الموضوع: كن كاللطفل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-13-2010, 05:50 AM
 
كن كاللطفل

كن كالطفل ... كن كالطفل ذا همة وإصرار وتصميم ؛؛ فالطفل حينما يبدأ محاولاته الأولى في اكتشاف العالم من

حوله وذلك عن طريق المشي والوقوف ، فإنه ينتقل في أكثر من مرحلة يبدأ من الحركات البسيطة ثم الزحف فالحبو

والوقوف و المشي بخطوات مهزوزة ثم بخطوات واثقة وأخيراً المشي بثبات ورزانة .........

في انتقاله بين هذه المراحل المتنوعة يعاني الأمرين حيث يحاول مراراً و تكراراً دون كللاٍ أو ملل ... يقع ويتدحرج ويؤلم

نفسه مرات و مرات ولكنه لا يستسلم ؛ إرادة حديدية وثبات لا يلين ...........
لو تابعت طفلاً عند محاولاته المتكررة لتعلم المشي ، وانتقاله بين المراحل المختلفة، إنه لا يستسلم لا يكتفي إذا تعلم

الزحف يحاول الحبو مع أنه تألم كثيراً وجرح نفسه عدة مرات، ولا يقف عند ذلك فيتعلم الوقوف وبالذات الوقوف ؛؛

فوقعته مؤلم جداً ولكن لاشيء يثنيه عن هدفه( النبيل) طبعاً.. وحقه الشرعي.... إلى أن يقف والفرحة تعلو محياه

يا له من لحظات رائعة نسي كل التعب والنصب والآلام ؛؛ ولكن مازال خطواته مترنمة وغير واثقة ربما إذا مر من جانبه

احدُ ما وقع أو حتى نسمة هواءٍ يوقعه هل تتخيلون الصورة معي لاحظوا حركت عينيه وتنفسه العميق.... ولكنه لا

يستسلم إصراره جميل ........ أه وأخيراً بدأ يمشي ... يمشي ببطء ... وبعد قليل بدأ خطواته على وتيرة

أسرع..... ثم أسرع ......فأسرع....... إنه يجري ويسبقك أيضاً أنت تتعب ولكنه لا يتعب وضحكاته تعلو

وتعلو .......

سبحانك يا ربي... سبحانك.... لكل شيء في الحياة حكمة ودرس نستفيد منه ..... انظروا

إلى أطفالكم وتعلموا منهم .لا تقل لا أستطيع فإنه لا يوجد ما هو مستحيل بالإرادة والإيمان والأخذ بالأسباب ثم

التوكل على الله ؛ كل شيء ممكن طبعاً وفق المسموح والحق ..........إذا حاولت سوف تصل كما حاولت من قبل

عندما كنت طفلاً لا تعرف المشي حاولت مراراً وتكراراً وقعت وتألمت وجرحت نفسك مرات ومرات إلى أن

استطعت الوقوف ...... وكذالك الآن حاول وأستمر وثابر ...سوف تصل إن شاء الله

يقول سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) العبادة أي العمل

أولاً ثم الاستعانة لا يمكن الاستعانة دون العمل فكر وتدبر في الآية التي نقرأها في كل ركعة من كل صلاة في اليوم

والليلة ؛؛.ولكن للأسف لا نعمل بها ...




فكن كالطفل ..في عزمه ...واصراره وإرادته