البركة تنـزل على حليمة قالت حليمة: فلما وضعته في حضني لأرضعه, أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن, فأرضعته وأرضعت أخاه, ثم ناما, وما كنا ننام قبل ذلك. ثم قام زوجي إلى ناقتنا, وإذا بها قد امتلأت ضروعها لبناً, فحلب منها وشربنا حتى ارتوينا, فبتنا بخير ليلة, فقال لي: يا حليمة, والله لقد أخذت طفلاً مباركاً. فقلت: والله إني لأرجو ذلك.
قالت: فلما أردنا الرجوع, خرجت فركبتُ أتاني, وحملت محمداً معي, وإذا بالأتان تسرع حتى تسبق الرَّكب, فجعلت النساء يقلن لي: يا حليمة, اربعي علينا, أليست هذه أتانك التي قدمتِ عليها؟ قلت: بلى والله, إنها هي. فقلن: والله إن لها لشأناً.
قالت: ثم قدمنا منازلنا من ديار بني سعد, وليس فيها عشب تأكله الغنم, فكانت غنمي بعد ذلك تعود وقد شبعت وامتلأت ضروعها لبناً, وتعود غنم القوم هزيلة, ليس فيها قطرة لبن, فكان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانِهم: ويلكم, اسرحوا حيث يسرح راعي حليمة.
وهكذا كانت البركة تتوالى على حليمة وأهل بيتها, وبقي رسول الله عندها عامين كاملين, ثم فطمته وردته إلى أمه.
__________________ ويبقي الأمل ما دامت الحيـــــاة |