دعا عباس إلى لقاء ثنائي لإنهاء الانقسام
مشعل: غزة المقبرة الحقيقية للكيان الصهيوني وأطالب قادة العرب الاقتداء بالنموذج التركي مشعل أثناء إلقائه كلمته
أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال يساوي حقها الفطري في الحياة والوجود، وأوضح أنه من المؤلم حقًّا أن تكون المقاومة موضع تساؤل وشك لدى البعض. وأوضح مشعل، في كلمته التي ألقاها في "الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة" الذي افتتح فعالياته اليوم الجمعة (15-1) في العاصمة اللبنانية بيروت، أن المقاومة الفلسطينية ليست ردَّ فعلٍ على اعتداءات الاحتلال بل هي مبدأ وانتصار لكل فلسطينيٍّ ووقوف في وجه الاحتلال حتى دخره. وأشار مشعل إلى أن الشعب الفلسطيني حين التف حول المقاومة قدمت غزة أنموذجًا في الدفاع عن الأرض والوطن، في إشارة منه إلى الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة نهاية عام 2008م. وقال: "نحن لم نختر الحرب، لكنها فًرضت علينا، ولو أعدتم الكرَّة فستكون غزة المقبرة الحقيقية لـ"إسرائيل".. لن تُهزم غزة، لن يهزمها شيء لا حصار ولا جدار". ولفت مشعل إلى أن انعقاد مؤتمر المقاومة في لبنان جاء بقرار منها وليس بإملاء من أحد، كما ناشد أحرار العالم "أن يقفوا مع غزة وفلسطين ولبنان وأي بلد يتعرض لاعتداء "إسرائيلي". ثم تطرق للجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة قائلاً: "نربأ بمصر والعرب في المشاركة في التضييق على غزة"، مشددًا على أن غزة لن تكون يومًا تهديدًا لمصر، وأن التجييش يجب أن يكون ضد الاحتلال الصهيوني وليس ضد الأشقاء العرب. وحول الأحداث المؤسفة التي وقعت في رفح إبان وصول قافلة "شريان الحياة 3" أكد مشعل أن "الدم المصري غالٍ علينا، ونأسف لسقوط أية ضحية لأمتنا أيًّا كان المسبِّب لذلك، كما نأسف لضحايا أهلنا من جراء الحصار وغلق المعابر". ولفت إلى أن الشعب المصري سيظل الشعب الأصيل المتفاعل مع قضايا الأمة، وأن فلسطين كانت دومًا طوق أمن الدول العربية. ثم خاطب القادة العرب قائلاً: "يا قادة مصر، ويا قادة العرب، لو لم تكن في فلسطين مقاومة -وهذا لن يكون- فعليكم أن توجدوا مقاومة لأنها سبيل أمنكم أولاً""، مطالبًا الدول العربية استثمار وجود المقاومة و"حماس" في الضغط على الاحتلال لا التضييق عليها. وأوضح مشعل أن "إقامة الجدار الفولاذي في هذا الوقت يثير الريبة والالتباس، وعلى مصر أن تزبله لإزالة هذا الالتباس". ثم وجه نداءً إلى الحكومة المصرية "باسم شعوب الأمة العربية والإسلامبة التي تحمل لمصر حبًّا عظيمًا، وترغب أن يكون لمصر دورها الريادي والقيادي في الأمة العربية، وباسم المصريين الطيبين الذين كلما التقيتهم عبروا لي عن حبهم وحزنهم على الجدار، وباسم الحاضرين، نطالب االحكومة المصرية وقف بناء هذا الجدار". وأضاف: "أُذكِّر المسؤولين والقادة في مصر وفي الأمة، وأُذكِّر العلماء في مصر وفي الأمة، بقول الله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، وبالحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من امرء بخذل امرءًا مسلمًا في موطن بُنتقص فيه من عرضه أو من حرمته إلا خذله الله في موقف بٌنتقص فيه من عرضه أو من حرمته، وما من امرء ينصر امرءًا مسلمًا في موطن بُنتقص فيه من عرضه أو من حرمته إلا نصره الله في موقف بٌنتقص فيه من عرضه أو من حرمته". وحول المصالحة الفلسطينية قال مشعل: "ما الذنب الذي ارتكبته "حماس" في طلبنا مسودة الورقة التي اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية؟ نريد التدقيق في الورقة المصرية مع المسودات التي اتفقنا عليها"، مؤكدًا على أنه "لم يبق أمام المصالحة إلا خطوة"، ومرحبًا بأي دورٍ عربيٍّ مع مصر وليس بديلاً عن مصر. ثم دعا مشعل "الأخ أبو مازن إلى لقاء نهائيٍّ بحضور الفصائل الفلسطينية"، مؤكدًا أنه "حين نلتقي سنتفق على هذه الأمور البسيطة وسيبارك العرب اتفاقنا". ثم خاطب مشعل الحكام العرب بقوله: "إذا لم يعجبكم النموذج الإيراني في وقوفه ضد القوى الكبرى، والنموذج السوري الذي لم يخضع للضغوط، فاتخذوا من النموذج التركي مثلاً، والذي أجبر "إسرائيل" على الاعتذار، ولم يكتفِ بذلك بل أعلن أنه لن يغير سياساته"، مؤكدًا على ضرورة وقف المفاوضات العبثية مع الاحتلال. وختم مشعل كلمته قائلاً: "بإذن الله سينتصر شعبنا، وتنتصر أمتنا، وينتصر أحرار العالم".