أعوذ باللله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد :
أيها الأصدقاء سأحكي لكم قصة أليس في بلادالعجائب ، و أرجو أن تنال إجابكم
أليس في بلاد العجائب :
بعد أن ظهر أحد أيام الصيف الحار ، خرجت أليس تتنزه مع أختها بالقرب من النهر ، فجلستا في ظل شجرة كبيرة و راحتا تقرآن ، فكتاب أليس كان مملا ، فتمددت على ظهرها و راحت تتأمل مياه النهر الجارية من خلال العشب .
فتساءلت : << إلى أين يمتد هذا النهر ؟ و هل السمك الذي يعيش في النهر سعيد ؟>>
قطعت حبل أفكارها ثلاث بطات تسبح مع التيار ، و استدارت أليس نحو المرج الأخضر الواسع و راحت تتأمله . و فجأة خرج من حيث لا تدري أرنب ذو عينين ورديتين و كان يرتدي ملابس أنيقة إلا أنه كان مشغول البال ، فأخرج من جيبه الساعة ثم توالى عن الأنظار و هو يقول : <<يا إلاهي سأتأخر >> فلحقت به أليس مسرعة و لكن الأرنب قطع المرج و جزءا من الغابة دخل إلى جحر كبير ثم غاب عن الأعين .
دخلت أليس إلى الجحر و أست بأنها في بئر عميق فشعرت بالدوار بسبب الألوان الكثيرة ، و فجأة وصلت إلى أعماق الجحر ، فوجدت نفسها في صالة تنيرها ثريات كبيرة و كانت الأرض تلمع كالمرآة و أما الغرفة فارغة لا يوجد فيها سوى طاولة صغيرة زجاجية و عدد كبير من الأبواب المغلقة .
ثم سألت أليس نفسها :<<ماذا أفعل ؟>> ثم لاحظت بابا صغيرا مخفيا وراء ستار وردي لكن الباب مغلق أيضا ، سألت أليس نفسها :<<ماذا يوجد وراء هذا الباب ؟>> ثم انحنت وراحت تنظر عبر ثقب الباب فشاهدت حديقة جميلة كلها أشجار و جداول و جسور صغيرة جدا .
أرادت أليس دخول الحديقة و لكن الباب مقفل بالمفتاح ، ثم لاحظت أنه يوجد على الطاولة صندوق في داخله مفتاح و بالقرب منه قنينة كتب عليها << إشربيني >> فتأكدت أليس بأن ذلك المفتاح هو مفتاح الباب الصغير ، ثم تساءلت :<<ما هذه القنينة ؟>> ثم أمسكت بها وراحت تنظر تنظر إليها و تفحصها من كل الجهات ، فقررت شرب القليل منها .
بعد أن شربت منها راح يصغر حجمها حتى صارت بإستطاعتها الدخول إلى الحديقة ، ولكن كيف صتصل إلى الطاولة و تأخذ المفتاح ؟ فحاولت أن تتسلق الطاولة لكن دون جدوى ! ثم رأت علبة كعك كتب عليها <<كليني>> ففكرت قائلة << لا يمكنني أن أصبح أصغر حجما مما أنا عليه الآن لذلك سآكل الكعك >> بعد أن اكلت قطعة من الكعك صارت كبيرة الحجم إلى حد أنها لا تستطيع رؤية قدميها ، فبدأت تبكي و كانت دموعها كبيرة جدا فغمرت الغرفة في دفعة واحدة .
فجأة رأت من النافدة الأرنب الأبيض يركض في المرج ممسكا مروحة و قفازين ، كان يلهث و كأنه تأخر عن موعد ما .
نادته أليس فنظر إليها و عندما رآها فزع كثيرا فسقطت المروحة من يده و هرب . راحت أليس تحرك المروحة لأنها كانت تشعر بالحر فعاد حجمها إليها فعادت إلى تحريكها فأصبحت صغيرة الحجم .
نسيت أليس أن الغرفة مليئة بالدموع فجرفها السيل الذي حطم الباب و اندفع خارج الغرفة . بعد ذلك سمعت حركتة ما و لما نظرت من حولها رأت فأرة صغيرة منجرفة بتيار المياه ، فسألتها أليس : << قولي لي أيتها الفأرة ، هل تعرفين كيفية الخروج من هذا الجدول ؟ >>لكن الفأرة لم تهتم لأمرها فأمسكت أليس بدنبها و استعانت به كي تصل إلى الضفة .
حين بلوغها الضفة سمعت خلفها وقع أقدام ، إلتفت إلى الوراء فرأت الأرنب الأبيض و هو يقول : <<ستغضب الملكة مني ، و ستأمر بإعدامي >>حاولت أليس اللحاق به لكنه كان يجري بسرعة و فقدت أثره عند الغابة ، و لكنها صغيرة الحجم فجلست في ظل فطر تستريح .
و فجأة سمعت أليس مخلوقا غريبا يجلس علة قبعة الفطر ينكلم معها : <<من أنت ؟ >> و لكن هذا المخلوق هو دودة فراش تدخن سيجارة و تنفخ الدخان على شكل حلقات ثم اجابته أليس : <<لا أعرف بما أجيب ، فمرة أصغر و مرة أكبر ، لم أعد أفهم شيئا >> فأجابها دودة الفراش قائلا : << إن ما يحصل معك في بلادنا أمر طبيعي ، كلي قليلا من هذا الفطر فالقضمة الأولى منه يجعلك تكبرين و القضمة الثانية منه يجعك تصغرين ، بإمكانك إستعمال هذا الفطر كما تشائين >>فوضعت أليس قطعة صغيرة من الفطر في جيبها ثم تابعت أليس سيرها و توارت أمام دخان سيجارته الكثيف. فوجدت نفسها في شجرة فوجدت في ظلها طاولة عليها فناجين كثيرة و عليها ثلاثة جالسين : أرنب الريخ البري ، و صانع القبعات الطائش ، و قرقد نائم . فجلست أليس معهم فطلب منها الأرنب ببعض الشاي ثم صرخ صانع القبعات الطائش : << فلنحتفل باليوم الذي ليس هو عيد ميلاد >> فظنت أليس أنها وقعت ضحية مجموعة من غريبي الأطوار .
قال صانع القبعات الطائش : << فالإنسان يقع عيد ميلاده في يوم واحد في السنة و الأفضل أن نحتفل في الأيام الاخرى >> فتابع الأرنب المريخي البري <<أي في الأيام التي لا يقع فيها عيد ميلادنا >>
فتح القرقدن النائم عينا ثم أغمضها بسرعة ، و صب صانع القبعات شايا وهميا فيفنجان أليس التي قررت أن لا تضيع وقتها معهم أكثر من ذلك ، و في الحقيقة لم ينا يحتفلان بل كانا يزعجان القرقدن و يحاولان حبسه في إبريق الشاي .
عندما وصلت أليس إلى الغابة توقفت أمام شجرة و شاهدت على إحدى أغصان الشجرة قطا نمريا يبتسم إبتسامة عريضة ، فنظر القط إلى أليس قائلا : << صباح الخير ، إلى أين أنت ذاهبة ؟ >> فردت عليه :<<إني أبحث عن حديقة جميلة رأيتها مند فترة ...لكنك ماذا تفعل ؟>> و شيئا فشيئا راح يختفي القط حتى لم يتبقى منه إلا إبتسامته ، و قالت الإبتسامة لأليس :<<إفتحي الباب الصغير >> ثم إختفت بدورها .
فتحت أليس الباب فوجدت نفسها في الصالة مرة ثانية ، أخذت أليس المفتاح و أكلت لقمة من الفطر ، و عندما أصبحت صغيرة فتحت الباب المخفي و دخلت الحديقة الجميلة التي شاهدتها من خلال ثقب الباب .
تحد ممرات الحديقة أحواض من الورود البيض باللون الأحمر ، شكلهم غريب جدا فهم ثلاث ورقات لعب لكل واحدة درعان و رجلان و رأس، فسألتهم :<<لماذا تلونون الورود بالأحمر ؟>>فأجابها أحدهم : <<تريد الملكة وردا أحمر ، و لكننا أخطأنا و زرعنا وردا أبيض ، و إذا علمت بأننا زرعنا وردا أبيض ستقطع رؤوسنا >> ثم صرخ أحدهم :<<جاءت الملكة >> ثم ارتموا على الأرض منبطحين فلقد كان موكب الملكة ضخما يتقدمه جنود مسلحين بالعصي ، تتبعهم حاشية الأمراء ثم الملك و الملكة.
شاهدت أليس الأرنب الأبيض بين ضيوف الشرف ، ثم سألت الملكة البستانيين :<<من هؤلاء؟>> ثم إنتبهت للآثار الدهان على الأرض و رأت بعض الورود البيض إذا لم يتمكن البستانيون من دهن الورود كلها ، غضبت الملكة غضبا شديدا و أمرت الجنود قائلة :<<إقطعوا رؤوسهم>> ثم إتجهت نحو المرج لتمارس رياضتها و سارت وراءها حاشياتها .
و كلما أخطأ الذين يلعبون معها كانت تصرخ قائلة :<<إقطعوا رؤوسهم >>
أخيرا تم جمع كل الذين أمرت الملكة يقطع رؤوسهم ، أول شخص قدم للمحاكمة كان الشاب الكبا المتهم بسرقة الحلوى ، سمى الأرنب كل الأشخاص المتهمين ، و عندما حان القوت لاستجواب الشهود رأت أليس الأرنب المريخ و صانع القبعات و القرقدن يقتربون من المنصة .
لم تعد أليس تفهم شيئا ما يحصل من حولها ، و لماذا يريدون قطع رؤوس كل هؤلاء الناس لأسباب تافهة .
قطع حبل أفكارها صوت يناديها ، فلقد قرروا إستدعاء أليس كشاهد .
فطرحت الملكة على أليس أسئلة كثيرة و كان صانع القبعات يتفوه بأشياء و عبارات لا معنى لها ، و أما القرقدن فكان يفتح من وقت لآخر عينا ثم يغمضها.
فجأة أصدرت الملكة حكمها قائلة :<<إقطعوا لها رأسها >>
أصغت أليس إلى الأحكام الرهيبة التي أصدرتها الملكة كعقاب على أخطاء سخيفة ، و عندما سمعت حكمها إستجمعت أليس شجاعتها و صرخت في و جه الملكة قائلة :<<هل تعتقدين أنك تخيفينني ؟ >>
صاحت الملكة بصوت الملكة بصوت مرتفع :<<إقطعوا لها رأسها >> فأجابتها أليس لا تتفوهي بكلمات بلهاء فأنت لست سوى ورقة لعب ليس لها فائدة ...>> ثم رفعت أليس ذراعها لتجمع أوراق اللعب و.........
قالت لها أخت أليس :<<أليس ، أليس ، ما الذي حصل لك؟،كدت تضربينني >> فلردت عليها أليس :<<كنت أحلم حلما جميلا >>........
ما أجمل أن نحلم مثل هذا الحلم ، ليتنا نعيش في عالم الخيال .