لن احاول التوقف عند كل التفاصيل واحدة فواحدة
ثمة مفاصل واضحة تستدعي مناقشتها ...
* المواقف المشرّفة للحكومة التركية الحالية ممثلة بأردوغان
* العلاقات التركية الاسرائيلية ممثلة بتدريب عسكريين بين البلدين، وصفقة أسلحة بينهما،
شأنين تمّ كل منهما -كما ذكرت- متزامناً مع موقف رأينا فيه شمما.
ولست أتصور بيننا من يمكن أن يجرد المواقف التي ذكرتها في مقالتك سيدي من شمم وشموخ نحلم بمثله في قادتنا .. هذا طبعا اذا جردنا اللوحة من خلفيتها التي أشرت اليها والتي تضمنت علاقات تركية اسرائيلية تجعل الموقف المشرف موضع تشكيك ...
وتحيلنا هذه الحيثية الى المفصل الثاني وهو العلاقات التركية الاسرائيلية التي تستدعي منا مقارنات اعتذر من الجميع لاضطراري لطرحها كي نتعود الرؤية من زاوية أوسع قليلا....
مما لا يخفى على أحد أن الحكومات التركية السابقة ارتبطت مع الكيان الاسرائيلي باتفاقيات لا تستطيع حكومة أردوغان التملص منها بكليتها، لكنها -مما تكشف الأحداث- تواصل التزامها بتلك الاتفاقيات دون التنازل في إطارها عن حقوقها و..حقوق الأمة الاسلامية .... لمجرد أن المعتدي هو اسرائيل التي تربطها بها تلك الاتفاقيات ...
وها نحن نقف مروعين مستنكرين أمام هذا الالتزام المحدود، بينما لم يروعنا التزام دولة عربية مسلمة باتفاقية وقعتها حكومة سابقة في العام 1978
وها نحن نلتمس في تداعيات ذلك الالتزام مبررا لأن تلزم دولة عربية مسلمة حرة نفسها وشعبها باتفاقية المعابر (معابر غزة) مع أنها ليست جزءا منها ، وتحمل نفسها بعد انسحاب اطراف الاتفاقية - التي أذكر بأنها لم تكن جزءا منها- بأداء دور اسرائيل على جانبي المعبر .. جانبها والجانب الآخر الواقع خارج حدودها
ليس تحاملا على أحد ... ولكن انزعاجنا من تشويه أناس لأنفسهم ومحاولتنا الدفاع عنهم لما شكلوه أو ما زالوا يشكلونه لنا من رمزية لا يعني تشويه عموم الصورة في الأفق
المواقف التركية تحمل معانٍ من الشموخ نفتقر لها ونشتاقها، وهي حكومة اسلامية استلمت ميراثا ملوثا من اتفاقيات مع كيان لم تفتأ -منذ تسلمها الحكم- تحاسبة على كل شاردة وواردة، رغم اضطرارها لتنفيذ ما تكفله تلك الاتفاقيات من التزام...
الأحرف منقوطة جيدا سيدي ... نحن فقط مطالبون بملاحظة تلك النقط بحياد
__________________ |