نسمة حجازية .. هذه ليست قصة ..بل مأسأة حقيقية تمثل جحود الأبناء بآبائهم.. بكل ما تحمله الكلمه من معان.. وفى نفس الوقت تعكس قيمة وعِظم الأم ..تلك الأم التى تعطى بلامقابل .. تضحى بأغلى مالديها .. ولاتنتظر كلمة الشكر .. بلى هى ترى السعادة كل السعادة فى راحة أبنائها وسعادتهم .. وأن بُنيت هذه السعادة على بقايا روحها .. وأشلاء جسدها .. الأم تلك الشمس ..التى لاتغيب عن سماء حياتنا .. تلك البسمة المرسومة على شفاهنا .. وذلك القمر الذى ينير لنا الدرب .. مهما أشتدت ظلمته ومهما طالت مسافته .. ويوضح هذا المعنى فضيلة الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ قائلاً :
إن الله سبحانه وتعالى في توصيته بالأم قد اختصّها ؛ لأنها تقوم بالجزء غير المنظور في حياة الابن أو غير المُدْرَك عقلًا، بمعنى أن الطفل وهو صغير في الرضاعة وفي الحمل والولادة، وحتى يبلغ ويعقل، الأم هي التي تقدم له كل شيء، هي التي تسهر لترضعه ، وهي التي تَحمِل وهي التي تَلِدُ، فإذا كِبر الطفل وعقَل مَن الذي يجده أمامه؟ يجد أباه؛ إذا أراد شيئًا فإن أباه هو الذي يحققه له، وإذا أراد أن يشتريَ لُعبة جديدة وملابس جديدة، وإذا أراد مالًا.. الخ، كل هذا يقوم به الأب .
إذًا فضلُ الأب ظاهر أمامه ، أما فضل الأم فمستتر؛ ولذلك جاءت التوصية بالأم أكثر من الأب، لماذا؟ لأن الطفل حينما يحقق له أبوه كل رغباته يحُسّ بفضل أبيه عليه، ولكن نادرًا ما يقدّر التعب الذي تعبته أمه، وهو يزيد أضعاف أضعاف ما يقدمه له أبوه، من هنا جاءت التوصية بالأم. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله من أحقُّ بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: "ثم أبوك"). وختاماً ..أرجو أن تتقبلى منى خالص شكرى وعظيم إمتنانى لهذا الموضوع المميز وهذا الطرح الفريد ..وأعذرينى على الإطالة .. ولكن أهمية الموضوع وخطورته ..هما من أجبرانى على الاسترسال .. وأتمنى أن تتحفينا بموضوع أخر بمثل روعة هذا الموضوع ولكن هذه المرة عن فضل الأب . تقبلى مرورى سفير الأمل
__________________ ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ... يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا إن لم تكن عيني تراكَ فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ... |