حتى اللحظة نحافظ على المعركة داخل الأرض المحتلة"
الزهار: إذا أراد العدو الصهيوني فتح الساحة الدولية للصراع فإنه يتحمَّل تداعيات ذلك [ 30/01/2010 - 01:15 م ] غزة
أكد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حركته حافظت على ساحة المواجهة بينها وبين العدو الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددًا على أنه إذا أراد الاحتلال أن يغيِّر قواعد اللعبة ويفتح الساحة الدولية لصراعات؛ فإنه يتحمَّل المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك.
جاءت تصريحات الزهار خلال مؤتمر صحفي عقده صباح السبت (30-1) أمام المستشفى الميداني الأردني بغزة، عقب جولة تفقدية له داخل المستشفى، تطرَّق خلالها لآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية.
وأضاف، تعقيبًا على اغتيال القائد محمود المبحوح في دولة الإمارات: "(إسرائيل) جرَّبت ذلك واكتوت بنارها في صراعها مع "منظمة التحرير"، وهي تعرف أن "حماس" لا تقل قدرةً على الوصول إلى أهدافها في أي مكان، لكننا حتى هذه اللحظة نحافظ على ساحة المعركة وقواعد اللعبة في داخل الأرض الفلسطينية المحتلة".
وقال: "نرسل رسالةً واضحة إلى الدول العربية ذات العلاقة بالجانب الصهيوني أن تتَّعظ من هذه الجريمة التي ارتُكبت.. لقد ارتكبت قبل ذلك جريمة محاولة اغتيال في الأردن، تمَّ على إثرها موقف حازم من جلالة الملك حسين وقتها، والذي بموجبه أطلق سراح الشيخ أحمد ياسين.. اليوم تكرَّرت التجربة في الإمارات، أعتقد أن الإمارات وغير الإمارات يجب أن تتعظ أن الجانب الصهيوني لا يحترم سيادة أية دولة عربية ولا أية دولة في العالم، وأن مصالحه مقدمةٌ على كل مصالح الشعوب، ومن هنا يجب أن تتمَّ إعادة ترتيب العلاقات بين العدو الصهيوني والدول وتقييمها على خلفية الجرائم التي ترتكبها "دولة" الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
وشدَّد قائلاً: "كما تعوَّدنا لا نطلق كلمات في الهواء، ونحن نستطيع أن نؤلم العدو الصهيوني، وهذا أمرٌ تعرفه قوات الاحتلال، سواءٌ كان في هذه الساحة أو في غيرها؛ ولذلك فالأمر متروك للزمن ليجيب عن هذا الموضوع بصورة إيجابية".
قضية شاليط
وفيما يخص قضية الجندي الصهيوني الأسير وصفقة الأسرى، قال القيادي في "حماس": "لا أريد الدخول في تفاصيل هذا الموضوع؛ لأن القضية لها تأثيراتٌ في الإعلام سلبية جدًّا في الأسرى وأهلهم، والجانب المستفيد من هذه القضية هو العدو الصهيوني".
المصالحة الفلسطينية
أما في موضوع المصالحة فأكد أنه ليس أمام حركته سوى خيار المصالحة، وأضاف: "عندما ذهبنا إلى مفاوضات المصالحة ذهبنا إليها بوعي وإدراك، ولأننا نريد أن نحصل التطبيق في هذه المصالحة كان لنا وقفة لنوقِّع على الذي اتفقنا عليه، إذا حصلنا على ضمانات من مصر ومن الجهة التي سترعى هذا الموضوع وهي "الجامعة العربية"؛ بأن تؤخذ هذه الملاحظات عند التطبيق، فنحن ذاهبون إلى التوقيع وبدون تردُّد؛ لأننا نريد أن نوقِّع كلامًا يتمُّ تطبيقه على أرض الواقع؛ حتى لا تتكرَّر تجارب سابقة كـ(اتفاق مكة)".
تصريحات فياض
وبشأن تصريحات سلام فياض رئيس "حكومة" رام الله غير الدستورية حول رؤيته الموحَّدة بين السلطة وحركة "حماس" في الأمن؛ قال: "دعونا من هذه السجالات الداخلية، ونحن نعتبر "حكومة" سلام فياض حكومةً غير شرعية حسب القانون الأساس الذي أنشأته السلطة الفلسطينية السابقة قبل تسلُّمنا الحكم".
تقدير للحكومة الأردنية
وعن زيارته المستشفى الأردني، أكد الزهار أن هذه الزيارة تأتي كتقدير من حركة "حماس" ممثلة في جلالة الملك والخدمات الطبية الأردنية العسكرية والمدنية، ممثلة في المستشفى الأردني الذي أنشئ في أصعب ظرف صحي وسياسي في قطاع غزة.
وعبَّر الزهار عن شكره الجزيل وامتنان حركته للخدمات التي أجرت عملياتٍ نوعيةً والخدمات التي قدَّمت خدمات ضرورية ومهمة؛ ليس فقط على مستوى الفرد الفلسطيني المريض وتداعيات الحرب على غزة، ولكن لها أيضًا مدلولٌ إنسانيٌّ كبيرٌ ومدلولٌ سياسيٌّ.
ومضى يقول: "الأردن التي رعت المسجد الأقصى، والتي يجب أن يستمر دورها، والتي يجب ألا تفصلها حدود بينها وبين فلسطين؛ مقدَّرة اليوم في كلمة شكرٍ نقولها للأردن في شخص إخواننا؛ مدير المستشفى والقائمين على هذا المستشفى، ونقول: نحن في حركة "حماس" التي تمثل أغلبية الشعب الفلسطيني نتطلَّع إلى علاقات مميزة مع الإخوة في الأردن، ونريد أن نفشل مشاريع "الاستيطان"، وبدون مشاركة كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وبخاصة "حماس"، فلا نستطيع أن نفشل مشاريع (الوطن البديل)".
وتابع: "نحن بعد أن نحرِّر أرضنا يمكن أن نزيل الحدود، ولكننا لا يمكن أن نستعين بأرضٍ عربية بديلاً عن أرضنا، وهذه قضية مهمة.. نحن سنبقى جزءًا من الشعب الفلسطيني الذي يُمتِّن العلاقة مع الشعب الأردني والفلسطيني، كما يُمتِّن العلاقة مع الشعوب العربية والإسلامية، وهذه رسالة واضحة نرسلها في هذا الموقف مع الإخوة المقدرين والمحترمين لكل الجهود التي قدَّموها، وأعتقد أننا أرسلنا رسالةً واضحةً وصريحةً، نحن نريد علاقاتٍ مميزةً مع الأردن، كما نريدها مع سورية، ونريدها مع مصر، ونريدها مع بقية الدول العربية والإسلامية".
ومن جانبه قال رئيس المستشفى الأردني الدكتور ياسر أبو غزة: "على المدى القريب لا يوجد مشاريع أردنية في قطاع غزة، ولكن نحن مستمرُّون في العمل بالمستشفى الأردني، والذي مضى على وجوده هنا مدة عام، ومستمرون ما دامت الحاجة إلى العناية الصحية والطبية في قطاع غزة، وسنكون موجودين نمدُّ يدَنا إلى كل محتاج للعلاج أو للعناية أو أية عملية طبية بإذن الله".