أشكرك على الدعوة
وليتك لم تدعني
فقد وجدت أن الموضوع خطير ويستوجب التوقف والامعان فهو للأسف يخلط الخبيث بالطيب
حيث يمس قضايا كبيرة ويضع حولها الشبهات ويضرب أركان الإسلام والسنة بطريقة ؟! لا أجد نفسي إلا بحاجة إلى أهل العلم ليقولوا قولهم فيها
ولأني لا املك الوقت الكافي فسأكتفي بتسجيل اعتراضي وتحفظي على بعض النقاط ولا أقول كل الموضوع
بسم الله توكلت على الله
** يقول الكاتب أن الذين كتبوا الحضارة الإسلامية هم أولاد اليهود والنصارى الذين دخلوا في الإسلام وأنهم كتبوها وفق ثقافتهم وأهوائهم ..
" ولم يكن صعبا على المسلمين فى العصر العباسى أن يعيدوا ما قاله آباؤهم من اليهود والنصارى ، فأقوال الأسلاف تراث قومى يحافظ عليه الأبناء فى وجدانهم ، خصوصا وأن أبناء البلاد المفتوحة هم الذين كتبوا الحضارة الإسلامية ، فكتبوها وفق ما اعتادوه قبل الفتح العربي وقاموا بسد الفجوة بين القرآن وبين واقع حياتهم عن طريق وضع الأحاديث الضالة والتفسيرات الاسرائيلية. "
وهذا قد يكون حدث في بعض الحالات ولكن ليس كل من كتبوا كانوا كذلك (وهذا طعن كبير في أئمة وعلماء تلك الفترة)
** وكذلك أسجل عدم موافقتي على طعن الكاتب في الإمام البخاري واتهامه بأنه كذّاب وواضع للحديث
" ـ ينسب البخارى للرسول قوله " يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد إسودوا فيلقون فى نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة فى جانب السيل ".
3ـ ويروى البخارى أحاديث أخرى مطولة فى الخروج من النار يصور فيها رب العزة جل وعلا كآلهة الأغريق يتندر مع الخلق ويضحك عليهم ، منها حديث " إنى لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا : رجل يخرج من النار كبوا فيقول الله : إذهب فأدخل الجنة فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول : يا رب وجدتها ملأى فيقول إذهب فأدخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها فيقول : تسخر منى أو تضحك منى وأنت الملك ..!!.
لقد جعلوا من البخارى ندا لله جل وعلا ، ووضعوا كتابه فى نفس مستوى القرآن ، بل فى درجة أعلى لأن حديثا واحدا للبخارى إذا تعارض مع عشر آيات قرآنية فمن السهل الإعراض عن القرآن كله مخافة الإعتراض على البخارى .. وأولئك مهما أعلنوا للناس إسلامهم فهم عند الله خالدون فى النار إذا ماتوا بدون توبة"
لقد ثبتت صحة جل روايات الشيخ البخاري إن لم يكن كلها واجتمعت الأمة على أن كتابه "صحيح البخاري" من أصح الكتب بعد كتاب الله
وأمة محمد لا تجتمع على ضلال.. كما أن تكذيب الإمام البخاري هو تكذيب لجمع عظيم من السلف الصالح الذين روى عنهم وصحت سلسلة روايته عنهم..
ثم الأمر الأخطر وهو القول بأن الرسول لم يكن يعلم الغيب ليحدث عن يوم القيامة وأهواله وأحوال الناس يوم إذن
" 4ـ ومن السهل الرد على كل هذه المزاعم بحقيقة قرآنية هى أن النبى لا يعلم الغيب وإن الله أمره أن يعلن للناس عدم علمه بالغيب "قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ " ( الأنعام : 50 ) . "
والمضحك أن دعاة الإفك فى عصرنا يستشهدون على أكذوبة علم النبى محمد بالغيب بقوله تعالى : " عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا " ( الجن 26 :27 ) فيزعمون أن الرسول الذى ارتضاه الله تعالى وأعلمه بالغيب هو النبى محمد عليه السلام ، وهم بذلك يتهمون القرآن الكريم بأن آياته تتناقض مع بعضها ، بل وأكثر من ذلك أنهم يكذّبون بالقرآن وهم يعلمون ، لأنهم يعرفون أن قبل الآيتين الكريمتين آية تقول : " قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا" ( الجن 25 )..وهذا نوع آخر من التحريف فى معانى القرآن الكريم. أى إنهم عندما عجزوا عن تحريف النص القرآنى المحفوظ من لدن الله جل وعلا قاموا بتجاهل آية و تأويل أخرى ، ثم أضافوا لذلك أحاديث ضالة. "
يا هذا إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لكن الله تعالى أطلع نبيه على بعض الغيب في بعض المواقف لكي يعلم الناس ويحذرهم ويبشرهم وتكون معجزة له .. كيف تقول أن الرسول لا يعلم الغيب .. صحيح أن الرسول لا يعلم متى الساعة ولا الكثير من علم الغيب لكن جبريل عليه السلام كان يخبره بأمور سواء دنيوية أو في الآخرة وكان الرسول بدوره ينقلها لنا..
ألم يتنبأ بموت النجاشي وموت كسرى وفتح فارس والقسطنطينية وأول أهل بيته لحاقاً به وقتل الحسين وغيرها وغيرها وكله صحت نبوءته..
** كيف يحدد الكاتب أن باب التوبة يفتح عند سن الأربعين .. إن باب التوبة مفتوح في أي وقت وحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر..
" وهذه التوبة القريبة التى يقبلها الله يحددها القرآن بسن الأربعين
ففى سن الأربعين ينبغى على الإنسان أن يتوقف مع نفسه يحاسبها على ما مضى ويبدأ مع ربه صفحة جديدة ناصعة يستعد بها للشطر الآخر من حياته . "
** ثم ينكر الكاتب خروج بعض أهل النار إلى الجنة .. وقد ثبتت صحة العديد من الأحاديث النبوية التي تذكر ذلك .. فلماذا الاعتراض على سعة رحمة الله .. وعلى شفاعة النبي والشهداء والصالحين
كما أن هناك العديد والعديد من السموم التي حشرت بين الآيات الكريمة ..
وللأسف فإني أجهل كاتب الموضوع الذي نقلت عنه وهو" أحمد صبحي منصور " فهل يمكنك أن تعرفنا عليه
والله إني غير مطمئن لهذا فما كتب هنا يذكرني بأفكار الرافضة وبعض الفرق الضالة مثل الجهمية والجبرية وكذلك الذين يحاربون السنة والصحابة
أشكر حسن نيتك "بصمة فنان" لكن ما رأيك أنت فيما نقلت ؟ ..
وما رأي الأخوة الأعضاء ؟ ..
أفيدونا أفادكم الله