عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-18-2010, 09:47 PM
 
الجدار الفولاذي

( الجدار الفولاذيّ )


يموت أخي
برصاص تنصلنا
فيتوه الحصادُ
ببحر الضياعْ
يموت أخي
والذئاب تغني
وتمرح
نحسو كؤوس حماقتنا
فيفرّ الخلاصُ بعيداً بعيداً
ويبقي لنا
ما يبيض الخداعْ
أأبني جداراً
يباعد بيني
وبين أخي
كي يموت وحيداً ؟!!
ولا يستطيع اقتطاف النجاة
من النار
حين تحاصر
جسم كرامته ؟؟
هل نبارك فرقتنا
في زمان ٍ
غريب الملامح ؟!
أين سنخفي
صراخ الثكالى ؟؟
وأين سنخفي ارتفاع الهموم
بقلب الجياعْ ؟!!
يموت أخي
بين حضن فلسطين
ما ذنبه
أيها الكونُ
حتى يهدد ؟؟
حتى يشرد ؟؟
حتى يراعْ ؟؟
أأبني جداراً
يباعد بيني
وبين أخي
وهْو يحتاج مني
رغيف حنان ٍ
وماء أمان ٍ ؟؟!
فكيف أظن
بأن أخي
ما يسبب لي
خيبة ً وصداعْ ؟!!
وكيف أظن
بأن أخي
سوف يطعنني ؟!
أو يضيّع ما في يدي
من متاعْ ؟؟
أأبني جداراً
يباعد بيني
وبين أخي
كي يظل وحيداً
يواجه ناب الأعادي ؟
وأجلس
أبكي عليه
وأصنع دمعاً
يوافق مني نفاقي ؟
وأزعم أني
أخاف عليه
وأحمي اخضرار مشاعله
وأنا من له
في غمار النخاسة باعْ ؟!
فيا نحن
أين توحدنا
كي تغرد أقمارنا
في شغاف البقاعْ ؟!!
ويا غزة الوجع العربيّ
سلاماً إليكِ
من الحزن
مات الحياءُ
وصرنا جهاراً
نضاجع أفكارنا العور
والزيف أضحى مطاعْ
أيا مصر
دورك ليس التخلي
عن الأهل
دورك أن تصبحي للحقوق ذراعْ
أأترك أرض أخي لليهوديّ
يأكلها قطعة ً
قطعة ً ؟!!
وأنا لا أعاونه
أو أشجّعه
بل أعوّقه
وأصنف نفسي
مع العقلاء
وألبس هذا القناعْ
لماذا
نحاول تغيير وجه الحقائق ؟؟
إن الحقائق
بنت النهار
إذا ما استباها الظلام ُ قليلاً
مع الفجر تأتي
وتغدو شراعْ
أأبني جداراً
يباعد بيني
وبين أخي
ليموت تمكّنه
بيدي ؟!!!
وأنا في طريقي
إلى حفلة ٍ للعدى
وأظل أراقصهم
وأظل لهم
في استماعْ


شعر : ياسر الششتاوي
15 ـ 1 ـ 2010