قيل لسعيد بن جبير: ماعلامة هلاك الناس ؟ قال: إذا ذهب علماءهم – السير (4/326)
قلت: لأن وجود العلماء من أعظم أسباب النجاة، لأنهم يدلون الناس على طريق النجاة، فإذا ماتوا فمن يبين للناس؟
............
قال ابن المديني: إذا رأيت المُحدِّث أول ما يكتب الحديث يجمع حديث الغُسل، وحديث من كذب، فاكتب على قفاه لا يفلح – الغاية شرح الهداية (1/224)
قلتُ: ومعنى كلام ابن المديني في حديث ( الغسل ) وحديث (من كذب )، أي أن هذين الحديثين لهما طرق كثيرة وأسانيد مختلفة، فإذا اهتم طالب العلم في البداية بجمع طرق الحديث وهو لم يرسخ في العلم ويسير على المنهج الصحيح من التدرج في العلوم، فالغالب أن هذا النوع من الطلاب لايفلحون في طلب العلم أي لاينفعون ولاينتفعون.
............
قال أبو عاصم: الأحاديث القصار هي اللؤلؤ بخلاف الطويل غالباً، إلا أن يكون يشتمل على جمل من الأحكام فينزل كل حكم منها منزلة حديث واحد – فتح المغيث (2/310)
قلتُ: ينبغي العناية بالجميع، لكن الأحاديث التي جمعت أصول العلم وكنوزه كالأربعين النووية وغيرها ينبغي التأمل فيها وضبطها لأن غالب المسائل تُردّ إليها.
................
رؤي ابن المبارك في النوم فقيل له: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث – فتح المغيث ( 2/319)
قلتُ: هذه رؤيا منام لا يعتمد عليها، لكن يُستأنس بمعناها ونحن في زمن الزهد في الرحلة لأجل العلم فهل عرفنا فضلها ؟
...............
قال أحدهم: علم الإنسان ولده المُخلَّد – فتح المغيث (2/344)
قلتُ: لأن العلم يبقى للمرء بعد موته بسنين بل بقرون، أما الولد فيبقى أعوام ثم يموت، وقد لا يبقى إلا أيام، وانظر للإمام البخاري توفي عام (258) وإلى الآن ونحن نستفيد من علمه، فهاهي أكثر من (12) قرناً ولازلنا نترحم عليه، إذن ( علم الرجل ولده المخلد ).