عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-20-2010, 01:08 PM
 
البدن في جبال الطفيلة والكرك

صيادون يقنصون «البدن» في جبال الطفيلة والكرك
بسم الله الرحمن الرحيم


يعد صيد الغزال الجبلي المعروف باسم البدن رياضة قاسية محببة للعديد من سكان الجبال في الطفيلة والكرك وبعض مناطق مادبا والشوبك. ويجدون متعة كبيرة في تتبع الغزلان وورود مكامنها الوعرة التي تحتاج لمهارة عالية في التسلق والتقصي للوصول اليها ، والتي تكثر قرب أماكن تجمع المياه والسيول في المنطقة الجبلية الممتدة بمحاذاة مناطق الغور من الجهة الشرقية.
وتعرف رحلات الصيد باسم « القنص» او « القناصة « ويتم عادة التحضير لها في الليلة التي تسبق بداية الرحلة في بيت احد الصيادين ؛ للتشاور فيما يأخذون معهم من مؤن (الزهاب او الزوادة ) للرحلة التي قد تستغرق ليلتين وتحديد الوجهة التي يقصدونها في رحلة يعرفون انها شاقة وقد تتطلب المسير ما يزيد على 15 كيلو مترا في اليوم الواحد.
ويقول الصياد محمود «ابو منذر» ان المناطق الوعرة تعد من أكثر المناطق جمالا وتمتاز بطبيعتها البكر التي لم يصلها التلوث، مشيرا الى انه على الرغم من المعاناة التي يلاقيها الصياد في رحلته إلا أن فرحة الفوز بالصيد تنسيه تعبه وعناءه.
ويضيف عندما نصل منطقة الصيد فإننا نتفرق في عدة اماكن على ان نلتقي قبل مغيب الشمس بقليل، لافتا الى صعوبة صيد الغزال الذي يمتاز بحاسة شم قوية ، وبمجرد احساسه بوجود خطر يتوارى في مغارة او يهرب بسرعة قد تصل الى أكثر من 50 كيلومترا في الساعة وسط تضاريس جبلية وعرة تساعده على ذلك قدرته البدنية العالية.
ويروي الصياد السبعيني خليف حميطان انه اصطاد خلال حياته أكثر من 150 غزالا ،مبينا انه كلما حاول اعتزال الصيد حن اليه وعاد لممارسته. ويقول «جيلنا كان يلتزم بعدم صيد البدن في وقت تكاثرها بين شهري تشرين الثاني ونيسان وخصوصا الإناث لانها قد تكون حاملا ، فيما صيادو هذه الايام لا يهتمون بهذه الامور ويمارسون الصيد في كل الاوقات» معتبرا ذلك «جريمة لا تغتفر».
القيادة لمن يصطاد اولا.
ويشير حميطان الى ان الصيادين يختارون احدهم ليكون قائدا للرحلة وعادة يكون أكبرهم سنا على ان يسلم القيادة لمن يصطاد غزالا اولا باعتباره أنجز أمرا عظيما للجماعة.
ويأوي الصيادون ليلا الى كهوف في أسفل الجبال حيث يشعلون النار ويبدأ أكبرهم سنا برواية أحاديث وحكايات مر بها في حياته ، بينما ينشغل الأصغر سنا بإعداد العشاء والشاي على النار ثم يعدون الخبز من الطحين الذي يحملونه وإذا كان الحظ قد حالفهم في الرحلة واصطادوا غزالا فان وجبة الزرب الشهية قد امنت.

والزرب يكون بحفر حفرة توقد فيها نار كبيرة وحين يتحول الحطب الى جمر يضع الصيادون لحم البدن فيها ويحكم إغلاقها بالرمل والتراب لمدة تزيد على الساعتين الى أن ينضج اللحم.
البدن يستريح ظهرا وينشط صباحا.
ويقول حميطان «من تقاليد رحلة الصيد أنه إذا صادف صياد غزالا وأطلق عليه النار ولم يصبه فانه يتحول تلقائيا الى خادم لجماعته طوال الرحلة طالت أم قصرت ، وان التقى الصيادون صيادا آخر في منطقة صيدهم فانه يعتبر شريكا لهم ويأخذ حصته كاملة من لحم الصيد».
وتنشط حركة البدن في فترتي الصباح الباكر وبعد العصر أما في فترة الظهيرة فهو يفضل الاستراحة في ظلال الصخور والأشجار لتحميه من حرارة الشمس. ويتميز ذكر البدن بقرنيه المعكوفين وبالخط المائل للأسود الذي يكون على الظهر وقد يصل طول قرنيه الى ما يزيد على متر وتتميز أنثاه بقرنيها الصغيرين وخلوها من العلامات المميزة ويبلغ ارتفاع قوائم البدن الجبلي حوالي ستين سنتيمترا ويمكن أن يعيش اكثرمن عشرين عاما.
يذكر ان الجمعية الملكية لحماية الطبيعة اعتبرت البدن مهددا بالابادة، اذ بدأت اعداده تقل او تختفي في كثير من المناطق التي تعتبر موطنا مفضلا له بسبب الصيد الجائر باستخدام الأسلحة الأوتوماتيكية, ويعرف عن البدن بانه حيوان جبلي حذر ويشم رائحة الصياد ولذا يراعي القناصون اتجاه الريح عند البحث عنه .

عبد المهدي القطامين-بترا


__________________
[
رد مع اقتباس