صالح المطلك،، الرجل السياسي المحنك،، والعروبي الاصيل،،رئيس العراق الجديد إنه صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني والمشروع الوطنية و رئيس الكتلة العربية للحوار الوطني في العراق ورجل العراق القوى أو إن شئت الدقة رجل سنة العراق القوي. ولد المطلك في الأول من شهر يوليو / تموز عام 1947م في قضاء الفلوجة بمحافظة الانبار غرب العراق. وهو ينحدر من عشيرة الصبيحات وهي احدى عشائر العراق في الجنوب في محافظة الناصرية وتنتشر أيضا في سامراء والفلوجة وبغداد ، أي أنها عشيرة تضم سنة وشيعة مثل الكثير من قبائل العراق يعد المطلك الممثل الأبرز للتيار القومي في العراق ، ويقول المراقبون إنه يحظى بتأييد جماهير البعث في المناطق السنية بالعراق ، وأنه كتلته تضم بعثيين سابقين ، أما المطلك فيحافظ على مسافة كافية مع حزب البعث الذي فصل منه في عام 1977 ، فهو يؤكد عدم صلته بالبعث وصدام حسين بل إنه سخر من الاتهامات التي وجهت له بأن وكيل أعمال ساجدة بنت صدام حسين قائلا إن ثروته أضعاف ثروتها وفي الوقت ذاته فإنه يتبنى خطابا قوميا قريبا من حزب البعث ، ولكن في الحدود التي تسمح بها الحالة السياسية في العراق وحتي لايقع تحت طائلة القوانين التي وضعها الشيعة والأكراد الكارهون للبعث . يعد المطلك واحدا من أغنى الشخصيات في العراق وهو أستاذ جامعي في مجال الزراعة وحاصل على الدكتوراه من جامعة أبردين في اسكتلندا حيث كان رئيسا لاتحاد الطلبة العرب بها ، وعاد للعراق حيث عمل في عدد من المناصب الأكاديمية المرتبطة بتخصصه إلى أن حاز على منصب أمين عام البحث العلمي في وزارة التعليم العالي ، وامين عام لاتحاد الجمعيات العلمية العراقية ثم انتقل للعمل الحر حيث حيث عمل في زراعة مساحات واسعة في مناطق مختلفة من العراق منها محافظة الكوت ومحافظة ديالى ومحافظة الانبار . وكان من المنتجين الاوائل لمحصولي الحنطة والشعير في فترة الحصار خلال التسعينيات ، ويقال أن لديه مزارع في بلدان متعدد مثل الولايات المتحدة ومنها مزارع للبن في كينيا . لم يحصل صالح المطلك إلا على 11 مقعدا في انتخابات مجلس النواب الماضية من بين 275 مقعدا ، ولكنه أصبح رقما صعبا في المعادلة العراقية ، إذ قدم نفسه لسنة العراق على أن الزعيم القوى غير الطائفي القريب من روح البعث ، مقابل الحزب الإسلامي ضعيف الخطاب الذي يبدو أنه نسخة سنية من الأحزاب الشيعية الممقوتة لدى سنة العراق ، وبينما يعارض المطلك الدستور الحالي ويرفض بشدة الإتفاقية التي تنظم وجود القوات الأمريكية في العراق ، فإن الحزب الإسلامي يبدو أنه شاهد زور أو شاهد صامت على الأقل في الأحداث التي ضربت العراق منذ الغزو الأمريكي في عام 2003 . ولذا لم يكن غريبا أن أن يقنتص المطلك كثيرا من شعبية الحزب الإسلامي الذي كان ينظر له بأنه أكبر الأحزاب السنية ، ولكن المطلك حل في مراتب متقدمة في انتخابات المحافظات الأخيرة في المناطق السنية حيث جاء الأول في الأنبار مقصيا الحزب الإسلامي تماما من حكمها . المطلك الذي لفظ السلطة عقب الانتخابات السابقة بشجاعة مثيرة للإعجاب وبذكاء يحسد عليه رغم أن البعض كان يرشحه لمنصب نائب رئيس الوزراء ، إلا أنه رفض أن يرتبط بحكومة طائفية قائلا " أن أكون فراشا في دولة قوية أهون علي من رئيس لدولة ضعيفة ". رغم أن خطاب المطلك يركز مدافعه الكلامية على إيران والمحاصصة الطائفية ورفض الاحتلال ، فإن خصمه الاول على الأرض هو الحزب الإسلامي ، لأن الحالة الطائفية في العراق تجعل الصراع محصورا داخل الطائفة بين القوى المتعددة الممثلة لها ، ولذلك لم يكن غريبا أن يتتنافس في مرحلة ما الصدريين مع آل الحكيم وحاليا الائتلاف الوطني الشيعي مع اتئلاف دولة النظام والقانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي الشيعي ، وفي الوسط السني الصحوات وتيار المطلك مع الحزب الإسلامي ، هذا الاتجاه العام التفت له المطلك مبكرا قائلا " إنه لايخشى حربا بين الطوائف ولكن حربا بين الطوائف". نجاح المطلك السياسي جاء من حاجة سنة العراق إلى زعيم قوي يحمل ولو كسرا من قوة صدام وفي الوقت نفسه لايتبنى خطابا طائفيا حتى لو كان سلوكه طائفيا بحكم طبيعة الوضع السياسي في العراق ، ورغم تقديم المطلك لنفسه كسياسي صارم ومستقيم لايعرف المناورات أو المحاصصة الطائفية ، إلا أنه هذا لم يمنعه من التفكير في التحالف مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي طالما اتهم حكومته بالطائفية وحماية المفسدين ، كما أنه رغم رفضه الشديد للاحتلال طالب بعدم إنسحاب متسرع للأمريكيين خوفا من وقوع البلاد في دائرة الفوضي وقد يكون السبب خوفه مثل كثير من الزعماء السنة في العراق من إنسحاب أمريكي يجعلهم في مواجهة منافسيهم دون استعداد سياسي وعسكري كافي ، فالأكراد لديهم إقليمهم والبشماركة وأحزابهم العريقة والشيعة لديهم الحكومة وقواها وأحزابهم المنظمة وميلشياتها أما السنة فليس لديهم سوى مقاومة تتحلل ، وأحزاب مازالت ضعيفة وصحوات لم تتبلور هويتها ومصيرها بعد. يبدو المطلك رغم وجهه غير الطائفي ، قد تم تطييفه في محرقة العملية السياسية في العراق ، فهو لم يحصل على أي أصوات في المناطق الشيعية ، مما سيضطره في نهاية الأمر إلا أنه يضع يده في يد قوى شيعية تقليدية مثل الصدريين أو المالكي في الوسط الشيعي إذا أراد أنه يكون له دور في السياسة العراقية ، وقد يكون مرشحا قادما لرئاسة العراق مثلما يطمح محبوه. منقوول،،، |