عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-05-2010, 09:35 PM
 
مختارات من الأدب الجديد

* منقـول

((هل هو الحب
يضرب أوتاره

صاخشبا في دمي

ويغني صدى ذاهبا

خلف صيحته اليائسة

أم فؤوس تدور على دوحتي

وتهذبها من بقايا الندى

وتشذبها يابسة

أم كواكب تحصرني

نجمة بائسة

في مدار يضيق

وتضربني بالأشعة

تحت حزام الإضاءة

أم جهة خامسة

تتقدم صوب الجهات

وتزحف عارية

لا ترى

غير رغبتها الدامسة

في بكاء شرس

فوق صدر الجرس

أم . .

هي الحاسة السادسة ؟ ))

(من ديوان ( من الذي يعبث ؟ ) للشاعر عبدالله سعد اللحيدان بيروت 2009 م . بيسان للنشر والتوزيع .)

(( يظهرون
في
اللا نهائي ،
وإلاّ :
الى أين يذهب الصوت و الضوء ؟
من يحصدهما
عالياً
ويذوب
تفاحة حمراء
في شفتي الأفق
وسط
همسات الرياح
الخانقة
في غرف نومهم ؟
عندما
ومن يسرق النعاس من النوم و يسدله
عليهم
ستائر ستائر ؟
أجسادهم تحوم
حول أرواحهم
تعبر حقول حريرهم ،
تفوح
انخطافات راعشة
تعود إليهم
غريبة وطفلةً
يصيرون فجرٍا
يبحث عن ثوب حكمته ،
يتأمّلون
ألأسباب
ولا يدركون
سوى المنفى
في جزر الليل المجهولة ،
عندما
يكونون
منهمكين
في القلق
لا يجدون شيئاً
من الوقت
يكفي
ليصبح مكيدة
يزداد مكرها
خطة بعد خطة ،
إذا
ارتحلوا
إلى
إحدى غاياتهم
فقدوا الطرق
المتعبة
من رائحة المشي
ونعال الأسئلة .
أدريكهم . .
فقد يعودون
ولا يذهبون مرة أخرى
إلاّ
إلى أنفسهم .))
(نشر النص في جريدة الجزيرة في 16 فبراير 2002 ,
ونشربعد التنقيح ومطابق لما هو منشور هنا في ديوان الشاعر عبدالله سعد اللحيدان ( لماذا أحبك أو أكرهك ؟ ! ) بيروت 2009 بيسان للنشر والتوزيع .)

(( المبدع يجب ان يقاوم الأحداث و الظروف ,فإن طرفة بن العبد وامرأالقيس وبشارا والمتنبي والسياب وأمل دنقل وسقراط ورامبو , وغيرهم كثير , ماتوا قتلا وطردا وإعاقة وحربا نفسجسمانية . شهداء الكلمة وحاملو رسالتها ورؤيويتها وبراءتها وصدقها وعفافها وطهرها , ضحايا لمن أناروا وينيرون لهم درب الوجود الموحش وظلاماته العابثة بالروح والقاسية جدا على الجسد وعلى طاقاته البشرية المحدودة . ولكن أي واحد منهم لم يكن ينتظر الثواب المادي الزائل ولا حتى الثناء والتكريم , فقد كان يجد هذا كله في أدائه لرسالته الإنسانية والجمالية . في سبيل الإنسان يثابر ويعمل خلف متاريس النور والحق والتجليات , ممنوحا , منها , القوة والعزيمة والرؤى والصمود في الالتزام بحريته وقدراته ,وعارفا , بها , ان القيمة الحقيقية ليست في شخصه التاريخي الزمني , بل في المعنى فوق التاريخي لشخصه الثقافي الإنساني ومدى نجاحه في تحقيق الخلود لأعماله وبواسطة إنسانيتها المتجاوزة للزمان والمكان , وبنكران الذات وتحجيم أطماعها .

أن يتخلى الواقع وقواه عن المبدع , ليس أمرا جديدا , وأرى أنه يجب أن يكون حافزا ودافعا ومحرضا على رد فعل أقوى وأعمق , هذا إذا كان مبدعا حقيقيا .

اما إذا كان المبدع يبحث عن الوجاهة والمال والثناء العاجل , فهناك مجالات أخرى غير الإبداع تحقق له ذلك , وبأيسر السبل وأسرعها .))
(نشر في كتاب (الذين يحلمون .. لماذا يحلمون ؟ ) بيسان للنشر والتوزيع / بيروت / 2009 م .للشاعر عبدالله سعد اللحيدان .)

(( مذهبي في الكلام أن أتكلم كـــاتبا شـــاطبا وأن أتعلم

ــــ

سوف يفيض الكلام عن الحاجة

ويبقى منه ما ينفع الكتابة

وكل مرافعة من أجل الحرية .

ـــ

المسؤولون كيف ينامون ؟

ألا يخافون أن يسألهم أحد فجأة ؟

ـــ

أطلبك الآن , تسري بي الكلمات ,يسري بي الشعر , تسري العناصر مجبولة بالجراح

أرحل في الرحلة الأبدية , للكائنات اللواتي سيطلقن هذا السراح .

(كتاب/ديوان : (كيف نكون ؟) شعر ونصوص وكتابات في المكتوب من قبل .

عن : الكائن وأحواله وأسئلته وإبداعه وأحلامه وأوهامه

للشاعر عبدالله سعد اللحيدان . بيسان للنشر والتوزيع . 2010 .)

((بقدر ما فرض الأمريكيون حضورهم العسكري والاقتصادي على العالم ,

تقلص دورهم الثقافي والابداعي والحضاري الإنساني , إلى درجة تشعر المتابع وكأن منابع الروح والجمال قد جفت لديهم , وأصبحوا مجرد آلات مبرمجة للإبقاء على النفوذ والســـيطرة وحماية المصالح .

وبقدر إحســاس الأمريكيين بالوصــول إلى مرحــلة الاكتمال المادي , يلاحظ الجميع فقرهم الشديد إلى أدنى درجات المشاعر والعواطف الروحية والإنسانية والجمالية .

وبقدر إحسـاسهم بأنهم فوق الضعف وضد الهزيمة عســكريا ومـاديا , يعي ندرة منهم , من أصحـــاب الثقـافة الإنسانية فقط , أنهم في حاجة ماســةإلى من يسندهم روحيا وجماليا , وبخاصة في مجال الثقافات الإنسانية والفن والإبداع .

وبالقدر نفسه الذي يؤمن به المثقفون الآخرون أن رسالتهم هي الكلمة, وفي سبيل الإنسان ومساعدته على تحقيق ما يصبو إليه من حرية وعدالة وسعادة , وإقناعه بأنه صــاحب الكلمة الأخيرة وأن واقعه ومستقبله وخياراته ملكه وحده .

ا(لمصدر (كتاب) روح أمريكية..هل أنا لاأحد ؟ . للشاعر عبد الله سعد اللحيدان . بيسان للنشر والتوزيع . طبعة: 2009 )

((يواجه المفكر أو المبدع سلسلة طويلة وشائكة من الحواجز، وكلمّا تجاوزها ظهرت له من حيث يدري ولا يدري سلسلة جديدة عليه اجتيازها، على الرغم من كثرة الحفر والشباك الملقاة والموضوعة في طريقه والحبال التي تُرى ولا ترى وهي تلتف أو تحاول الالتفاف على قدميه، والأشواك التي تعمل عملها في جنبيه في الدروب الضيقة والواسعة والغيوم الداكنة التي تتشكل أمام عينيه في كل فضاء أو افق يرنو إليه؛ وكأن اللانهايات تناديه وتفتح له ذراعيها، وكأن كل شيء هيّن ومستطاع امام اللانهائي الذي قد يراه هو دون غيره، وكأن الظمأ الذي لا يرتوي والحنين الذي لا حدود له والتحرّق للوصول إلى ما وراء الأشياء هو ما يدفعه ويدلّه ويسحبه من بعيد كالمغناطيس؛ وبروح عنيدة واصرار كاسح ينعكسان بشكل لافت النظر وغريب على حياته وتصرفاته؛يقوده قلق عذبٌ ومؤلم، وكأنه قد فقد كل سلطان على نفسه عدا رسالة الكلمة التي يحملها، وعلى الرغم من ان الانفعال والأسى يتملكانه حين يشعر بأن جميع السبل قد سدّت أمامه، ولكن سرعان ما يستيقظ في كيانه كلّه نداء البعيد الكامن في أعماق روح الوجود، فيجي صدره من جديد بالاحلام العذاب ويتجدد في نفسه الإيمان بأن النداء الذي يسمعه سوف يتردّد إلى الأبد وعليه ان يجيبه.
ليس فيما سبق، مبالغة، لا في الابيض ولا في الأسود، ويعرف ذلك كل من سار ويسير على هذا الخطّ الدقيق والفاصل بين حياة الروح والجسد، بين الوجود الحقيقي والوهمي، بين من تفوقوا ومن توقفوا، بين من نافسوا أنفسهم ومن استسلموا لها.
يقضي عمره على هذا النحو من الحياة، وفي رحلة لا نهاية لها تحمله من عالم إلى عالم، ولا يعرف فيها ولا يركن إلى معرفة بقدر ما يحاول أن يتعرّف، ولا يفرح بالوصول الى محطة في هذه الرحلة بقدر ما يفرح عندما ينطلق منها باتجاه المحطة القادمة، والكلّ يسأل: إلى أين يريد الذهاب هذا المسافر أبدا والطالب اللجوج ومن أين يستمدّ كلّ هذا الجلد وهذه القوة وكيف يقوى على ذلك، ألا يسأم؟! ألا يعود أدراجه؟!؛ ولكنّه لا يستطيع.
(وعلى قلقٍ كأن الريح تحته)، أو كأنه في انتظار قطار سريع التوقف والانطلاق يأتي بغتة ويذهب كأن ما يحمله ريح المفاجآت، وكأن في الاستقرار لحظة واحدة نهايته او نذير انهياره؛ ومع ان نفسا أخرى في داخله تُحدّثه وتغريه بحياة عادية ترى فيها نفسه الثانية مللاً وتفاهة أو مكيدة، وقد يحاول الركون لدعوة السكون، ولكنه لا يستطيع.
هذه حقيقة لايعرفها ولم يُجربّها إلا الذين لا يُقلدون حتى انفسهم وما تمليه عليهم ويكونون
نسيجاً وحدهم ولا يُصغون لأحد في اهتمام وتأثر وهو يلقي تعليماته كما يفعل غيرهم ممّن لا يعدو طموحهم ان يصبحوا نُسخاً مكررة لهذا أو ذاك أو ينتظروا قبض الثمن منه أو يقفوا في طوابير انتظار الشكر والثناء ولا يتوقف نشاطهم بناء على ذلك ولا يفكرون بهذه الطريقة على الاطلاق.
ولكن، أليس من المفارقة، بل ومن البؤس والتعاسة انهم يعيشون لأجل غيرهم، وغيرهم يعيش محاولاً القضاء عليهم، حتى «بروتس».
والمفارقة الكبرى ان من يحاولون تدميرهم هم من يفهمونهم حقّ الفهم، ولكن فرائصهم ترتعد لهم.
ولذلك أيضاً يحسب لهم الآخرون آلاف الحسابات ويقاومونهم أو يحاولون تهميشهم وعزلهم ويستعدون العالم بأسره للوقوف في وجوههم.
يداهمهم اللصوص ويسرقون أحلامهم، ولكنهم سرعان ما يرون في الآفاق الرحيبة واسعة الأرجاء أحلاماً جديدة.
وعندما يأتي مساء الآخرين يمتطون جياد أرواحهم وينطلقون في نزهات بعيدة، يتمنون أن تكون أبعد مما يتخيلون، وسياط المغامرة تُلهب فيهم كل شيء.
الصعوبات تحفّ بهم من كل صوب والنفوس المتوحشة تُغير على قوافلهم من كل جانب؛ ومع ذلك، يسلكون في كلّ مرة طريقاً جديداً أشدّ خطرا يجتازون فيه أحلاماً غريبة مليئة بالأشياء العجيبة والرائعة والساحرة؛ والآخرون يُطاردونهم، ولكنهم لا يلتفتون إليهم، حتى ولا في حيادٍ ولا مبالاة، وكأنهم لا يهمهم أن يفتكوا بهم ذات منعطف فالفتك لن يقع الاّ على أجسادهم فقط. ))0
(هذا المقال منقول من جريدة الجزيرة وقد نشرته في 22 أوغست 2002 وأعيد نشره لأنه عنوان أحد كتب الشاعر عبدالله سعد اللحيدان التي صدرت حديثا (من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟) بيسان للنشر والتوزيع . بيرو ت طبع 2009 )
إنتهى .