يدعون أنفسهم بـ "القرآنيون" وهم المبطلون الضالون
هم قوم لا يعترفون بسنة رسول الله ولا بهديه ولا بسنة الخلفاء الراشدين من بعده ولا بآل بيته الطاهرين الطيبين
ويقولون لا نعترف من الدين إلا بالقرآن وشر من ذلك أنهم يفسرون كتاب الله بأهوائهم وآرائهم
فكل الصحابة عندهم ضالون والأئمة ورواة الحديث كاذبون
وأمة محمد (صلى الله علية وسلم) عندهم مجتمعة على ضلال
فلم يهدي الله أحداً من الأولين حتى أتوا هم ببدعتهم حيث أملى عليهم أبليس بأنهم اكتشفوا بأن دين الله حرّفته السنة والأحاديث وآراء الصحابة وأنه وجب فهم الدين بتفسير آيات القرآن فقط (وكما يحلو لهم)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أوتيت الكتاب وما يعدله ( يعني ومثله أي السنة ) يوشك شبعان على أريكته يقول بيننا وبينكم هذا الكتاب فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه ألا وإنه ليس كذلك.."
وفي رواية أخرى
" أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم "
فإذا وجهت حديثي نحوهم وقلت لهم حسناً لا تعترفون بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذاً حاججتكم بالقرآن فما يقولون في قول الله تعالى:
}وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }– النساء آية رقم 115
فما كان سبيل المؤمنين (وهم صحابة رسول الله) ؟ هل تركوا ما كان يقول رسول الله وقالوا بيننا وبينك كتاب الله فما أحله أحللناه وما حرمة حرمناه !!
وقال الله تعالى:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } –النساء آية رقم 59
أي إذا اختلفتم في شيء فأرجعوا إلى الله (كتاب الله) والرسول (سنة رسوله)
وقال الله تعالى:
} مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }- النساء آية رقم 80
الآية واضحة
وقال الله تعالى:
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }- النجم آية رقم 3، 4
ثم هل يفسر القرآن بغير السنة؟
إذاً فليصفوا لنا كيفية الصلاة – حيث لم توصف الصلاة في القرآن ؟
وليصفوا لنا الوضوء وغسل الجنابة والتيمم والطهارة من الحدثين والآذان ونسك الحج والعمرة وغيرها وغيرها .. أم أنها أمور ليست من دين الله أم أن الله تعالى أمرنا بها دون توضيح فلكل شخص أن يختار كيف يتوضأ وكيف يصلي وكيف يحج ..!!
بل إن هؤلاء القوم تمادوا في ضلالهم وشرهم حتى نفوا أن الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء واتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يكن يعلم أي شيء من أمور الغيب (فلماذا سماه الله نبي) ومنها أحوال يوم القيامة بل واتهموه بأنه كان يشرب الخمر وأنه لم يحرمها وإنما حرم شربها بكثرة لدرجة السكر وغيرها من البهتان والظلم
والمصيبة أنهم ينشرون مواضيع تبدوا لك من عنوانها أنها مواضيع صالحة ولكنهم يدسون سمومهم خلالها
وقد نقل أحد الأعضاء موضوعاً لهم في هذا المنتدى بعنوان "ماذا ينتظر المسلم العاصي؟"
ويبدوا أن الأعضاء والمشرفين قد مروا عليه مرور الكرام فشكروه لعنوانه ولم يقرءوا الموضوع ويعوه وقد رددت عليه ونبهته لفساد موضوعه وفساد من نقل عنهم
ويا للغرابة فقد اكتفى صاحب الموضوع فقط بشكري على مروري الرائع !!!
إنني ومن هذا المنبر أخاطب أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأخص الشباب والبنات الذين يجوبون الانترنت بأن يكونوا على حذر من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم "القرآنيون" أو ما شاءوا أن يسمون، ولا يخدعكم كلامهم ولا أفكارهم فهم على دراية بفن الكلام والتلاعب بالأفكار.
وأبرأ منهم وممن تبعهم في ضلالهم أو ساعدهم على نشر أفكارهم الهدّامة فهم أشر من الدنماركيين الذين استهزءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ونالوا منه برسومات، فهؤلاء قد أنكروا سنة الرسول الكريم وهديه وسبوه وكذبوه وأصحابه وهم أشد خطراً على مجتمعاتنا لأنهم بيننا يتكلمون بلساننا ويحاجوننا بكتابنا ولذلك فعلى المؤمنين التصدي لهم والتشنيع بهم
وأذكر في آخر هذا بما قاله رسول الله صلى الله علية وسلم في حجة الوداع:
" ألا وإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعده أبدا , كتاب الله عز وجل وسنة نبيه"
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ