عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-19-2006, 08:09 AM
 
رساله الى من تجمعنى به اخوة فى الله:

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه رسالة أخوية صادقة، أبعثها إليك لتعبر لك عما في قلبي لك من الاحترام والتقدير، والمحبة والمودة، والتي لولاها ما تكلفت عناء كتابتها وبعثها إليك.. فهل تجد رسالتي من قلبك صفحة مفتوحة، وأذناً صاغية؛ لتقرأها بتجرد وتفكر، وتأمل وتمعن، أرجو ذلك.
ولعلك تتساءل في نفسك عن مناسبة بعث هذه الرسالة، ومن أنا حتى أرسلها إليك؟ فأقول لك: إن المؤمن مرآة أخيه سواء عرفه شخصياً أم لا، وإن من الأخوة الصادقة أن يظهر الأخ لأخيه ما يرى فيه من حسنات، وأن يبين له كذلك بعض ما لديه من نواقص لا يخلو منها بشر إطلاقاً، إذ كل بني آدم خطاء ولكن خير الخطائين التوابون كما قال ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أخي لا تنزعج من رسالتي هذه فوالله إني لك لناصح و أسأل الله إن يشرح قلوبنا لقول الحق وقبوله .
بكل هدوء وسكينة قلب ، ا قرأ هذه الرسالة المتواضعة وارفع صوتك قليلاً ، وأعلم إنما يراد بك خيراً.
أخي تصور لو قيل لأحد من الناس نتوجك ملكاً عشرين سنة تنعم بما يحلو لك وتتمتع بما لذ وطاب
ثم بعد تمام العشرين سنة . نسلب منك هذا الملك ولا نبقي لك درهماً واحداً ونسجنك مقيداً لوحدك في غرفة مظلمة لا تستطيع فيها الجلوس ولا النوم ونقدم لك طعاماً وشراباً الجوع خير منه
ونجلدك بالسوط كل يوم ألف مرة وذلك باقي عمرك حتى الممات ..... .
هل تتصور بأن هناك عاقلاً سوف يرضى هذا المصير . فوالله من أول يوم سوف ينسى ما مر به من النعيم . فما بال بعض الناس في هذه الدنيا يعيشون حياة كدر وهم ومع ذلك يؤثرون حياة الكدر والمشقة على النعيم المقيم .
ماذا تنتظر؟
أعرف أن الشاب الغافل ليست هذه أول كلمة يسمعها، وأنه قد مرت به مواقف عدة دعته للتفكير في التوبة والرجوع إلى الله، لكن السؤال الذي لم أجد له إجابة مقنعة إلى الآن هو: لماذا الإصرار على الخطيئة؟ ولماذا التردد في سلوك سبيل الصالحين؟
انظر إلى من حولك، إلى من هو في سنك وعمرك، ممن هداهم الله فأقبلوا على طريق الصلاح والتقوى، وانظر إلى من كان له تاريخ في الغفلة والصبوة، فنهض وعاد إلى مولاه، إنهم بشر مثلك، ولهم شهوات وتنازعهم غرائز، وتعرض لهم الفتن وتشرع أبوابها أمام ناظريهم، فما بالهم ينتصرون على أنفسهم؟ وما الذي يجعلهم يستطيعون وأنت لا تستطيع؟ ولم ينتصرون وتنهزم أنت؟ بل ربما أنت أقوى شخصية من أحدهم، وأكثر ذكاء من الآخر وفطنة؛ إن الذي جعل هؤلاء ينتصرون على أنفسهم يمكن أن يجعلك كذلك.
فهلا سلكت أنت الطريق وأقبلت إلى ربك، واعلم بأن الله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه أشد من فرح رجل كان في صحراء على دابة فأضاعها وعليها طعامه وشرابه، ونام تحت شجرة ينتظر الموت فلما استيقظ وجدها عند رأسه، ففرح الله بتوبة عبده أشد من فرح هذا الرجل بدابته، فأقبل عليه، واتخذ القرار الحاسم ولا تتردد.
أسرى ولكن لا يشعرون ..
أرأيت أتباع الشهوات والغارقين في أحوالها؟ أتظن أنهم يعيشون السعادة؟
إنهم أسرى وعبيد لهذه الشهوة المحرمة تأمرهم فيطيعون، وتنهاهم فينتهون، ولسكرهم في لذتهم لا يدركون ماهم فيه، وهاهو أحدهم لا يجد شبهاً لنفسه وحاله إلا بأهل الجنون، فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.
ولو أدرك أتباع الشهوات اللاهثون وراءها مرادهم، فسرعان ما تنتهي حياتهم، وتنتهي معها المتعة ويبقى دفع الثمن الباهض الذي لا يمكن أن يقارن بحال بتلك الشهوة العاجلة واللذة الفانية، وهاهو الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن ذلك فيقول:" يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول:لا والله يارب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيقال له: ياابن آدم: هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لاوالله يارب، مامر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط" .
فالدنيا كلها ومتاعها وشهواتها تنسى في غمسة واحدة في العذاب، فكيف بما بعد ذلك؟
أخي تأمل ما قاله صلى الله عليه وسلم (( يؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ))
وقال أقرؤؤا ان شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) البخارى
وفى شرح لمسلم(العظيم:الضخم فى جسمه ولا ايمان فى قلبه)
لماذا ؟ ....... لأن الوزن يومئذ بالأعمال الصالحة .
ولا نستغرب إذا علمنا بأن الدنيا كلها لا تسوى عند الله جناح بعوضه كما جاء في الحديث الصحيح .
لذلك انظر إلى الدنيا هي في يد من . إنها في يد الكفرة ومن لا يعرف الله حق المعرفة .... ولذلك قال تعالى (( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل .... )) سبحان الله هذه الدنيا كلها متاع قليل .. ثم ماذا بعد أن تنعم الكفار بهذا المتاع (( متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد )) أعوذ بالله ومن يريد هذا المصير ولو ملك الدنيا بأسرها ما دامت هذه العاقبة .

وقال صلى الله عليه وسلم (( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير مما بين السماء والارض ))صحيح الترغيب والترهيب( موضع السوط أي مساحته (..
هذا هو المقياس الحقيقي عند المؤمن موضع السوط في الجنة للمؤمن لا يساوي الدنيا بل هو خير منها . إذن لماذا أقبل عليها لأصبر سنين معدودة وأتمتع سنين لا انقطاع لها في دار الخلـــــــود في جنة عرضها السماوات والأرض .

والله سبحانه وتعالى بين للإنسان طريقين الخير والشر (( وهديناه النجدين )) أي طريق الحق وطريق الباطل وأوجد فيك إرادة جازمة وقدرة تامة تثاب على الفعل الصالح وتعاقب على الفعل الباطل وأوجد فيك رغبة واختيار (( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه أجراً عظيماً ))
فأرشدك إلى طريق الحق وحذرك من طريق الباطل ، بالقرآن والأحاديث وتمت عليك الحجة وأوضح لك السبيل (( إنا هديناه السبيلَ إما شاكراً وإما كفوراً )) . .
كيف يشتري العاقل هذا الحطام الزائل ويبيع النعيم الدائم حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول في روضات الجنة يتقلب وعلى الأسرة يجلس وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئ وبالحور العين يتنعم وبأنواع الثمار يتفكه ويطوف عليه من الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون و فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعلمون . ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ، في قصور الجنة ينظرون إلى الرحمن تبارك وتعالى ويمتعون أنظارهم . ويلتقون بصفوة البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .نعيم لا يوصف لا هم ولا كدر . لا عرق ولا أذى ولا قذر ولا حيض ولا نفاس ولا نصب ولا تعب ولا نوم لكي لا ينقطع النعيم بنوم . و لا عبادة تنشأ إلا لمن أراد أن يتلذذ بها فهي دار جزاء لا دارعمل.
وأما أصحاب النار فيتبرأ بعضهم من بعض ويود لو يقدم ما يملكه ليعتق نفسه من النار (( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته وأخيه ، وفصيلته التي تؤويه ، ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه ، كلا إنها لظى نزاعة للشوى ... ))
ويومئذ تكون الندامة والحسرة يوم لا تنفعهم ندامة و لا حسرة على عدم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم (( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولَ ، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلَ ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً ))
حتى الأصحاب بل الإخلاء التي تخللت مودتهم القلوب تنقلب هذه الخلة إلى عداوة لأنها كانت باطلة لا يرضاها الله ، ليست على وفق الشريعة . فقال تعالى (( الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))
ويتوسلون الله أن يخرجهم من النار ليعودوا ليعملوا صالحاً ولكن هيهات (( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) فيجيبهم المولى سبحانه (( قال اخسئوا فيها ولا تكلمون (( .
وغير ذلك الكثير والكثير ....... حتى إنهم من فرط العذاب الذي حل بهم يتمنون الموت ليتخلصوا
من العذاب وينادون مالك (( وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون ، لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ((
فعند ذلك أطبقت عليهم النار وغلقت فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياس، فتزداد حسراتهم وتنقطع أصواتهم، فلا يسمع لهم إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء.
يبكون على تضييع أوقات الشباب.
ويتأسفون أسفا أعظم من المصاب.
ولكن هيهات هيهات، ذهب العمل وجاء العقاب.
لقد خاب من أولاد أدم من مشى إلى النار مغلول القيادة أزرقا
يساق إلى نار الجحيم مسربلا سرابيل قطران لباسا محرقا
إذا شربوا منها الصديد رأيتهم يذوبون من حر الصديد تمزقا
ويزيدهم عذابهم شدة، وحسرتهم حسرة تذكرهم ماذا فاتهم بدخول النار.
لقد فاتهم دخول الجنان، ورؤية وجه الرحمن، ورضوان رب الأرض والسماء جل جلاله.
وطاعتنا لا تنفعه ومعصيتنا لا تضره سبحانه وتعالى . ومع ذلك يفرح فما بالنا نتأخر في التوبة ونسوف .
واليك يا قلبى الحبيب:
أيها القلب....
حياتي أصبحت مرهونة بك، وأعمالي متوقفة عليك، فإن صلحت ؛ صلحت حياتي..وحسنت أعمالي؛ وكنت – في هذه الحين- سببا في نجاتي ونجاتك... ولكن... وآه منك أيها ؟؟ إذا فسدت ؛ فإن حياتي سوف تتحول إلى جحيم؛ و سوف تشتعل النيران حتى تمزق نياطك..وهنا.. أيها القلب المسكين‘ تكون سببا في هلاكي وهلاكك.. لا.. لا..لا
النهاية ...
نعم النهاية ، حياة موت ، عقاب وثواب ، عزة وإهانة، وجنة و نار.
لماذا تختار العقاب والإهانة والنار؟
أيها القلب: اجعل خفقاتك تسبيحا و نبضاتك تكبيرا واستغفارا، حول وجهتك إلى مولاك، وبارئك، وابتعد عن وجهه الشيطان، إنه لا يريد بك إلا شرا، وحزنا، وألما, وغما, وكمدا, وهما, وحسرة، وندامة، إن له هدفا يسعى جاهدا لتحقيقه ، إن الشيطان قد أقسم بعزة الله ليغوينك ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82 ) سورة ص.
انظر إلى هذه الحرب التي أعلنها عليك عدوك صريحة ، حرب لا تحتمل التفكير ولا المراجعة.
أيها القلب الصديق الحبيب.. ما زال الطريق أمامك، وما زال فيك نبض حياة، ومازال بك شعور و إحساس، فاستغفر ربك من الحياة السابقة، واستعد لعمل الخيرات في حياتك القادمة، وتذكر مغفرة الله ورحمته،وإحسانه و فضله، وعفوه، وكرمه، وجوده وعطائه، وسخائه: وبادر إلى الأعمال الطيبة، ولا تنس قول الرسول الكريم ((كل ابن آدم خطَاء، وخير الخطائين التوابين))
( كيف تتغلب على متعلقات القلب والشهوة المحرمة ) الحل بسيط
إن شاء الله ولكن قبل ذلك أقول لك قف مع نفسك وقفة صدق!
قل لنفسك إلى متى العصيان إلى متى يانفس وإنت تسمعين أنه في كل يوم يقال فلان مات ، والله يانفس ليأتي اليوم الذي يقولون فيه الناس أني مت .قل للنفس أن الجنة تحتاج إلى صدق مع الله . قل للنفس ما سبب أن فلان اهتدى. قل للنفس ماذا ينقصني حتى احرم الرجوع إلى الله والتلذذ بطاعته .وإليك الحل بمشيئة الله 1- الزم الدعاء وأسأل الله أن يعينك على الهداية والقبول وأن يتقبلك تائباً وانكسر بين يدي الله وابك على خطيئتك ، وعليك تحين أوقات الإجابة مثل الثلث الآخر من الليل ، وحين السجود ، وما بين الأذان والإقامة . 2- تخلص من كل شيء يذكرك بالمعصية واحتسب الأجر أن ذلك لوجه الله ، تخلص من أشرطة الغناء ، من الدش ، اعتزل الإنترنت إن كان استخدامك له استخدام خاطئ ، تخلص من المجلات والصور و... وتذكر أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .3- احرص على قراءة القرآن يومياً وحافظ على الأذكار فهي حفظ من الله ضد الشيطان مع القيام بالفرائض ونوافل الطاعات .4- لا بد أن تجالس الأخيار فهم خير معين والفتاة تلتزم الخيرات فالشيطان مع الواحد ، وأسألهم عما قد يعترض في طريقك . 5- تجنب أصحاب الماضي فهم يذكرونك بال
واهجرهم تماماً ، ثم مسألة دعوتهم لطريق الهداية تأتي في مرحلة متقدمة بعد أن يشتد عودك في الدين وتقوى حجتك وتستطيع الرد على الملابسات ، و يكون ذلك بتحين الفرص المناسبة وتخولهم بالموعظة كل على حدة . 6- اجعل لنفسك وقتاً للاستماع إلى الأشرطة الدينية ففيها تقوية للإيمان وربط بالله وتقوية الصلة به مع زيادة معلوماتك الدينية والتفقه في دين الله . 7- إذا وجدت تثبيطاً ممن حولك فاشفق على حالهم أنهم ضلوا الطريق السوي وأسأل الله الهداية للجميع . وتذكر أن الجنة لا تدخلها إلا نفس مؤمنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . قال تعالى (( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ... )) واعلم أن أمامك موت ثم حساب فإلى جنة أو إلى نار . جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .
أخوكم في الله تباع الأثر -
علينا أن نسارع ونجاهد أنفسنا للتغلب على المعاصي وندعو الله ونلتجئ إليه ونصدق معه .قال تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) هذا وعد من الله ومن أصدق من الله قيلاً .
((ومن تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً ومن تقرب إلى الله ذراعاً تقرب الله إليه باعاً ومن أتاه يمشي أتاه هرولة..)) كما جاء في الحديث القدسي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*هذا المقال جمعته من عدة مقالات فى مواقع مختلفه وقمت بتلخيصها بقدر الاستطاعه لعلها تاتى بالفائده