مضت السنين وهي في غفلة عنه
كانت تداوي جرحه بضحكتها
تلملم ضياعه بقلبها
تبكي لحزنه
وتفرح لنجاحاته
كانت في غفلة عنه
ظنت بأنه الوحيد الذي يفهمها
وتعاملت معه على هذا الأساس
ظنت بأنه سيصون قلبها
فتنازلت له عن كل شيء
كان يأتي إليها ويبوح بأخطائه
فتتناسى ذنب كان بحقها
وترسم على جبينه قبلتها
كان وحيدها كأنه طفلها
أخوها كأنه صديقها
وهي في غفلة عنه
يخون ضحكاتها وابتساماتها
كان يجرح كرامتها
وبدأ دون تفكير بضربها
كان يقسو عليها وهي لاحول لها ولا قوة
كانت تبقى مذهولة به بعد كل مرة
كانت تصمت طويلا وتجف أحداقها
لكنها لم تلقى أي تفسيرا لتصرفاته
تاهت منها الكلمات
اسودت الشمس بعينيها
ولم تعد قادرة على الحركة
لقد شل إحساسها ويتُم عواطفها
ماذا تقول له وماذا تشكي عنه
انه داءها ودواءها
انه سمها الزعاف
تجرعته مع كل خفقة قلب
اعتادت على حالتها
ولم تعد قادرة على التراجع
لانها من دونه ذكريات سوداء
ومعه ماض بلا ذكريات
به ختمت أحزانها
فأصبح هو حزن خاتمتها.