العناد سلوك سلبي وتمرد ضد صاحب السلطة أو القرار حسب شخصية الفرد المعاند وهو محصلة للتصادم بين رغباته و طموحاته وبين أوامر الأخر ونواهيه، كما أنه من النزعات العدوانية التي تشكل انتهاكاًلحقوق الآخرين. وقد يكون العناد طارئا مرتبطا برغبة ملحة في حاجة يقاتل الفرد من أجلها فيعود لطبيعته بحصوله عليها أو ان يكون سمة ثابتة في شخصيته فيصير نواة لاضطراب الشخصية وهو ما يسمى في علم النفس إضطراب الشخصيةالسلبية العدوانية. ويلاحظ هنا أن هذا النمط السلوكي يظهر في مرحلتي الانفصال من عمر أبنائنا (مرحلة ما بعد الفطام ومرحلة المراهقة) فالطفل قبل السنتين يعتمد على والديه بشكل كبير ولا يملك بالتالي الاستقلال الكافي للمعاندة ولا تظهر عليه السلوكياتالعنادية فيما عدا بعض التمنع الذي لا يعد عنادا لعدم استناده الى إحساس بالإستقلالية ونية فرض الذات والراي بالرفض و الإحتجاج و الممانعة، لذلك تجد العناد أكثر وضوحا بعد السنة الثانية من عمر الطفلكمرحلة أنفصال أولى في عمره، ويندر أن يلازمه حتى سن المراهقة، لكنه لا يلبث ان يعاود الظهور بشكل أكثر بروزا في سن المراهقة باعتبارها مرحلة أنفصال ثانية . والمراهق هنا كائن تواق للخروج كعنوان رئيسي، الخروج من بوتقة الاسرة ، من القواعد التربوية الموضوعة ، من تحت مظلة الرعاية الأبوية وقبل كل ذلك من الاحساس بطفولته التي يتمرد عليها ويسلخ نفسه عنها بعنف، فتجده مفعما بحب المغامرة، والتمرد والمزاجية المتقلبة،والتصرفات المزعجة. وعلينا ابتداءا في التعامل مع عناد الطفل أو حتى المراهق مراعاة تبين ما اذا كان عناده طبيعيا أو مرضيا، فالعناد المرضي يحتاج لأخصائيين نفسيين في معالجته أما الطبيعي فيستطيع الأهل ترويضه بالحكمة في التعامل بعد فهم ووعي هذه السلوكيات بشيء من التوجيه والارشاد لضبط عواطف الفرد وانفعالاتهوتعديل سلوكياته ، وتهذيب نفسه. ويراعى هنا أن يتم توجيه الأوامر بأسلوب لطيف لا يحمل في نصه توقع الرفض، وعدم توجيه دفعات الأمر الكثيفة والتي تخلق التمرد كرد فعل تلقائي لكثرتها، مع الحرص الأكيد على الثبات في ذلك الأمر بمعنى عدم التراجع عنه أمام موجة العناد المتوقعة ردا عليه وعدم أعطاء أمر معاكس له في ظرف مختلف لايدرك هو بامكاناته كطفل أو كمراهق اختلافه ومن الأهمية بمكانتوقيع العقاب المناسب عليه عند معاندته وعدم تأجيل العقاب بحجة مناسبة الظرف أو إعطاء فرصةلمراجعة النفس، ويصح اللجوء الى الحوار والاقناع بعد توقيع العقاب لافهامه كيف يكون عقلانيا مقنعا لا عنيدا أرعنا. ولا بد عموما من التحلي بالصبر و عدم اليأس و الإستسلام للأمر الواقع في التعامل معه بحجة أنه عنيد و رأسهناشفه علاوة على ضرورة الثبات في معاملته لأن الإستسلام يعلمه فنياتالإصرار و العناد . أضافة لو سمحتم ثمة شكل مبتكر وحديث جدا من العناد هو عناد الزوجات حيث تشيرأبحاث أعدها خبراء الاجتماع الى أن العناد بين الزوجين يعتبر واحدا من أهم أسباب تفاقم المشكلات بينهما، لما له من آثار انفعالية نفسيه وتربويهعلى الزوجين والاسرة عموما، وتتفاقم المشكلة بشكل أكبر حين يكون هذا العناد من صفات الزوجة نظرا لطبيعة الدور المنوط بها أسريا والقائم أساسا على تمتعها الفطري المفروض بالقدرة على التفهم والتعاطف وامتصاص انفعالات الزوج. ولا ينفي هذا أن الزوج قد يكون مسئولا عن عناد زوجته بقسوة التعامل معها وبخسها قدرها والانتقاص من قيمة وأهمية دورها في بناء الأسرة والمجتمع أو بازدرائها وتحقير رأيها مما قد يدفعها فى طريق العناد في محالة للتخلص من الاحساس بالدونية عذرا للاطالة
__________________ |