وكنتمُ في شقاءِ المرأةِ السَبَبَا ..
زعمتمُ انهُنَ خاملاتِ نُهىً
ولو ارَدنَ لصيرنَ الثرى ذهبا ..
فقلتُ:لو لم يكن ذا رأيُ غانيةٍ
لهاج عند الرجالِ السُخطَ والصخبا ..
لم تنُصفينا وقد كُنا نؤَمِّلُ ان
لا تُنصفينا لهذا لا نرى عجبا ..
هيهاتِ تَعدِلُ حسناءُ اِذا حَكَمَت
فالظُلمُ طَبعٌ على الغاداتِ قد غَلَبَا ..
يُحارِبُ الرجلُ الدنيا فَيُخضِعُها
ويفزَعُ الدهرُ مذعوراً اِذا غَضِبا ..
يرنو فَتَضطرِبُ الآسادُ خائِفةً
فأِن رَنَت ذاتُ حُسنٍ ظَلَ مُظطرِبا ..
فأِن تشأ اودعت احشاءَهُ بَرَداً
وأِن تشأ اودعت احشاءَهُ لَهَبَا ..
يَفني الليالي في همٍ وفي تعبٍ
حذارَ ان تشتكي من دهرها تَعبَا ..
ولو درى ان هذي الشُهبُ تُزعِجُها
امسى يُرَوِعُ في افلاكِها الشُهُبا ..
يشقىِ لِتُصبِحَ ذاتُ الحُلي ناعِمةً
ويحمِلُ الهمَ عنها راضياً طَرِبا ..
فما الذي نَفحَتهُ الغانياتُ بهِ
سوى العذابِ الذي في عينِهِ عَذُبا ..
هذا هوَ المرءُ ياذاتَ العفافِ فَمَن
يُنصِفُهُ لاشكَ فيهِ يُنصِفُ الأدَبَا ..
عنفّـتِه وَهوَ لا ذنبَ جناهُ سوى
ان ليس يرضى بأن يغدو لها ذَنَبَا !!!! ..