...الكآبة تجتاح النفس في حين غرة .فتجد الانسان يتأفف وينتفض فتنزل الى نفسه فيرفضها ويحاربها وتحاربه.فتجده يجهد النفس للتخلص من ظلها. وفلا تلبث الى ان تحول أفراحه الى نحيب وشدوه الى نعيب. وتحول النسيم الدي يتلاعب بأتوابه عند الفجر الى عاصفة تقتلع جدوره عند المساء, وتلقي به بين طيات الدهر فيصبح دكرى غابرة محاها الزمن بيده وسحقها بقدمه
...اما عند المستوحد فالكآبة لها في نفسه وقع آخر أحزنه أسعد من سعادة السعداء وأمره أعدب من أحلام العشاق . فتنزل الى نفسه ويرحب بها ويهئ لها في قلبه سريرا مرصع بالياقوت ومنمق بالحرير فتستوي على عرش قلبه فتطرد تلك الاحلام الواهية وتتبدد دالك الصمت الرهيب وتدنيه من جوهر الحياة فيلمسه وتردد على مسامعه أنشودة الخلود فيحفضها وتضع بين يديه جميع الألوان
وتهمس في أعماقه همسة المودع لعشيقته:
الآن وبعد أن أسكنتني بجوار نفسك وأجلستني فوق عرش قلبك فخد جائزتك . هاك الألحان واعزف ماشئت وخد الألوان فلون ماتشاء وأشعل الحقاق التي أريتك اياها ونور طريقك. فتهم محلقة في الفضاء فيمسكها من أتوابها ويناجيها بصوت ملئه الرجاء والاستعطاف . لاترحلي عني فاني اعيش بنفسك لقد الفتك وليس لي بعاد عنك ابقي فقد جعلت منك خليلة فلا أضن اني اقدر القيش من دون ابقي لأنك السعادة المتنكرة
فلا يكشف قناعك الى من خرج عن شرائع الناس الفاسدة ولايدوق حلاوتك الى من تخلى عن تلك التي يدعونها الناس سعادة التي تتخد هي الاخى قناعا تخفي من وراءه وجهها الشيطاني
فيركدون وراءها وفي أدهانههم تلك الفتاة الجميلة العدراء فيبحتون عنها في شهوات أنفسهم ومطامع أهوائهم حتى ان ادركوها أسقطط عنها داك القناع فضهرت بوجهها الحقيقي فوجدو غير الدي كانو يعتقدون...:77: