال:
-ماذا حدث؟
وعادت لذاكرته أحداث البارحة موت ساندر ورامد ، والقلادة ومنظر التراب والدماء الممتزجة معهن فبدت الدموع في عينيه ولكنه سمع تينا تقول:
-كيف أصبحت الآن؟
فنظر إليه وقال:
-تينا
فتقدمت نحوه وقالت:
-لقد وصلت متأخرة مع أخي وكنت فاقداً للوعي لذلك أحضرناك إلى هنا
-وماذا عن سا
ولكنه لم يكمل الاسم وتوقفت الكلمات في حلقه فأغمضت عينيها وقالت:
-جنازة ساندر اليوم
فاعتلت الصدمة وجهه وتهافتت لذاكرته عدة أحداث وقول ساندر
" إنني آسف لقد ظننتك فتاة حتى أنني كنت سأطلب منك أن تخرج معي في موعد" "أنت تدين لي باعتذار فضربتك قوية"
"ألم ترى حقاً مصاصي دماء في القصر"
"كيف تقول هذا يا لين نحن أصدقاء"
وترددت الكلمة في ذهنه" نحن أصدقاء، نحن أصدقاء ،نحن أصدقاء، أصدقاء ، أصدقاء، أصدقاء "
فصرخ بقوة:
-يكفي ، يكفي ، يكفي
وانكب على وسادته مستسلماً لنوبة البكاء وهو يردد:
-أنا السبب أنا من قتله أنا السبب
فنظرت تينا إليه وقالت:
-يا إلهي
فدخل نادي للغرفة ونظر لشقيقته مستفسراً ولكنها هزت رأسها سلباً ثم أعادت النظر إليه.
وفي المقبرة وأمام قبر ساندر وقف لين وهو يرتدي قميصاً وبنطالاً أسود والحزن يعتلي وجهه وهو ينظر للقبر فيما كانت تينا ونادي خلفه ينظران إليه وقالت تينا:
-أخي علينا أن نفعل شيئاً ما إن حالته سيئة
-أعرف ولكن ماذا نستطيع أن نفعل
وفيما هو على هذه الحل تقدمت والدة ساندر نحوه ووقفت بجانبه فنظر إليه وقال:
-سيدتي
فنظرت إليه وقالت:
-لا داعِ للحزن يا لين
-ماذا؟
-لكل منا قدره وهو أمر محتوم ولا يمكننا تغييره كل ما نستطيع فعله هو الرضوخ له
-ولكن ليس بهذه الطريقة القاسية
-بني هذه سنة الحياة
فبدت الدموع في عينيه وشد على قبضة يده وقال:
-إذا كانت هذه هي الحياة فانا لا أريدها إنني أكرهها
ولكن السيدة رويك عانقته وقالت:
-لا يا لين لا يجب أن تهرب من واقعك عليك أن تواجه الحياة بقوة
فأغمض عينيه وقال:
-لقد حاولت كثيراً ولكنني فشلت في كل مرة لا فائدة
فمسدت شعره وقالت:
كن قوياً لا تدع اليأس يسيطر عليك وإلا سوف تعاني كثيراً
-لن يصيبني أكثر من هذا لقد تعبت كثيراً لم أعد أقوى على التحمل
وبكى بصمت وهو في حضنها وتينا ونادي يراقبانه بقلق فقالت تينا:
-يا إلهي.
جلس لين يحدق بالبوابة وعادت لذاكرته
قول تاني" عدني أن تحمي البوابة يا لين ارجوك"
قول رامد" أرجوك أن تنفذ وصية أخي يا لين"
وقول والده"هدني أن تحمي البوابة يا بني :
ولحظات ساندر الأخيرة وقوله" وداعاً لين"
وكلام السيدة رويك"لا يا لين لا يجب عليك أن تهرب من الواقع عليك مواجهته""لكل منا قدره وهو أمر محتم ولا يمكننا تغييره كل ما يمكننا فعله هو أن نرضخ له"
ونظر للبوابة وقال:
-لقد حسمت أمري
ونهض متجهاً نحو البوابة وفتحها وانطلق داخلها لتغلق البوابة خلفه.
وفي قاعة العرش كان ساند وكويت مع الملك وباقي أفرد الحاشية فقال الملك:
-لا
فقال ساند:
-أرجوك أبي
-قلت لا
فقال كويت:
-ولكن لماذا؟
-من دون سبب
فنظرا لبعضهما وقال كويت:
-والآن
-لا أعرف
فقال الملك:
-لا تحاولا لن اسمح لكما بفعل هذا
ولكن صوت الحارس قاطعهم قائلا:
أيها الملك حارس البوابة يطلب لقاءك سيدي
فقال ساند:
-لين
فقال الملك
-أدخله
ففتحت البوابة ودل لين لوحده فبدا القلق على وجه الملك فوقف لين أمامهم فقال كويت:
-أهلاً لين
-شكراً كويت
فقال الملك:
-لين أين رامد؟
فأمسك القلادة ومدها على راحة يديه أمام الملك الذي اعتلت الدهشة وجهه فقال ساند:
-رامد
فقال كويت:
-لا
فأغمض لين عينيه وقال:
-سيدي لي طلب عندك
فنظر الملك إليه وقال:
-ما هو؟
فنظر لين إليه وقال بحدة:
-اقتلني
فاعتلت الصدمة وجوه الجميع . 1-هل سيقتل الملك أيروسين لين؟
2-ماذا سيحل بلين؟
3-وهل ستتحكر جماع ةالمستقبل بعد ما حدث؟
4- ما رأيكم بالأحداث الجديدة؟ |