عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-01-2010, 07:05 PM
 
وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى

(َقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ [سبأ : 52]


ما التناوش؟

# بداية فيها قراءتان

1- { التَّناوُشُ ) بمعنى التناول
2-(التَّناؤُشُ) بمعنى الإبطاء--فإذا أخذت الشيء من بعيد يقال عنك تناءشته
فقوله "وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ " أي كيف لهم العودة والتوبة وهم في يوم القيامة بعيدون--فالتَّناوُشُ فيه معنى التناول وكونهم في مكان بعيد لا يتمكنون من التناول--أي لا يتمكنون من تناول فرصة التوبة والرجوع ليؤمنوا

والتناؤش من "التنؤُّش،" فيه معنى الإبطاء--فكيف يمكن أن يكون معنى اللفظة الإبطاء ؟؟ والإبطاء متحقق حاصل عندهم

أرى أنّه لا يقال عنهم "كيف لهم أن يبطؤا من بعيد" لأنهم مبطؤون إلى سرعة صفر في المكان الذين هم فيه

عندي القراءة الثانية "التَّناؤُشُ" هي بنفس معنى القراءة غير المهموزة "التَّناوُشُ"

وما الهمز في المهموزة إلّا بسبب الواو التي قلبت همزة--كقوله "{ وَإذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ )--وهي وقتت

قال الطبري

(والصواب من القول فـي ذلك عندي أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان فـي قرّاء الأمصار، متقاربتا الـمعنى، وذلك أن معنى ذلك: وقالوا آمنا بـالله، فـي حين لا ينفعهم قـيـل ذلك، فقال الله { وأنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ } أي وأين لهم التوبة والرجعة: أي قد بعدت عنهم، فصاروا منها كموضع بعيد أن يتناولوها وإنـما وصفت ذلك الـموضع بـالبعيد، لأنهم قالوا ذلك فـي القـيامة، فقال الله: أنـي لهم بـالتوبة الـمقبولة، والتوبة الـمقبولة إنـما كانت فـي الدنـيا، وقد ذهبت الدنـيا فصارت بعيداً من الآخرة، فبأية القراءتـين اللتـين ذكرت قرأ القارىء فمصيب الصواب فـي ذلك.

وقد يجوز أن يكون الذين قرؤوا ذلك بـالهمز همزوا، وهم يريدون معنى من لـم يهمز، ولكنهم همزوه لانضمام الواو فقلبوها، كما قـيـل:
{ وَإذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ }
فجعلت الواو من وُقتت، إذا كانت مضمومة همزوه.)

وواضح أنني تبنيّت ما جوّز لا ما قرر</i>
رد مع اقتباس