نعرف جميعا أن على المؤمن الخضوع لحكم ربه ولو لم يدرك علة الحكم " ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم" ومع ذلك ، فإن غير المؤمنين يكتشفون في كل حين من أسرار التشريع الإلهي وحكمته ، ما يجعل المنصفين منهم ينحنون إجلالا للشارع جل وعلى... وقد شرع الحق سبحانه تعدد الزوجات وهو العليم بحكمة مشروعية حكمه ولكننا هنا سنتناولها بشيء من التحليل لتقريب الموضوع الى عقولنا القاصرة ففي آخر الإحصاءات الرسمية لتعداد السكان بالولايات المتحدة الأمريكية تبين أن عدد الإناث يزيد على عدد الرجال بأكثر من ثمانية ملايين امرأة .. وفى بريطانيا تبلغ الزيادة خمسة ملايين امرأة ، وفى ألمانيا نسبة النساء إلى الرجال هي 3 الى 1 .. وفى كل من العراق وإيران تزيد نسبة النساء إلى الرجال عن 5 إلى 1 . كما وويقول تحقيق نشرته مجلة الأهرام العربي أن عدد عوانس الكويت حوالي 40 ألف فتاة أي ما يزيدعلى 1 الى ستة من النساء. وفى إحصائية نشرتها جريدة (( الميدان )) الأسبوعية ذكر أن واحدة فقط تتزوج من بين كل عشر فتيات مصريات في سن الزواج . وقد اشارت الصحيفة المذكورة الى الزيادة المضردة في حالات الزواح العرفي والعلاقات غير الشرعية الناجمة عن هذه الحالة غير المتوازنة ، وهو ما تبدوا مظاهره ونتائجه جلية أينما ولينا وجوهنا على وجه البسيطة، ولن نطيل هنا الحديث عن ما يواجه ضحايا عدم الزواج أو تأخيره من أمراض نفسية وعضوية مثل الصداع النصفي و ارتفاع ضغط الدم والتهابات المفاصل وقرحة المعدة والإثنى عشر والقولون العصبي واضطرابات الدورة الشهرية وسقوط الشعر والانحراف الخلقي الى غير ذلك من مشاكل نفسية وعضوية يسهب الأطباء في الحديث عنها في مواقع عدة. لكن من الطريف الاشارة الى أنه وفي الوقت الذي يرفع فيه بعض المسلمين راية الحرب على تعدد الزوجات وشرعيته، تضطر بعض الدول الغربية التي تعانى من المشكلة، إلى الإقرار بمبدأ تعدد الزوجات ، لأنه الحل الوحيد أمامها لتفادى وقوع انفجار اجتماعي لا قبل لها بمواجهة آثاره وتداعياته. يحكى الدكتور محمد يوسف موسى ما حدث في مؤتمر الشباب العالمي الذي عقد عام 1948 ، بمدينة ميونخ الألمانية ..حيث دعي وزميل له للمشاركة في حلقة نقاشية داخل المؤتمر كانت مخصصة لبحث مشكلة زيادة نسبة النساء الى الرجال بعد الحرب العالمية الثانية واقتراح الحلول المناسبة، وقد انتهت الحلقة إلى رفض جميع الحلول المطروحة من المشاركين الغربيين ، لعجزها عن معالجة واحتواء المشكلة، وهنا تقدم الدكتور محمد موسى وزميله بالحل الطبيعي والوحيد وهو ضرورة إباحة تعدد الزوجات .. وقد انتهت الدراسة العاقلة والمنصفة بالباحثين في المؤتمر إلى إقرار الحل الإسلامي الذي قوبل في البداية بالدهشة و النفور ..، وكانت النتيجة اعتباره توصية من توصيات المؤتمر الدولي .. المهم أن الصحف ووكالات الأنباء تناقلت بعد عام واحد من ذلك مطالبة سكان مدينة (( بون )) العاصمة الألمانية الغربية بإدراج نص في الدستور الألماني يسمح بتعدد الزوجات لقد وصلنا حل العنوسة قبل قرون من وصول العنوسة نفسها ، ولكننا نحن من يعطله بعصرنتنا المزعومة واختلال تركيبتنا الفكرية التي لوثتها سنوات الاستعمار الغربي العسكري الذي اندحر والاستعمار الفكري الرابض على أوطاننا وعقولنا. شكرا هدهد العرب لجرأتك في طرح الموضوع
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ربيحة ; 12-29-2009 الساعة 01:11 AM |