01-27-2010, 04:23 PM
|
|
تنتنا في مساجدنا توضئ ودخل يصلي في المسجد، ثم مكث في صلاته حتى قطع لذتها ذلك الصوت الصخب، الذي لم يكن في يوم من الأيام نتوقع أن يدخل مساجدنا، ولكنه حقاً دخلها وبلا استئذان، ونحن وكأن الأمر لا يعنينا، نحن كأننا ما سمعنا ذلك الصوت، بل وكأنه صوت تالٍ للقرآن، ولكن هيهات هيهات فالفرق كبير بين هذا وذاك، هذا يقود إلى المغفرة وذاك إلى السخط والغضب، هذا في موازين الحسنات وذاك في موازين الأوزار والسيئات، هذا بكل حرف دراجات وذاك بكل حرف هلاك، في بيوت الرحمن دخلت الأغاني الماجنة، دخلت دون استئذان، دخلت وبكل بجاحة، لتغير خشوعنا إلى انشغال، إنكار في الباطن، وبقي الظاهر صامتا لم ينطق بكلمة ( اتق الله ) -إلا من رحم الله-، دخل الذين يبارزون الله بالمعاصي دون حياء من رب البشر، فكيف يستحي من البشر من هذا حاله مع ربه، دخلوا مساجدنا ليحولوها من دور عبادة إسلامية إلى دورة عبادة نصرانية، وكأن مساجدنا تحولت إلى كنائس يغنى فيها، بل والأشد والأمر أن بعض العصاة هداهم الله يتراسلون بتقنية ( البلوتوث ) هذه الأغاني الماجنة في وسط مساجدنا، وعلى أبوابها ويتبادلون المقاطع المحرمة. يقول ابن القيم –رحمه الله- : ( للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس ) فكيف بمن يجاهر بالمعصية نسأل الله العافية والسلامة . ناهيك عن أولئك الذين يجعلون نغمة نوكيا نغمة رنين وكأنهم ما علموا أنها على السلم الموسيقيّ يقولون ( هذه نغمة الجهاز )، كأن الذين صنعوا الجهاز دعاة إلى الله. وقال أيضاً : (قال الأسود بن سالم ركعتين أصليهما لله أحب إلي من الجنة بما فيها فقيل له هذا خطأ فقال دعونا من كلامكم الجنة رضى نفسي والركعتان رضى ربي ورضى ربي أحب إلي من رضى نفسي) هذا حال السلف مع الصلاة وتوقيرها في النفوس من توقيرهم لربهم فوا أسفي على حالنا و وا أسفي من حبنا لربنا وتعظيمنا له ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) |