جولة "حماس" الخليجية هدفها كشف خطايا فريق التسوية"
الرشق: إذا كان بناء الجدار من أعمال السيادة فعلى مصر ممارسة تلك السيادة بفتح المعابر
أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الموقف المصري الرسمي من قضية المصالحة لم يتغيَّر، وأنه لا يزال يرفض فتح الورقة المصرية للتدقيق في بنودها. وقال الرشق في لقاءٍ خاصٍّ مع صحيفة "الدستور" المصرية أمس الثلاثاء (19-1): "إن قضية المصالحة لا تزال تراوح مكانها رغم تدخُّل بعض الأطراف العربية لدى مصر"، وأضاف: "المشكلة الحقيقية في الورقة المصرية أن هناك قضايا اتفقت عليها الفصائل وتم حذفها من الورقة، وقضايا لم يتم حسمها في الاتفاق وتم وضعها بالورقة، بالإضافة إلى وجود بعض القضايا الملتبسة بسبب الصياغات؛ فعلى سبيل المثال في قضية الانتخابات اتفقنا على تشكيل لجنة عليا للانتخابات بالإضافة إلى محاكم الطعون تحت توافقٍ فصائليٍّ حول تلك اللجنة، وجاءت الورقة المصرية لتقول إن اللجنة يتم تشكيلها بمرسومٍ خاصٍّ من أبو مازن؛ فكيف يكون أبو مازن طرفًا في الاتفاق وراعيًا لبعض بنوده في الوقت ذاته؟! بالإضافة إلى رفض الفصائل قضية التنسيق الأمني مع الاحتلال، لكن "فتح" مرَّرتها عبر الورقة المصرية بوضع بند (التعاون الأمني مع الدول الصديقة)". وأكد الرشق أن حركة "حماس" لم تتعمَّد إهانة مصر أو إحراجها أو اتهامها بأنها وسيط غير نزيه، ولن تفعل، لكنها تستغرب تشدُّد القاهرة بعدم فتح الورقة مرة أخرى. هدف الانتخابات
وأشار إلى أنه لا يزال هناك "فيتو" أمريكي على قضية المصالحة، مشددًا على أن حركة "حماس" لديها قناعة أن جلسات الحوار التي عقدت في القاهرة كانت بالأساس هدفها من قِبَل فريق التسوية هو بند الانتخابات؛ لأنه المدخل الذي دخلت منه "حماس"، والذي يجب أن تخرج منه، معربًا عن أن حركته تؤكد أن أبو مازن سيسعى إلى تزييف الانتخابات القادمة، موضحًا أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أكد رفضه الإشراف كمراقبٍ على الانتخابات القادمة لقناعته أنه سيتم تزويرها. وبيَّن الرشق أن جولة "حماس" في منطقة الخليج كانت تهدف إلى توضيح الأخطاء التي يرتكبها فريق التسوية منذ 18 عامًا بسبب الانجرار في هذا الملف، وتحذير زعماء المنطقة من إعطاء الغطاء لملف التسوية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر هدفه حماية ظهر المقاومة، موضحًا أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أكد أن المبادرة العربية لم يَعُد لها أفقٌ الآن. قضية الجدار
وحول قضية "الجدار الفولاذي" قال الرشق: "إن قضية الجدار جاءت بعد مشكلة عدم التوقيع على الورقة المصرية لتزيد من حجم التوتر مع القاهرة، لكن هذا الأمر لا يؤكد أن العلاقات منقطعة كما روَّج الإعلام، وإن "حماس" تنظر إلى قضية الجدار بأنها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وإنه إذا كان لشعب غزة طريقٌ مشروعٌ لَسلكوه، وإن مصر تعلم جيدًا أن الشعب الفلسطيني لم يكن في يومٍ من الأيام مصدر تهديدٍ للأمن القومي المصري، بل إنه خط الدفاع الأول عن الشقيقة الكبرى مصر، وإذا كانت مصر تتذرَّع بأن بناء الجدار من أعمال السيادة فعليها ممارسة السيادة على أرضها بفتح المعابر والطرق الشرعية للشعب الفلسطيني، خاصة أن علامات الاستفهام تزيد حول توقيت التهديدات الصهيونية باجتياح قطاع غزة حاليًّا بالتزامن مع بناء الجدار". وأضاف الرشق أن "التحليل السياسي المنطقي لدى كثير من الخبراء والساسة أن بناء الجدار في الوقت الحاليِّ نوعٌ من أنواع الضغط السياسي على "حماس" لانتزاع موقف سياسي منها بالتوقيع على المصالحة، لكن الكل يعلم أن حركة "حماس" لا تقبل الضغط لانتزاع مواقف، وأنها صمدت تحت نيران العدو ولم تسلم مواقف سياسية ولم تتنازل عن ثوابت لديها". صفقة الأسرى
وحول قضية الأسرى وصفقة شاليط قال الرشق: "هناك تراجع من قِبَل "إسرائيل" حول ما تم الاتفاق عليه في صفقة شاليط عبر المفاوضات غير المباشرة التي أجراها الوسيط الألماني، وأخبرنا الوسيط الألماني بغضبنا من هذا التراجع". وأكد الرشق أن الصفقة في وقتها الحاليِّ غير مُهيَّأة للإبرام، وتحتاج إلى مزيدٍ من الوقت، مشددًا على أن الحركة لديها معلومات مؤكدة حول استياء أبو مازن و"فتح" من إخراج البرغوثي وأحمد سعدات؛ لأن هذا الأمر سيُحسب انتصارًا لـ"حماس". وأشار إلى أن "حماس" لديها معلومات عن أن هناك تحرُّكاتٍ صهيونيةً لإخراج البرغوثي وسعدات هدية لأبو مازن بعيدًا عن الصفقة، وأضاف الرشق أن "السيدة فدوى البرغوثي زارت خالد مشعل وأوصلت رسالة من زوجها أنه يريد أن يخرج ضمن صفقة "حماس" لا بإفراجٍ من الاحتلال؛ لأن الإفراج من قِبَل الاحتلال في الوقت الحالي سيسيء إلى سمعته".