كانت الفتاة تختبئ فى أماكن مغلقة إذا أرادت أن تدخن حتى وقت ليس بعيدا، لكن الوضع تغير الآن، وانتشر التدخين بين الفتيات والكبيرات، وأصبحت الشيشة ظاهرة اجتماعية وموضة، بل ومن مظاهر الوجاهة الاجتماعية.
وأصبحت المقاهي الجديدة تحتضن الظاهرة.. وتلك التي لا تقدم الشيشة تكاد تخلو من الرواد.
فلم يعد مستغربا هذه الأيام أن نرى فتاة أو امرأة تجلس في إحدى المقاهى أو المطاعم وتدخن الشيشة، وتتباهى بها أمام الجميع، فالكثيرات يعتقدن أنها تضفي عليهن الجاذبية، وأن «الشياكة» لا تكتمل إلا بها.
والغريب في هوس تدخين الشيشة، أن الكثير من المدخنات صغيرات السن، ومعظمهن من طالبات المدارس والجامعات.
لن أناقش هنا الجانب الاجتماعي لهذه الظاهرة، فهناك من هم أجدر مني بذلك، لكني سأستعرض أهم مضار التدخين الخاصة بالنساء؛ فقد أثبتت الدراسات أن المدخنات يواجهن صعوبة أكثر من غيرهن في الوصول للحمل، وأنهن معرضات لانقطاع الدورة في سن مبكرة، أي أن فترة الإخصاب لديهن تصبح أقصر، وتظهر عليهن علامات الشيخوخة المبكرة، وترتفع احتمالات الإصابة بنوبات قلبية، أو السكتة الدماغية عند اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل.
وإذا حملت المدخنة، فجنينها يكون معرضا للخطر، فالتدخين أحد الأسباب في زيادة حالات الإجهاض، وقد تصل نسبة الإجهاض لدى المدخنات ضعفها في غير المدخنات، كما أن التدخين يسبب ضيق الشرايين في الجسم، ويقلل سريان الدم إلى المشيمة مما يؤثر على صحة الجنين ويبطئ نموه.
وفي الوقت نفسه، يزيد التدخين احتمالات تمزق الغشاء الذي يحمي الجنين داخل الرحم، وحدوث ولادة مبكرة، ويزيد نسبة انفصال المشيمة المبكر الذي قد يؤدي إلى حدوث نزيف حاد يهدد حياة الأم والمولود، أي أن المدخنات يكن أيضا أكثر عرضة لموت الجنين داخل الرحم وللولادة القيصرية، وبعد الولادة تنتقل المواد الكيميائية الضارة في الدخان للمولود عن طريق حليب الثدي. وأثبتت الدراسات أن أطفال المدخنات أكثر عرضة للوفاة المفاجئة أثناء فترة الرضاعة، كما أثبتت أن الإقلاع عن التدخين ممكن أثناء الحمل، والحديث عن هذا الموضوع يطول