فى إحدى قصص السندباد البحرى ومع وجوده على إحدى الجُزُر يجد شيخ عجوز وضعيف يطلب منه أن يحمله فوق كتفه بعض الوقت لأنه لا يستطيع السير وسوف يقوده ويرشده لبر الأمان ويصدقه السندباد ذو القلب الأبيض والذى لم ينضج بكل خبرة المغامرات الفائتة ، ويحمله فوق ظهره وحينها يتحول العجوز إلى عفريت خطير يستولى على السندباد وتقبض رجلاه على عنق السندباد بقوة حتى لايستطيع الفكاك وفى نفس الوقت يصبح السندباد مطية العفريت ودابته التى لاتستطيع الفرار !! ومن ثم يتوصل السندباد للحل الوافى فقد جعل العفريت يشرب الخمر وحتى سَكِرَ فأفلت منه السندباد وتركه يعود عجوزاً يبحث عن أحمق آخر!
ونحن مثل هذا السندباد نحمل فوق ظهورنا الكثير من العفاريت بل وجبابرة العفاريت يركبوننا ويخنقون أعناقنا ويحطمون ضلوع صدورنا أيضاً بكل صلف وغرور وكل إنقيادية منَّا !! كل منا يحمل فوق ظهره الهموم والمشاكل منا من يحمل على أكتافه هم الرزق ومنا من يحمل هم الأولاد، والإمتحانات، والحبيبة والحبيب أو الكرة ... وكل منا أدرى بليلاه !
وتسوقنا تلك الهموم والأفكار السالبة للأنفاس ودون أن نحاول التفكير فى الفكاك فأغلبنا أصبح يتعايش مع همومه وعفاريته ويستجيب لهم ورضىَ بكونه ذلك الإنقيادى والمنصاع للأمر ، وأحياناً يكون العفريت خاص بكل واحد منا وأحياناً يكون العفريت من النوع الجبار فيتسلط على قوم بأكملهم أو شعب بأكمله !!! فيركب على قفانا ويأتى بأولاده يركبون أيضاً ومحاسيبه ويصبح قفاك محطة إنتظار للعفاريت وأنت تتعود على توطيته إمعاناً فى الترضية لأنك ينبت لديك شعور داخلى بأنك لن تستطيع مقاومة أى من عفاريتك .. ولا يوجد لديك الخمر الكافى لتستعمله لتتقى شر هذا العفريت ، فماذا نفعل حينها ..
هل نرضى بكوننا دواب للعفاريت تُلهِب ظهورنا سياطهم ؟ أم سنجد ماندافع به عن ظهورنا التى أُدميت .