اقتباس:
لان الحياة تجربه غير قابلة للتكرار فان اى قرار فيها يعتبر بمثابة نقطة تحول و القليل فقط يجيد فن اتخاذ القرار و لكى يكون القرار صائبا لابد وان يتخذ فى توقيته المناسب ولكى تتخذ قرارا مناسبا لابد ان تكون ملما بكل الظروف و الملابسات المحيطه بك و بالاشخاص الذين سيتاثرون بهذا القرار و الذين يشكلون اهميه بالنسبة لك ولا يمكن ابدا ان تتخذ قرارك بالقياس على شخص اخر استطاع ان يحرز نجاحا لاتخاذه نفس القرار فما يناسب غيرك ليس بالضرورى ان يكون مناسبا لك وذلك لصعوبة وجود حالة التماثل |
بعض القرارات تشكل نقطة تحول في حياة الفرد وبعضها يشكل تكريسا لا تحولا
فقرار الزواج مثلا يشكل نقطة تحول وقرار الطلاق مثله لكن قرار الاستمرار في زواج لا يرضيك حرصا على الأبناء أو غيره يشكل تكريسا لا تحولا
وقرار العمل أو تركه يشكل تحولا كذلك، بينما قرار البقاء في عمل لا يحقق ذاتك خوفا من البطالة تكريس
وينسحب هذا على الكثير من القرارات في حياتنا
وكما أشرت سيدي فان اتخاذ القرار قياسا على آخر غلطة قاتلة لأن الظروف لن تتطابق تماما مهما بدت متطابقة، وذلك لتعلق قراراتنا -في الغالب- بالكثيرين في محيطنا وهو ما لن يدخل في قياسات التطابق لصعوبة الاحاطة
اقتباس:
و من الامور الهامه جدا والتى قد يغفلها البعض و تؤثر على حياته بالسلب و تجعل جميع قراراته خاطئه هى عدم المامه بالخريطه العمريه للانسان فقرارك يتحدد بشكل كبير بحسب مكانك من خريطة العمر فان كنت مثلا فى العشرينات فهذه المرحله تقبل التجربه و المجازفه و ربما تضحى ببعض سنوات العمر بحثا عن مستقبل افضل اما ان كنت فى الثلاثينات فلا بد ان تكون قد حددت هدفك و اختياراتك التى تخدم مصلحتك بصورة اكثر واقعيه و عمليه اما اذا كنت فى الاربعينات فهذه المرحله هى مرحلة النضج الكامل و الاستقرار المهنى و الاسرى و لا تقبل هذه المرحله التضحيه بالحاضر من اجل المستقبل لان الحاضر بالقطع سيكون اجمل ما يمكن الحصول عليه فلا تزرع وقت جنى الثمار |
هذا ليس دقيقا تماما ..
أنتم كشباب تتصورون عوالم الأكبر سنا مختلفة تماما ، والواقع غير ذلك
تغير مواقعنا على الخريطة العمرية يزيد مساحة الشؤون التي نضطر لاتخاذ قرارات كبيرة فيها، لكنها لا تقطع علينا فرص الحلم والتجربة والمجازفة... صحيح أن اتخاذ القرارات يكون اكثر نضجا لاستفادته من مخزون معلوماتي وخبراتي أكبر، لكن تلك القرارت لا تكون دائما صائبة ولا تنعدم فيها المجازفة ولا تنتفي عنها الأحلام
ألا تعرف رجلا اتخذ قرار الزواج بأخرى في الخمسينات أوالستينات من عمره (هذا قرار يحمل حلما ومجازفة)
ألم تسمع بشخص اتخذ قرار متابعة الدراسة الجامعية مع أبنائه ( طموح يبدأ العمل له في العقد الخامس أو السادس!!!!!!)
وامرأة انفصلت عن زوها في العقد الخامس ثم ارتبطت بآخر ( هذان قرارن مصيريان يشكل كل منهما نقطة تحول )
وأخرى اتخذت في عقدها الخامس أوالسادس قرار الاستمرار مع زوج جاء بثانية أو أكثر وربما جعل نصيب "عجزها" في حياته هامشيا ضيقا ( هذا قرار فيه تكريس حالة )
اقتباس:
اما فى الخمسينات فان المستقبل الذى يجب ان تراه هو مستقبل اولادك و هكذا لكل مرحله عمريه تفكير مختلف و استراتيجيه مختلفه |
نحن نرى مستقبل أولادنا ونعنى به، لكننا لا ننسى غدنا ولا نغفل عنه بل نستعد له بكل ما نتخذ من قرارات حتى في شؤون أبنائنا، ونحاول التأثير في قرارات أبنائنا بشأن مستقبل كل منهم بما يجعل تلك القرارات متفقة مع ما رسمنا لمستقلبنا ...
وهنا يتجلى اختلاف التفكير، فالمساحة تكون أكبر بكثير وتتطلب الاحاطة بمعطيات لا يعبأ بها الشباب ولا يدركون أهميتها
اقتباس:
و انا انصح اى شخص بصدد اتخاذ قرار هام وحيوى ان يضع المسالب المترتبه على هذا القرار و المغانم المتوقعه فى ورقه و يبدا فى المقارنه بشكل عملى و بعيدا عن اى عاطفه وان يضع فى الاعتبار مكانه فى الخريطه العمريه فانت لن تعيش الحياة مرتين وقرارك سيكون بالطبع بمثابة نقطة تحول :77: |
ليس من طريقة أصوب من تلك لاتخاذ القرارات الصحيحة وأظن أن بعض المناهج الفلسفية تسميها "حساب الكلفة والمنفعة"
بهذه الطريقة تتمكن من توسيع مساحة الاحاطة بما يتعلق بقرارك أو يتأثر به من أشخاص وشؤون
موضوع شيق وشائك
لكن ... لا تضيقوا علينا مساحة الحلم والطموح لمجرد أن شعر رؤوسنا ترك لون القسوة وأكتسى بلون النقاء