عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-02-2010, 01:26 PM
 
ابيجراما شاعرية و قصصية

تميمة الشيطان

قبل أن تبور الأرض في ليلها الطويل وقبل أن ينطفئ في بطنها القنديل كانت الزوجة تحلم بالمخاض والنبت الجميل لم يصطبر الزوج عليها فجاء لنفسه بالبديل وجاء لأرضة بعبد زنجي أصيل بعد شهرين كانت البشارة بحمل الزوجتين فسارع الزوج يراجع التحليل ثم عاد بسيف طويل فوجد الخادم يطارح الزوجتين الغرام وحينما هم بالانتقام عاجله العبد الأسود بطعنه من خنجره مرقت في قلبه حتى الصمام 0ثم أنبري يسحب الجثة في الظلام تتبعه الزوجتان اللتان كانتا ترتعشان من الخوف والبرد بينما كان الزنجي الأسود يتصبب عرقاً وهو يدفع بفأسه آخر كومه من التراب فوق الخشب الممدد فوق سطح السر الذي دفنه في البئر القديم في الصباح كان الزنجي يبحث في اهتمام بالغ عن نواه البلح التي سقطت من تميمة حول رقبته منحتها له إحدى الساحرات وهي تقول له ضع هذه النواة حول رقبتك فهي سوف تحميك من الموت ولكن لا تزرعها أبداً فتنقلب عليك لأن نحلتها تشرب من دماء الموتى 0 بحث الزنجي عن تميمته فلم يجدها ولم يكن يعرف أنها سقطت منه في آخر كومه من تراب فوق سطح البئر القديم 00000 في الصباح كان الثلاثة يشرعون في حفر بئر جديد كي يشرب الأولاد قبل أن يتكاثروا 000 توأمان 000 توأمان 000 لم يكن عسيراً علي العبد الزنجي أن يكتشف بفطرته قيمة قدرته وأن يدرك أن الجنس هو صاحب الضيعة الجديد في هذه الأرض المسلوبة فتقاعس ثم تقاعد عن العمل وتوج نفسه سلطاناً علي جسد الزوجتين اللتين تفانتا وبناتهما في خدمة الرجل والأرض أعواماً عديدة تجري 0000 تزدهر الأرض وتكبر البنات بينما تذبل صحة الرجل وتضعف حيويته 0000 في البداية لم يهتم الزنجي الأسود بتلك الشائعات الكثيرة عن هذا الوافد الجديد 0القاطن في كوخ علي أطراف ضيعته 0 فقد كان مشغولاً بمعالجه شبابه الذابل 0
غير أنه لم يستطع أن يصم أذنيه عن الشائعات التي تقول أن الشاب الجديد قد كف عن البحث عن عمه الغائب وأنه تفرغ فقط لاستقبال زوجتا الزنجي وبناته الكبار وهن يتقاطرن إلي كوخه صباحاً ومساءاً 00 لم يتمالك الزنجي الكهل نفسه 00 فظل يرتجف بعد أن أستل سكيناً وأعتلي بصعوبة بالغة نخلة نبتت منذ عشرين عاماً واستقر مختفياً بين جريدها المزدحم وظل يراقب بنظره الضعيف باب الكوخ القر0 لحظات رتيبة خرجت بعدها من الكوخ زوجتاه المتصابيتان متلاصقتان تتحدثان عن الشاب وفحولته بعد أن سقط الزنجي عن رجولته 0 في هذه اللحظة ومع هذه الكلمات سقط الزنجي فعلاً كالصخرة فوق رأس زوجتيه وتهاوي الثلاثة مخترقين كومه التراب والأخشاب النخرة إلي أعماق جب عمي0 لحظات عصيبة قالت بعدها الزوجة الأولي اليوم عرفت من علي أن عمه الضائع هو زوجي القتيل السابق 0وقالت الزوجة الثانية بصوت مضطرب وأنا أكاد أن أجزم أن هذه الجمجمة التي في يدي هي جمجمته 00 عندئذ قال الزنجي العجوز وهو يتحسس جدران الجب بكلتا يديه 000 نعم صدقتما إن هذه النخلة التي بأعلى نبتت من بذرة تميمة الشيطان ونحن الآن في بئر الخيانة ندفع الثمن دفناً تحت التراب 0 دفناً تحت التراب 00
تمت




خادمة

صعدت في الصباح الباكر إلي العمارة الشاهقة في الحي الراقي بالمصعد نزلت بجردل الماء وتراب السلالم وقبل أن تنام وضعت قروشها القليلة في منديل تحت الوسادة 000
في المساء كان إبنها الوحيد يسرق المنديل ليشتري لأمه الحبيبة كفناً




0000 رحلة 0000



رحلة 0000
دخلت إلي عينيها 000 تجرني طاقة لديها 00 فشعرت الحياة تدب في
قلب البحر الميت 00 واستيقظت رياح الرغبة عندي تدفع أمامها جبال الموج الثائرة 00 نزلت خلف نفسي مخافة الغر0
فشلت أساطيل الإنقاذ في الشفاعة لي وقبل أن أغوص في رحمة جنتها
أغلقت جفنيها فكانت النجاة والطرد خارج عينيها

إنتفاخ
فى فجر التاريخ أبصرت انتفاخاًًًًًًًًًً فى الظهيرة كان المخاض
يسابق نجدة الطبيب فى المساء كانت الولادة قيصريه (ومزال)
ومازال الجنين الذى أرق ضلع أدم يؤرقني00




بهجة


عندما دخلت بهجة أصبح الحفل بهيجاً 0 وبعد أن سرقت الأضواء تلاعبت بقلوب الرجال ورقصت بالألباب ثم غنت علي مشاعر الجميع فجأة اقتحم الباب 00 أومأ برأسه لها من بعيد ثم انصرف 0مرقت خلفه
فانتهي الحفل وانطفأت الأنوار

بصيرة


زرعت بصيرتي خلف ضوء منعكس من مرآه الشروط فخرجت خارج الوجود – أمسك الثلاثة في يدي 0 الوهم والدخان والثراء 0 وقبل أن أعود من رحلة العدم ( وعندما رجعت من رحلة العدم ) جاءني الواقع المرير للمصافحة مددت كفي المبتورة للمعانقة بكي وأنصرف

موهبة


جاءت الموهبة تستطلع عملتي النثرية الزائفة 00 تواريت خجلاً مزقتها ثم جمعت علماء الكون يبحثون لي في سر عبقرية النثر وكيف أن اوراقها تحولت إلي أساطيل وسفن وطائرات من أجل ألعاب الأطفال

هبوط لأعلي


ألقي بالخيال في محيط الفهم فتولدت الفطنة ومات الغباء أمسك بالمجداف لينجو فجف النهر
هبط لأسفل وجد سحاب 0
أسفل أسفل وجد جبال 0
هبط لأسفل00 هبط بداخل رأسي المغلق
صار سماء

عبد العال


حاول عبد ألعال أن ينهض بالأغلال فشل ضحك عليه الناس ثم انصرفوا – وحين استغاث بصوته الضعيف – أجابته صخرة صماء بسيلٍِ من دموع 0

الجلاد


حينما فشل كبير القواد أن يزرع حب الجلاد في قلب الأولاد ذهب إلي العراف يسأله كيف أصلح بين كلابي والرعية قال له العراف قف أمام طابور الكلاب – ونفذوا هذا الأمر (هب0 هب 0معتداً مارش0 هب0 هب للخلف دور 00خارج الخدمة 0

برغم أنفها

برغم أنفها دخلت إليها 00 وجدتها بلاداً ممتدة بامتداد سطح البسيطة تارة تتسع شوارعها وتارة أخري تضيق وتخنق بينما تسحبني آلة الجر البخارية الهائلة إلي المحارق الفولاذية الهائلة المنتشرة في جميع خلايا جسمها النوراني لأنصهر في بوتقة دمائها وأتحول إلي ذرات كربونية مطرودة من دناياها بعد أن كنت فقاعة أكسجين وهبتها الحياة 0

أنقـسام

كان إنقسامها خرقاً لناموس الطبيعة وخروجاً علي المألوف فقد رسمت ريشة القدر لوحة من المفارقات الصارخة فبينما كنت أهبط إلي الأرض كانت هي تصعد للسماء وبينما كنت أجهش بالبكاء كانت تلوذ بالصمت وإبتسامة السخرية وحينما تفتحت عيناي للحياة أغلقت عينيها للموت واستقبلت الأجل !


حظيرة الوطن


تساقطت كل القرون من الكباش في حظيرة الوطن وتراجعت عن عهدها نحو النعاج وأسلمتها للهجن0 حينئذ أيقنت أن أول بيضة عربية 00 لم تكن مخصبة إلاَّ من الديك الرومي ونحن عند الحكومات التي لا تؤتمن قد نستباح بلا ثمن 0



قبل اللقاء

اثنان قبل اللقاء واحد في منتصف الليل وقبل الفجر كانت أشلاءه المبعثرة تملأ أرجاء المدينة بينما العلماء والساسة يبحثون عن المرأه القنبلة لنصره الوطن 0



قنديل الحب

أغلق عينيك لكي تبصر أشياءاً أخري وأشرد في الكون لكي ترحل أبعاداً أطول وأبحث ما شئت لكي تدرك 00 ما ثم سبيل كي نطفئ قنديل الحب 0

فتاه
أبصرت فوق تل بعيد فتاه ترقص وتميد تسطع عنها هاله الجمال وروعة التغريد أشارت بإصبع التوحيد 0
أسرعت إليها مهرولاً ماشياً زاحفاً وفي لحظة اللقاء هبطت من فوق التل عزيمتي وصعدت روحي 0



الجزيرة المهجورة




شاءت أقداره أن يسبح إلي الجزيرة المهجورة ليجد امرأة تدفن رجلاً أزرقاً ممصوص الدماء ثم تلتفت إليه لتسأل متي أتيت أجابها للتو,ثم سقط مغشياً عليه فتركته كي يستريح ويسترد قواه, كانت المرأة تقول لنفسها هذا الرجل ليس كالآخرين0 لقد جاء دون أن أشير إليه 0 هم ساقتهم الشهوة أما هو فقد ساقه حظه التعس حسناً سأبقيه حتى أشبع منه 00وحينما فتح عينيه فتحت هي ساقيها ليمرق بينهما الرجل إلي ماء البحر عائداً لأهل قريته ليخبرهم عن عروس البحر وسر اختفاء الرجال !

أحمد عبد الحميد عبد الجواد -مصر السويس -