عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 01-23-2010, 10:36 PM
 
في كلمة له في مؤتمر "غزة رمز المقاومة"
لاريجاني: المقاومة الخيار الوحيد في مواجهة الاحتلال وبإمكان "حماس" تغيير معادلات المنطقة


طهران

أعرب رئيس "مجلس الشورى الإسلامی الإيراني" الدكتور علي لاريجاني عن فخر بلاده بدعمها لحركات المقاومة في المنطقة، ومن بينها "حزب الله" اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مؤكدًا أن المقاومة باتت الخيار الوحيد في مواجهة الاحتلال بعد فشل مشاريع التسوية.
وأفاد مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" في طهران أن لاريجاني صرح أمس الثلاثاء (19-1) في مؤتمر "غزه رمز المقاومة"، والذي أقامته "جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني" في ذكری الحرب الصهيونية علی غزه وحضره ممثلون عن حركة "حماس" وشخصيات إيرانية، أن المقاومة حققت نتائج مملوسة في حرب الـ33 يومًا في لبنان، والحرب علی غزة، ‌ مضيفًا أن "البرلمان الإيراني سمی يوم 19 كانون الثاني (يناير) "يوم غزة"، وذلك لأن الانتصار الذي تحقق في غزة علی الصهاينة كان حادثًا كبيرًا في القرن الأخير"، آملاً أن تهتم برلمانات الدول الإسلامية بهذا الأمر؛ لأن له دلالاته التي أثرت علی‌ مجمل القضايا في الشرق الأوسط.
وأوضح لاريجاني أن قادة الكيان الصهيوني أرادوا من الحرب، التي خلفت آثارًا كارثية على القطاع، شطب "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وباقي قوی‌ المقاومة من الخارطة، وأن العدو لأجل تحقيق ذلك الهدف قام بحرب شرسة ضد الشعب الفلسطيني؛ منتهكًا كل القرارات والقوانين الدولية، واستخدم كل ما لديه من قوة وأسلحة تدميرية محظورة، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ودمر المنازل والمستشفيات والبنی التحتية والمساجد، مشددًا على بشاعة هذا الحدث الذي كانت له أبعاد مهمة جدًّا جعلت القاضي اليهودي ريتشارد غولدستون يتطرق إلی جزء منها في تقريره الذي قدمه لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، موكدًا أن التاريخ سيسجل هذا الإجراء لأنه ذكر قسمًا من هذه الجرائم التي كان بمثابة فضيحة معلنة في انتهاك القوانين الدولية.
وأكد لاريجاني أن هذا الحادث مؤلم جدًّا؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وقفت إلی جانب الكيان الصهيوني، وقدمت له كل أنواع الدعم؛ منه تزويده بالسلاح، وساندته دبلوماسيًّا وإعلاميًّا، ومنعت دولاً كثيرة في مرات عديدة من طرح العدوان الصهيوني علی الأمم المتحدة.
وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني: "خلال 22 يومًا لا أحد تحدث عن حقوق الإنسان والإنسانية، رغم أننا شهدنا مجيء رئيس جديد للولايات المتحدة، وقد أعلن أنه سيجری تغييرات عدة في سياسات أمريكا، وأنه لا يقبل بأساليب من سبقه، وخلال الحرب قُتل أكثر من 1400 فلسطيني، وجُرح أكثر من 5 آلاف، وأباد الكيان الصهيوني أطفال فلسطين، وحوَّل غزة إلی أرض محروقة، لكن هذا الأمر لم يحظ بأهمية تذكر عند أوباما، وفضَّل الانشغال في عملية اختيار كلب لبنته، بعد ذلك تبين أنه يتحدث فقط ولا يريد إحقاق حقوق الفلسطينيين".
وتطرق لاريجاني إلی سفر أوباما إلی تركيا قائلا: "لقد قال في البرلمان التركي أنه يريد إعادة حقوق المسلمين إليهم، وانتهاج نهج جديد في التعامل معهم، وبعد ذلك سافر إلی القاهرة، وقال هناك إنه يعرف الإسلام، ويريد تحقيق الحقوق الفلسطينية، لكن من المعيب أنه لم يفعل شيئًا خلال هذه الفترة، ولم يحدث شيء، وغزة محاصرة".
وعن دور الدول العربية خلال حرب غزة قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني: "إنه من المؤلم أيضًا أن كثيرًا من الدول العربية أخذت موقفًا متفرجًا، فإما التزمت هذه الدول الصمت أو تذرعت لهذا الصمت المؤسف، فخلال حرب تموز (يونيو) علی الشعب اللبناني اتخذت هذه الدول الموقف ذاته، كانت تقول أن "حزب الله" هي حركة مقاومة شيعية، وأن إيران تدعمها لذلك لن نقدم لها الدعم، وأحيانًا كانت تصلنا أخبار وتقارير فحواها أن بعض أجهزة مخابرات الدول العربية اجتمعت مع المخابرات الصهيونية في دولة عربية لتبادل المعلومات حول المقاومة في لبنان، لكن "حزب الله" انتصر وقصم ظهر الكيان الصهيوني".
وفي إشارة إلي الصمت المريب لبعض الدول العربية خلال حرب غزة أضاف لاريجاني: "هذه الدول ما كان بإمكانها التذرع بهذه الأشياء؛ لأن "حماس" هي التي كانت في واجهة المقاومة، وهي حركة سنية، لكنهم هذه المرة تذرعوا بشيء‌ آخر لتبرير عدم تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وذلك أن الفرس هم الذين يدعمون "حماس"، ولهذا تركت هذه الدول الشعب الفلسطيني لوحده، والتزمت الصمت، ووصل الأمر إلی أنها منعت تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وهذا ألم كبير".
وأعرب لاريجاني عن فخر بلاده أنها تقف إلی جانب "حزب الله" و"حماس"، ولا تخفي ذلك، وعلی الدول التي عزلت نفسها خلال هاتين الحربين أن تخجل من ممارساتها ودعمها الضمني للكيان الصهيوني.
وأشار لاريجاني إلی إجراءات قام بها البرلمان الإيراني إبان الحرب علی غزة، مضيفًا أن "مجلس الشورى‌ الإسلامي" كان نشطًا جدًّا، وشكَّل اجتماع "اتحاد البرلمانات الإسلامية" في تركيا، وفعَّل دور هذه البرلمانات في سبيل دفاع عن الشعب الفلسطيني، وأقام أيضًا اجتماعًا لـ"اتحاد البرلمانات الآسيوية" في دمشق، وكانت هناك جولة برلمانية إيرانية إلی الدول الإسلامية، والی جانب هذه الإجراءات أقيم "المؤتمر الدولي للمدعين العامين للدول الإسلامية والقانويين الإسلاميين" في طهران لإيصال صوت الشعب الفلسطيني المظلوم إلی العالم.
وأكد لاريجاني أن "جيش الاحتلال كان يلعب دور "الديكتاتور" في المنطقة، وما كانت تتجرأ دول المنطقة عليه وتقف ضده، ولكنه انهزم في في حرب تموز (يونيو)، وهذه المرة أيضًا تلقی الهزيمة من المقاومة الفلسطينية، قائلاً: "أتذكر جيدًا عندما زرت، خلال الحرب، إحدی الدول الأوروبية التي لها علاقة وطيدة مع الكيان الصهيوني، قال لي رئيس هذا البلد بالحرف الواحد: إن هذا الكيان ليس بإمكانه الصمود أمام المقاومة، هذا الانتصار كان مشرفًا؛ لأن هناك شعب أعزل لكنه مسلح بالإرادة ومصمم ومؤمن، ولذلك انتصر علی جيش قويٍّ".
وأضاف: "هذا الحدث مملوء بالدورس والعبر، والشعب الفلسطيني خرج منتصرًا من هذا الاختبار، وأصبح له دور مهم في الساحة"، مشيرًا إلى أن كثير من الدول تنكر هذا الانتصار، لكنها مع ذلك أدركت قوة المقاومة الفلسطينية.
وحول إعمار قطاع غزة بعد الحرب قال رئيس البرلمان الإيراني: "الناس في غزة بعد سنة من الحرب بلا مأوی في هذا الشتاء، أين ذهبت نخوة تلك الدول التي اجتمعت في القاهرة بعد الحرب، ووعدت بتقديم 5 مليارات دولار لاعمار غزة، ففي سفري مؤخرًا إلی القاهرة قال لي مسؤول مصري أن هذه الدول لم تقدم شيئًا، هذه الدول لم تقدِّم مالاً ليبني الفلسطينيون مأوی لأنفسهم، لم يسمحوا بدخول الإسمنت والحديد لغزة لبناء البيوت، لكن الشعب هناك صامد ومقاوم، وخلال هذه السنة لم تنجح محاولاتهم في الضغط علی "حماس" وقوی المقاومة ليتراجعوا ويوقعوا علی ورقة بذريعة توحيد الصف الفلسطيني، كانوا يريدون فرض قرارات سابقة عليهم، لكن هذه القوی صمدت، وبإمكانها تغيير المعادلات في المنطقة".
وتطرق لاريجاني إلی مشاريع السلام في المنطقة قائلاً: "إن مشاريع السلام التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، مرورًا بخطة خارطة الطريق الأمريكية فشلت، و"إسرائيل" عمقت هذا الفشل بسلوكها في توسيع (الاستيطان)"، مؤكدًا أن أفكار أوباما حول ما تسمی عملية السلام لن تسترجع حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه.
__________________
رد مع اقتباس