عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 01-28-2010, 08:10 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
يقول بيرون
"قد تنمو الصداقة لتصبح حباً ، ولكن الحب لا يتراجع ليصبح صداقة"

من تفكير كهذا يأتي تساؤل بموضوع كهذا
الأصل أن نفهم خريطة العلاقات الانسانية حتى نطرح تساؤلات واقعية مقبولة في ظل تلك الخريطة ... أتحدث طبعا عن العلاقات المتفقة مع أخلاقنا وتركيبتنا القيمية والفكرية المنبثقة عن شرعنا الاسلامي بعظمته.
الحب شعور سامٍ واحساس عريق دافيء يوصف درجة ارتباط اثنين بينهما علاقة قائمة أصلا
أخوان / أختان
صديقان / صديقتان
أبن/ ابنة مع وأب/أم
زوجان - خطيبان
هذه العلاقات تكون موجودة أصلا تحمل فيها احساس الحب بدرجاته التي ترتقي للانصهار أو تنحدر للانعدام ...
أي وجهٍ للمقارنة يكون بين شيئين غير متماثلين، بل ان أحدهما محتوىً في الآخر
الصداقة علاقة تحمل بداخلها احساس الحب بكل ما يؤدي اليه من عطاء وتضحيات وتفانٍ
فكيف ستتحول إليه وهو أصلا واحد من أركانها
أما اذا كان الحديث عن الصداقة بين رجل وامراة أو الحب بين شاب وفتاة لا يجمعهما غير ذلك الاحساس فقد انتقلنا اذا لنقاش شأنين كلاهما مرفوض
الصداقة بين رجل وامرأة علاقة غير حقيقية ولا وجود لها على أرض الواقع، وحتى في المجتمعات المنحلة التي تتقبل هذا الشكل من العلاقات نجد بإنها تفضح وهميتها بنفسها عندما ينتهي الصديقان في الفراش معا في حالة من الدفق العاطفي أمام أزمة يمر بها أحدهما .... وما أكثر ما يحدث ذلك في تلك المجتمعات .
واذا كان هذا أقل حدوثا في مجتمعاتنا فليس لاختلاف طبيعة العلاقة بل بفعل الاحساس الراسخ بالرقابة ... رقابة الله ورقابة المجتمع والرقيب الذاتي الذي يتشكل بداخل كل منا بحكم التربية والنشاة ... وعندما يعوق هذا الرقيب تلك المشاريع قبيل نشوئها يبدأ الطرفان بالتحلل من المسمى الواهم لعلاقتهما والذي يكبل انفعالاتهما بمعطياته، ويتحولان للمسمى الآخر الذي يمنحهما مساحة أكبر من حرية التبادل الانفعالي وهو الحب أو العشق المرفوض أيضا والمرذول اجتماعيا...
علاقة يرفضها المجتمع السوي تتضمن أحاسيس ينكرها أصحابها في محاولة لتجميل علاقتهم المرفوضة ثم لا يلبث كلاهما أن يعترف بها زاعما أنها لم تكن موجودة ولكن العلاقة تتطورت باتجاهها
خداع للذات .. ليس الا
استاذتي الفاضله
قبل كل شيئ ردك كافي ووافي
وليت الكل يقرأ كتابتك هذه حرفاً حرف
تلميذتك
__________________
فقط اتفقدكم