وفاة أمه هذه آمنه بنت وهب, تتهيأ لزيارة يثرب, تلك القرية التي تقع إلى شمال مكة, على بعد نحو أربعمئة كيلومتر, وهو سفر بعيد, بالنظر إلى وسائل السفر في ذلك الزمان.
معها في تلك الرحلة ابنها محمد الذي لم يجاوز من العمر ستة أعوام, وخادمتها بركة الحبشية (أم أيمن), وناقة تضع عليها رحلها وتركبها وتردف ابنها خلفها, وحمار يحمل بعض الأمتعة وتركبه أم أيمن.
في يثرب كان قبر زوجها عبد الله بن عبد المطلب, الذي مرض هناك ومات, حين كان ابنه محمد جنيناً, في بطن أمه.
كان عبد الله قد سار في حاجة له, وحين قدم يثرب مرض, فبقي عند أخواله بني النجار, ولم يلبث أن مات.
وصلت آمنة ومن معها إلى يثرب, وحلوا بها ضيوفاً على بني النجار, وبعد أيام تهيأت آمنة للعودة إلى مكة, وحين وصلوا مكاناً يقال له (الأبواء) بين مكة ويثرب ماتت آمنة ودُفنت هناك, ورجعت أم أيمن بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة, وكان في غاية الحزن لفقد أمه
__________________ ويبقي الأمل ما دامت الحيـــــاة |