عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 02-01-2010, 09:25 PM
 
هل أتاكم نبأ فلسطين ؟!


بسم الله الرحمن الرحيم


* هل أتاكم نبأ فلسطين ؟!
أبو محمد بن عبد الحميد
غفر الله له ولوالديه ولأهله أجمعين
مأخوذ من كتاب أمة لن تموت ل د/ راغب السرجاني
بتصرف


إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإن الناظر إلي بلاد المسلمين يجد أن كثيراً من أبناء المسلمين قد أصابهم الإحباط من واقع المسلمين ، ويأسوا من أن تقوم لأمة الإسلام قائمة من جديد. كثير من أبناء المسلمين يعتقدون أن سيادة المسلمين للعالم كانت تاريخاً مضى ، وأن المستقبل قد يكون للشرق أو للغرب، ولكن حتما - أو غالبا - ليس للمسلمين ، وأكثر هذه الطائفة تفاؤلاً يعتقد أنه لو كان الإسلام سيعود من جديد لصدارة الأمم ، فإن هذا لن يكون إلا بعد عمر مديد، وأجل بعيد ، لا نراه نحن ولا أبناؤنا ، ولا حتى أحفادنا.

* هل أتاكم نبأ فلسطين؟!
• لماذا الجزع من احتلال دام خمسين سنة؟؟ ألم تسمعوا عن حملات الصليبين التسعة البشعة؟ ألم تعلموا أنهم مكثوا في أرض فلسطين محتلين مائتين من السنين؟ وفي بيت المقدس اثنين وتسعين سنة؟ ألم تقرءوا أنهم قتلوا في بيت المقدس سبعين ألفاً من المسلمين في يوم واحد؟! وكانوا يسيرون في دماء المسلمين إلى ركبهم؟
ثم ألم ترى كيف فعل ربك بالصليبين؟!.. دارت دورتهم في التاريخ ، وانتهت دولتهم البشعة القذرة، وقام رجال متوضئون متطهرون، قارئون لكتابهم، خاشعون في صلاتهم، حاملون لسيوفهم، معتمدون على ربهم، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم، قام رجال أمثال عماد الدين زنكي ونور الدين محمود الشهيد، وصلاح الدين الأيوبي رحمهم الله جميعاً... قاموا يحرصون على الموت فوهبت لهم الحياة، قاموا يتزينون للجنة فتزينت الجنة لهم، قاموا مع الله فكان الله معهم، صدقهم الله وعده، ونصر عباده، وأعز جنوده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا هو سبحانه، فكانت حطين، وكان ما بعد حطين، وكانت أيام تشرف التاريخ بتدوينها...وحق للتاريخ أن يتشرف بتسجيل أيام المسلمين..
أيها المسلمون المعتزون بإسلامهم: هل تعلمون لمن تعملون؟! وإلى أي ركن تأوون؟!

إنكم تعملون لله وتأوون إلي ركن شديد سبحانه!!..
لماذا أحبط المسلمون؟
إنه لمن العجب حقاً أن تحبط أمة تملك كتاباً مثل القرآن ، وحديثاً مثل حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم.. عجيب حقا أن تقنط هذه الأمة وقد قال ربها في كتابه: "قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون".. لكنها حقيقة مشاهدة ، وواقع لا ينكر.

* نحن أمة لن تموت
لقد حفل القرآن العظيم والحديث الشريف بالعشرات – بل المئات - من الحقائق المبشرة التي تؤكد حتمية عودة هذه الأمة لصدارة العالمين.. هذا أمر لا ينكره من يدرك طبيعة هذا الدين ، وطبيعة هذه الأمة.. كل ما نرجوه أن يعود المسلمون لدينهم
ولقد اخترت لكم عشر حقائق فقط من الحقائق المبشرة ، ومن أراد الزيادة فليعد إلى الكتاب والسنة ، فإن عجائبهما لا تنتهي ، وكنوزهما لا تنقطع!!.. "صنع الله الذي أتقن كل شئ"..

الحقيقة الأولى: سنة التداول
إن هؤلاء الذين قنطوا لم يدركوا طبيعة سنن الله في الأرض ، فالله سبحانه وتعالى شاء أن يجعل الأيام دولاً بين الناس. قال تعالى: " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس". فكما تعاني أمة المسلمين من القرح اليوم ، فقد كان هناك أيام عانى فيها الآخرون من القرح، بينما كانت أمة المسلمين في سلامة وعافية. بل إن كل الأمم تعيش مرة وتموت وتندثر وتختفي مرات، إلا أمة واحدة ، قد تنقاد لغيرها فتره من الفترات ، وقد تتبع غيرها زماناً من الأزمان ، لكنها لا تموت أبدا.... تلك هي أمة الإسلام!!
أين حضارة الرومان؟! لم يبقي منها إلا أطلال وأبنية.. أين حضارة الفرس؟! أين التتار وجيوشهم؟! أين إنجلترا الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس؟! أين الإمبراطورية الروسية القيصرية ثم الشيوعية؟!
وسيأخذ غيرهم دورات ودورات ثم يسقطون، وسيعلو نجمهم فترة ثم يهبطون، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين..

الحقيقة الثانية: أمة الإسلام أمة باقية
لماذا ؟ لأن طبيعة أمة الإسلام أنها أمة شاهدة على غيرها من الأمم "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ، لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً".. حتى الأمم الغابرة - قبل أمة الإسلام - نشهد عليها بما جاء في كتابنا القرآن ، والأمم المعاصرة نشهد عليها بما رأيناه بأعيننا، وقومناه بمنهجنا وأحكامنا وشرعنا، وسنظل نشهد على الأمم إلى يوم القيامة، فنحن باقون ما دامت الحياة ، وغيرنا لا شك مندثر وذاهب.

الحقيقة الثالثة: حقيقة المعركة
يقول الله سبحانه وتعالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".. آية عظيمة مبهرة!!
يا أخواني وأحبابي: إن كل ما ذكرناه من جرائم ومكائد ومؤامرات وتزوير وتشويه وخيانات وعمالات ونفاق وكذب - كل هذا - يدخل تحت كلمة "ويمكرون".. لكن انظر إلى الجانب الآخر من المقابلة: "ويمكر الله والله خير الماكرين"

الحقيقة الرابعة: حقيقة البشرى في الكتاب والسنة
أيها المسلمون المعتزون بربهم:
هذا الإله العظيم الجليل الكبير، هذا الإله الرحيم الكريم الودود ، يبشركم في كتابه.. يقول صاحب العزة والجبروت: " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين".. هكذا بهذه الصياغة العجيبة المعجزة!! والله لو تنزل من آيات البشرى غيرها لكفت!!.. هذا الإله القادر المقتدر يتعهد بنصر المؤمنين، ويجعله حقاً عليه سبحانه.. ليس هذا نصراً في الآخرة فقط بدخول الجنة، ولكنه نصر في الدنيا كذلك.. قال سبحانه "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد".. هكذا الوعد: نصر في الدارين، في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.. إن كان هناك مؤمنون ، فلابد لهم من نصر، هكذا وعد، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد..
أيها المسلمون:
انظروا إلى هذه الصورة الرائعة الجليلة في غزوة بني النضير يقول سبحانه وتعالى: "هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر، ما ظننتم أن يخرجوا..( أنتم أيها المؤمنون المقاتلون المجاهدون لما رأيتم مناعة الحصون وبأسها ظننتم أن اليهود لن يهزموا) " وظنوا(أي اليهود) أنهم مانعتهم حصونهم من الله ( ماذا حدث؟) فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين (ثم ما هو التعليق على الحدث؟) فاعتبروا يا أولي الأبصار".. الغاية من القصة أن نعتبر.. القرآن ليس تأريخاً لما سبق لمجرد التأريخ.. القرآن كتاب عظيم، ينبض بالحياة، ويهدي إلي صراط مستقيم..

الحقيقة الخامسة: حقيقة التاريخ
لقد كان المسلمون ينتصرون دائماً وهم أقل عدداً وعدة:
• انتصر المسلمون علي عدوهم في بدر، مع فارق العدد والعدة، انظروا إلى وصفه سبحانه: " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فاتقوا الله لعلكم تشكرون"
• انتصر المسلمون في موقعة اليمامة باثني عشر ألفاً من المجاهدين على أربعين ألفاً (على الأقل) من المرتدين..
• فتح خالد بن الوليد رضي الله عنه العراق بثمانية عشر ألفاً من الرجال الأبطال ، فدك حصون الفرس في خمس عشرة موقعة متتالية دون هزيمة ، وكان أقل جيوش الفرس تبلغ ستين ألفاً ، ووصلت إلى مائة وعشرين ألفاً في موقعة الفراض.
• انتصر المسلمون المجاهدون في موقعة القادسية باثنين وثلاثين ألفاً من الرجال الأفذاذ على مائتين وأربعين ألفاً من الفرس ، وكانت موقعة فاصلة كسرت فيها شوكة الفرس ، وقتل فيها معظم قادة الجيش الفارسي.
• انتصر المسلمون المؤمنون في موقعة نهاوند بثلاثين ألفاً على مائة وخمسين ألفاً من الفرس..
• انتصر المسلمون الصابرون في حصار تستر بثلاثين ألفاً على مائة وخمسين ألفاً من الفرس،وقد تكرر القتال أثناء ذلك الحصار ثمانين مرة ، وانتصر فيها المسلمون جميعاً دون هزيمة واحدة!!!..
• انتصر المسلمون في اليرموك بتسعة وثلاثين ألفاً على مائتي ألفاً من الرومان..
• انتصر المسلمون في معركة وادي برباط في فتح الأندلس باثني عشر ألف رجل على مائة ألف قوطي أسباني..
لقد رأينا ذلك وأمثاله مئات - بل آلاف - من المرات.. وما هذا الذي ذكرته إلا مقتطفات يسيرة من سفر الإسلام الضخم!!.. اقرءوا التاريخ يا إخواني.. فوالله الذي لا إله إلا هو ، لا يوجد تاريخ في الأرض مثل تاريخ المسلمين، ولا يوجد دين مثل دين المسلمين، ولا يوجد رجال مثل رجال المسلمين..

حقيقة الواقع
ولماذا نقلب في التاريخ فقط؟ أليس في واقعنا ما يشهد لوعد ربنا بالتحقيق؟!
نعم والله رأينا وسمعنا، ونحن على ذلك من الشاهدين، واعقدوا معي مقارنة بين واقعنا الآن وواقعنا منذ أربعين سنة، وهي ليست في عمر الأمم بشيء..
• انظروا إلى الصلاة في المساجد.. أرأيتم زوار المساجد وعمارها؟ من هم؟ وكيف أعدادهم؟
• انظروا إلى الحج والعمرة.. ملايين من المسلمين في كل عام، من كل حدب وصوب.
انظروا إلى الحجاب وانتشاره في الستينات.. لم يكن في الجامعة المصرية – على سبيل المثال - إلا فتاة محجبة واحدة فقط على مستوى الجامعة ، ثم دارت الأيام، فإذا دخلتم الجامعة الآن، ونظرتم إلى النصف المملوء من الكوب بروح التفاؤل، وجدتم آلافاً من الفتيات مسلمات مؤمنات قانتات تائبات، أما إذا نظرتم إلى نصف الكوب الفارغ فسيدخل في روعكم ما نحن بصدد دفعه

ونخرج للساحة العالمية:
• ألم تسمع إلى نصر الأفغان على الروس في بضع سنين ..
ثم تعالى معي يا أخي أبعد من ذلك:
• انظر إلى أمريكا كيف كان بها بضعة آلاف مسلم فقط في الستينات، فإذا بهم الآن ثمانية ملايين!!.. لقد ‍رأيت شقة في مدينة أمريكية كانت تستخدم مسجداً في السبعينات.. وكانت هذه الشقة هي المسجد الوحيد بالمدينة.. فإذا بالأيام تمر، وفي ذات المدينة رأيت عشرة مساجد!!..
• أعلمت يا أخي أن دين الإسلام هو أسرع الأديان نمواً في العالم الآن؟
• أعلمت أن موقعاً إسلامياً على الإنترنت يدخله يوميا مليونان من الزائرين؟! منهم مليون في أمريكا وحدها؟!
أليس هذا – يا أحبابي - فتحاً و نصراً وعزاً وأملاً؟

الحقيقة السابعة: حقيقة الأعداء
يا إخواني ويا أحبابي:
من تقاتلون؟ وأي الأقوام تحاربون؟
أليسوا اليهود ومن عاونهم؟!
أليسوا الذين قال عنهم ربنا: " ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا"؟
أليسوا الذين قال عنهم ربنا: " لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر"؟
أليسوا الذين قال عنهم ربنا: "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا"؟
هؤلاء هم اليهود!!..
"أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم، ويتوب الله على من يشاء، والله عليم حكيم"
إن كان اليهود أو كانت الأرض جميعاً معهم:
• أتخشون كثرتهم وأحزابهم وتجمعهم؟ ألم يخاطبهم الله وأمثالهم بقوله: "ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت، وأن الله مع المؤمنين"؟
• أتخشون عدتهم؟ ألم يقل ربنا: " قل الذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد"؟
• أتخشون أموالهم؟ ألم يقل ربنا: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها، ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون"؟
• أتخشون عقولهم وجوارحهم؟ ألم يصفهم ربنا بقوله: "لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها،أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم الغافلون"

ثم هل تظنون أيها المسلمون أن حياة هؤلاء نصر بلا هزيمة، وعز بلا ذل؟
• شاهدنا أمريكا المتكبرة تخرج مهرولة ومولولة من فيتنام التي لا ترى على الخريطة بـتسعة وخمسين ألف قتيل!!.. وشاهدناها مره أخرى ومره ثالثة تخرج بنفس الهرولة والولولة من الصومال ولبنان!!

ثم ألم تشاهدوا قدرة الله عليهم ، وهم يقفون أمامها مكتوفي الأيدي تماماً:
• شاهدنا فيضاناً يغرق مدينة في ساعتين!!.. حدث ذلك في مدينة "نيو أورليانز" في أمريكا في مايو سنة 1995.. "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيوناً، فالتقى الماء على أمر قد قدر"..
• شاهدنا إعصاراً يحمل سيارات النقل الضخمة ويقذف بها فوق المنازل!!..

وهل رأيتم هذا المجتمع من داخله؟!
لقد شاهدنا مجتمعاً مهللاً مفككاً منحطاً ، يعيش على الرذيلة، ولا يهتم بالفضيحة.. أهواءه تسيره، ورغباته تحركه، وشهواته تسيطر عليه وتدمره..
انظروا معي إلى هذه الأرقام تصف حال المراهقين الأمريكان الذين لم يبلغوا بعد ثمانية عشر عام من العمر، والذين سيحكمون بلدهم بعد عشر سنوات:
• 55٪ من هؤلاء الشباب ارتكبوا جريمة الزنا، وترتفع النسبة إلى 80٪ في المدن الكبرى وتنخفض إلى 33٪ في المناطق الريفية.. أي أن أشرف مناطق أمريكا يرتكب فيها الزنا بنسبة 33٪!! ..هذا تحت الثامنة عشرة من العمر، فإذا صعدنا فوق ذلك قاربت النسبة 90٪!!..
• ثلاثمائة وخمسون ألف حالة حمل بدون زواج كل عام في البنات الأصغر من 18 سنة، وهذا عدد أقل بكثير من الحقيقي، وذلك لكثرة الإجهاض!!
• 24٪ من العائلات الأمريكية ليس فيها أب، إما لأن الأم لا تعرف الأب لأنها ارتكبت الزنا مع أكثر من رجل، وإما بسبب الطلاق!!..
• 40 ٪ من الشباب المراهق يجربون المخدرات!!.. أما الخمور فحدث ولا حرج فالرقم أكبر من أن يحصى..
• الجرائم زادت في مدينة دالاس الأمريكية بنسبة 70٪ في عام واحد!! (من سنة 1998 إلى سنة 1999)
• السبب الثالث للوفاة في المراهقين هو الانتحار! أي أن الانتحار هو السبب الثالث في الوفاة في المراهقين الذين سيحكمون أمريكا بعد ذلك.. أمريكا وحدها تسجل 32000 حالة انتحار كل عام!!..
• عدد المرضى بالقمار الإجباري ( أي إدمان القمار) واحد من كل سبعة من المراهقين.. هذه هي أمريكا من الداخل!!..
أخي وحبيبي ورفيقي في طريق الله:
أتشك في نصر على قوم كهؤلاء؟ أتشك في نصر على جيش أشرب في قلبه حب الخمور والمنكرات؟
أخي وحبيبي ورفيقي في طريق الله:
" لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل، ثم مأواهم جهنم، وبئس المهاد"
"ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون"

الحقيقة الثامنة: النصر لا يأتي إلا بعد أشد لحظات المجاهدة
النصر لا يأتي إلا بعد أشد لحظات المجاهدة
أخي يا من تظن أن النصر قد تأخر:
اعلم أن النصر لا يأتي إلا بعد أشد لحظات المجاهدة.. ألم تسمع إلى قوله تعالى: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا، جاءهم نصرنا، فنجي من نشاء، ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين".. في هذه اللحظة التي ظن فيها الجميع - الرسول وقومه - أن الأمر قد وصل إلى نهايته في التكذيب والظلم والإعراض والشك، في هذه اللحظة التي وصل فيها الأذى للدعاة إلى مداه، وقد ثبت الدعاة على مبادئهم.. هنا في هذه اللحظة فقط " جاءهم نصرنا"..

الحقيقة التاسعة: الله لا يعجل بعجلة عباده
أخي يا من تظن أن النصر قد تأخر:
اعلم أن الأدب مع الله يقتضي عدم استعجاله، وأن حكمة الله البالغة اقتضت أن يختبر أحبابه وأصفياءه، وأن النصر يأتي في وقت يعلم الله فيه أن خير المؤمنين أصبح في النصر، وليس في انتظار النصر..
يروي البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه أنه قال: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعوا الله لنا؟.. ألم شديد، وإيذاء عظيم.. جلد وحرق وخنق وشنق.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد كان الرجل في من قبلكم ، يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر (أي ليتمن الله هذا الأمر) حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون"
سبحان الله.. تستعجلون؟!! بعد كل هذا التعذيب في مكة كان خباب بن الأرت يستعجل؟!
نعم.. مازال هناك أشياء أخرى..
مازال هناك ترك للمال وترك للأهل، وترك للديار..
مازال هناك صراع ونزال..
مازال هناك جهاد وشهادة..
ثم..... يأتي النصر!!
في الميعاد الذي حدده الخالق.. لا في الميعاد الذي حدده المخلوق!!

الحقيقة العاشرة: الأجر لا يرتبط بالنصر ولكن بالعمل
أخي يا من تظن أن النصر قد تأخر:
اعلم أن الأجر غير مرتبط بالنصر، ولكن بالعمل.. "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"..
وأن النصر لا يأتي إلا بيقين فيه.. يقين لا يساوره شك.. ولا تخالطه ريبة.."من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة، فليمدد بسبب إلى السماء، ثم ليقطع فلينظر، هل يذهبن كيده ما يغيظ"

أيها المؤمنون!!
أنتم الأعلون
أحمل لكم آية عجيبة، وكل آيات الله عجيب.. آية هي كنز من كنوز المنان، وعطية من عطايا الرحمن:
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"..
أتعلمون أيها المسلمون: متى نزلت هذه الآية؟
لقد نزلت بعد غزوة أحد!!.. بعد الهزيمة!!..
وذلك ليعلم الله المؤمنين أن العزة والعلو لا يتأثران بهزيمة مرحلية، ولا يرتبطان بنصر مرئي، ولا يعتمدان على تمكين مشاهد.. وليعلم الله المؤمنين أن الأيام دول، وأن للتاريخ دورات، فلهذا دورة، ولهذا دورة، أما الدورة الأخيرة فللمؤمنين إن شاء الله..
أيها المؤمنون.. " عباد الله ":

وختاماً
أخي وحبيبي ورفيقي في طريق الله: يا مسلم يا عبد الله.. وأعلم أن الأيام القادمة لك لا عليك..
وأن المستقبل لدينك لا لدين غيرك..وأن العاقبة للمتقين..وأعلم أيضا أن مع الصبر نصراً.. وأن مع العسر يسراً..
وأن أنوار الفجر لا تأتي إلا بعد أحلك ساعات الليل..وأن الله ناصرك ما دمت ناصره..

__________________
رد مع اقتباس