محاكمة قاتلة وتجلسين امامي ، ورغم وجودكِ الرتيب ! اِلا انني وحيد ، لا نهائي الوحدة ، وابدأ محاكمتكِ ، واصدر الحُكم عليكِ ، وانفذهُ بكِ في ساحةِ قلبي ، وانتِ لا تزالين امامي ، ترفعين اليّ من وقتٍ لآخر نظراتكِ الأليفة ، وتحدثيني عن آخر صرعات الموضة !!! واظل غارقاً بصمتي ، وبفمٍ كمغارةِ ملح : انطقُ صامتاً الحُكم عليكِ ، حكمتُ عليكِ : - وشهودي الليل والقمر - بالحرمان طوال الحياة من عشقي المتفجر ، والحبس المؤبد في زنزانة حريتكِ . وها انا ولأول مرة اراكِ بعينٍ محايدة ، بعد ان كانت كل جوارحي ، مواليةً لكِ ضدي ، كلها كانت تتفنن بالشهادات الباطلة لصالحكِ انظر اليكِ بحياد لأول مرة ، اراكِ حقاً ! انتِ مسكونةٌ باللاشعور ، وحتى حبي الذي كان اعصاراً حولتِهِ انتِ الى جثة لا حياة فيها . انا قنديل الحب المتوهج في ليل الغرباء ، وانتِ تحبين على طريقة الفراشات ! وها هو الخمول يدبُ الى موقدنا الصديء ، وبعد قليل سينمو فطر اللامبالاة على رمادنا ... صغيرتي : ان هذا الحب يحتضر كأوزة نزفت كل عمرها على شاطيء الضجر ، نعم ، هذا ما تقولهُ انقاضُ عمائرنا ، وراياتنا المنكسة والمحترقة ، وحطام مراكبنا . كيف لا اذبحكِ الف مرة ، ثم اطلق الرصاص عليكِ في ساحة قلبي ، كيف ؟ كيف اغفر لكِ انكِ نقلتني من درجةِ الغليان الى ما دون الصفر ؟ كنتِ الضياء في روحي ، وهاجسي ، وفكري ، وقلماً حبرهُ دمي ، وكنتُ انا اطلق الصرخات بشكل زئيرٍ ترتعدُ منهُ الايام مُدافعاً عنكِ امّا الآن انا جالسٌ امامكِ ، صامتاً ، بارداً ، متسائلاً : كيف استطعتِ اغتيال صوتي ؟ وحبي اللاهب كيف استطعتِ ان تحولي لهبهُ في فمي الى قطعة جليدٍ متصلدة ؟ . وبينما لا تزالين امامي ؛ يصيرُ الحُكم قطعياً ، دون ان تدرين ان العقارب تغلي تحت ابتسامتي الباردة ، واني احقد عليكِ حقداً شاسعاً وازلياً ، لأنكِ وحدكِ ، ووحدكِ فقط من استطعتِ قتل حبي لكِ !! تُرفع الجلسة !!!! ؟؟؟؟ . ملاحظة مجازية : (الحبيب هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك الحق بان يحاكم ويشهد ويُنفذ الحكم بحق حبيبه حتى لو كان الاعدام) .
__________________ يعربي انا قد سألت البحر يوماً : هل أنا يابحرُ منكا ؟ هل صحيحٌ مارواهُ بعضُهُم عني وعنكا ؟ ام تُرى ما زعموا زوراً وبهتاناً واِفكا ؟ ضحكت امواجهُ مني وقالت : لست ُ ادري . |