رسالة مصر إلى حماس عبر السور الفولاذي بقلم: اليكس فيشمان
قرر المصريون أن ينقلوا الى حماس رسالة أنها ستخنق حتى تصالح فتح، وهم يفعلون ذلك بلغة واضحة جدا تشتمل على أسوار وحراس مسلحين وعلى خط مجسات وأنابيب فولاذية في عمق الأرض تفصل القطاع فصلا تاما.
ان الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نتنياهو قبل عدة أسابيع للقاهرة ولقاءه للرئيس مبارك وحدهما أقنع المصريين بأنه قد نشأت ها هنا فرصة تاريخية للتوصل الى تسوية اقليمية.
وافق بيبي على المسيرة. على نحو عام بغير تطرق للتفصيلات. يشبه موظفون كبار مصريون هذه الموافقة بالتحول الذي طرأ على علاقة الولايات المتحدة بالصين في عصر نيكسون، لا اقل من ذلك.
أحد الادوار التي قبلها المصريون محاولة إلباس أبي مازن قدرا كافيا من الدروع تجيء به لمفاوضة اسرائيل. ومن اجل ذلك يتحدثون الى حماس بعدة لغات احداها سلسلة الاسوار التي تبنى على الحدود بين مصر وغزة. ومعنى ذلك بسيط ستخنقون حتى ترضوا.
دهش خبراء اسرائيليون نظروا هذا الاسبوع الى الصور الجوية للخط الدفاعي الذي يبنيه المصريون ازاء القطاع. هدفه ايضا وقف انسراب التأثيرات الاصولية الى مصر، واظهار قطيعة واستعمال ضغط على حماس لتزيد مرونتها وللتوصل الى تسوية.
ليس الحديث فقط عن حاجز مادي، حفر له عميقا وارتفع الى أعلى، مدعم بنظام مجسات الكترونية. يبني المصريون هناك "خط مجينو". هذه طريقتهم لترويض حماس.
بنت اسرائيل ايضا جدرا الكترونية ذكية ازاء غزة، وما تزال تنفق ملايين على تطوير رجال آليين يجرون على الحدود بدل الجنود، وتبدع تطويرات لجدار "يرى ويطلق النار". ليس محققا مبلغ ردع هذا لحفار الانفاق من حماس، لكنهم عندما يرون ما يعده لهم المصريون يصبحون في ذعر، بيقين.
أجل هكذا يبنى السور. ينشىء المصريون في الحقيقة منطقة عسكرية تمتد عدة مئات من الامتار في عمق الارض المصرية، وهي مبنية من سلسلة عوائق مادية والكترونية.
العائق الاول، على مبعدة 70 مترا عن الخط، هو في الواقع سور الحدود القديم وارتفاعه ثلاثة أمتار. بعده بثمانين مترا يبنى السور الجديد وهو جدار ارتفاعه أربعة أمتار.
ستعمل على السورين نقط مراقبة فيها رجال شرطة مسلحون وهي مزودة بوسائل إنارة لكنهما لم يخصصا لوقف الانفاق.
أنشئا لردع موجات الناس الذين سيحاولون اختراق غزة نحو مصر كما حدث في الماضي. من ينجح في اجتياز السور الاول يدفع الى منطقة إبادة السور الجديد.
نشر على مبعدة 150 مترا وراء هذا السور شريط مجسات تعمل من جملة ما تعمل عليه بحسب مبدأ الامواج الصوتية لتحديد مواقع نشاط تحت الأرض.
المجسات مربوطة بغرف عمليات القوة المصرية في رفح وبمراكز المراقبة والسيطرة في الشركة المنتجة لها لمراقبة نوعية الالتقاط.
وراء خط المجسات، في عمق بضع مئات من الامتار، حفر المصريون ما يزيد على 20 بئرا الى عمق بلغ 30 مترا. ترمي الآبار الى غرس الواح فولاذية أو أنابيب فولاذية في الأرض.
من طريق الأنابيب الفولاذية، كما تقول نشرات اخبارية مختلفة، يمكن صب الماء في عمق الأرض لهدم الأنفاق. ويمكن في مقابلة ذلك ايضا ان تغرس فيها مواد تمنع استمرار عمل الحفار.
يرى في الصور الجوية أنه وراء الحفائر في العمق تتم أعمال ترابية واسعة. وهي ترمي كما يبدو الى زيادة عائق آخر ما زالت ماهية غير واضحة.
يعمل المصريون الان ازاء الكتلة الضخمة للانفاق التي تحفر من اتجاه رفح، في شريط يمتد نحوا من أربعة كيلومترات. طول الحدود بينهم وبين غزة في الحصيلة العامة 14 كيلومتر، لكن يشك في أن يقام عائق طويل بهذا القدر.
على أية حال يسيطر على المنطقة نحو من 1500 "شرطي" مصري. نصفهم على الاقل من جنود حرس الحدود، ومكنتهم اسرائيل من زيادة عدد ناقلات الجنود المدرعة.
يتم البناء على يد شركات مصرية كبيرة، بمراقبة مباشرة من مكتب وزير الدفاع الجنرال الطنطاوي، ويشارك في عدد من الخطوط ايضا مستشارون من سلاح الهندسة الامريكي.
بالمناسبة، كان الحاكم الجديد لشمالي سيناء، الذي سيوكل اليه ايضا الاشراف على الحدود مع القطاع، كان حتى المدة الاخيرة ضابط الاستخبارات الرئيس في الجيش المصري برتبة جنرال.
يشير تعيينه الى مبلغ الاهمية التي توليها مصر هذه المنطقة. أو بعبارة أخرى، هكذا تعمل دولة عرفت أحد حدودها على أنه مشكلة بالنسبة للأمن القومي.
بحسب تقدير الخبراء الذين فحصوا عن الصور الجوية، من يرد اختراق المنطقة الجديدة سيضطر الى أن يحفر إلى عمق 70 – 80 مترا وعلى طول مئات الأمتار.
صحيح، أن النفق الذي اختطف من طريقه جلعاد شليت حفر على امتداد نحو من 700 متر، لكن حفر نفق كهذا على عمق 80 مترا شيء آخر تماما.
منذ اللحظة التي ينهي فيها المصريون المشروع، ستكون السبيل الوحيدة لادخال المدد الى غزة هي البحر او اسرائيل.