عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 02-06-2010, 10:47 AM
 

عمدة كفر البلاص ( 8 )



( جلس العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يرتشفون الشاي ،

طرق أحدهم على الباب ،

صاح العمدة )

ـ أدخل .

( دخل عبد الجبار يصرخ )

ـ إلحقنا يا حضرة العمدة ...

ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .

ـ مصيبة و حطت فوق راسنا كلنا يا عمدة .

ـ قد الكف و يقتل ألف ، ما تخلص و تقول فيه إيه يا وله ؟

ـ عيال أبو شقفة اتكاتروا على ولاد التهامي و فشفشوهم م الضرب .

ـ أكيد فيه سبب .

ـ عشان عيال التهامي غلبوهم في الكورة .

ـ يقوموا يضربوهم عشان الكورة ؟

( يقاطعهم الدكتور عادل )

ـ المشكلة إن عيال أبو شقفة بيقولوا إن ولاد التهامي كانوا ضربوهم الأسبوع اللي فات برضه بسبب الكورة .

ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، جرالكم إيه يا بلد ؟

كل ده عشان الكورة ؟ الله يقطع الكورة و سنينها ،

روح بسرعة يا شيج جمعة نادي في مكرفون الجامع و اجمع لي البلد كلتها دلوقتي حالا ، و أنت يا عبد الجبار بسرعة جهز لنا القعدة اللي بره.

ـ أمرك يا عمدة .

(الشيخ جمعة و عبد الجبار يخرجان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل )

ـ بالله عليك تنفع المسخرة دي يا دكتور عادل ؟

ـ طبعا لأ يا عمدة ، الصراحة الموضوع زاد عن حده و العيال لازم دي تتربى من أول و جديد .

ـ ما هو ده بقى اللي أنا ناوي أعمله و مش ها أتراجع عنه أبدا ،

منه لله شيخ الغفر و الغفر ، عطلوني بسبب بلاويهم المتلتلة ، يعني الواحد هيلاقيها منين و إلا منين بس ؟

كل ما أرقع في حتة تتمزع من حتة تانية ؟

ـ بجد ؟ الله يكون في عونك يا عمدة ...

( صوت ميكروفون المسجد ينادي )

ـ على جميع أهالي البلد التجمع عند دوار العمدة حالا .

على جميع الناس التجمع عند دار أبويا العمدة دلوقتي حالا .

( يبدأ صوت الأهالي و قد تجمهروا خارج دار العمدة ،

عندها يدخل عبد الجبار )

ـ الناس اتلمت بره يا عمدة .

ـ أنا طالع لهم أنا و الدكتور أهو .

( يمسك العمدة بخيزرانته و يخرج للناس و خلفه الدكتور عادل ، عندها يأتي الشيخ جمعة يقف بجوارهم )

ـ فين ولاد أبو شقفة ؟

( يرفع بعض الأهالي يدهم عاليا )

ـ تعالوا لي هنا الناحية دي ، و فين ولاد التهامي ؟

( يرفع البعض أيديهم )

ـ تعالوا لي الناحية التانية هنا ، أولا و قبل كل حاجة ها أسألكم سؤال واحد يا بلد و اللي ها يعرف إجابته الصحيحة ها أديله عجل مكافأة ( يوجه كلامه لعبد الجبار ) إجري هات لي عجل من الزريبة بسرعة يا وله .

( يذهب عبد الجبار )

هيه يا بلد ، مستعدين ؟

ـ أيوة يا عمدة .

ـ إيه الهدف م الكورة يا بلد ؟

( عندها رفع الجميع أيديهم )

ـ قول أنته يا حسنين يا أبو العوضي .

ـ إننا نجيب إجوان و نكسب .

ـ إجوان إيه يا أبو اجوان ؟ لأ ، غلط يا فالح ، قول أنته ياد يا خميس .

ـ الهدف إننا نلعب و نكسب كل البلاد اللي حوالينا و نبقى أحسن بلد بتلعب كورة في البر كله .

ـ اتنيل على عينك و أقعد لنا في حتة ناشفة ، مين تاني ؟

ـ أقول أني يا حضرة العمدة ؟

ـ قول يا أبو أليطة .

ـ الهدف إننا ناخد كاس المركز و ممكن لو ربنا كرمنا ناخد كاس المديرية.

ـ و إيه اللي ها يجرى يا بلد لو خدنا كاس المديرية أو ما خدناهوش ؟ ها نزيد و إلا ها نخس ؟

( يأتي عبد الجبار يسحب عجلا في يده )

ـ العجل أهوه يا عمدة .

ـ اربطه هنا يا وله ( يوجه كلامه للأهالي )

خلينا حتى خدنا كاس العالم ، إيه اللي ها يجرى لنا يا بلد ؟

( يرفع أبو أليطه صوته معترضا )

ـ ده دي يا عمدة ؟ ده كاس العالم ده على الأقل يعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي .

ـ ههههههههههه ، و هو العالم كله بقى بيقطع نفسه و يلعب على كاس العالم عشان الكاس ده بيعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي ؟

ده إيه الزكاوة اللي بتشر منك دي يا وله ؟

طب ما كل بلد بقى تعملها كاس تخليه عندها و تريح نفسها بقى ، بدل اللاعيبة و المصاريف و المدربين و الكور و الملاعب .

ـ إزاي بس يا عمدة ؟ ده كفاية إننا ها نطلع في التلفزيون و نبقى مشهورين و الأجانب و العالم كله يتكلم عننا .

ـ نطلع في التلفزيون ؟ و فرحان قوي بخيبتك التقيلة ؟ إتلقح أقعد .

( يهمس في أذن عبد الجبار )

ـ بسرعة هات لي ( قرص جلة ) من على الشط .

ـ هوا .

( يجري عبد الجبار بينما يشير العمدة بيديه لأولاد أبو شقفة )

ـ هاتوا لي أسرع واد عندكم في الجري .

( يشير إلى أولاد التهامي )

ـ و إنتم كمان طلعوا لي هنا أسرع واحد فيكم .

( يخرج الولدان إلى العمدة فيمسك أحدهم بيمينه و الآخر بيساره )

ـ دلوقتي ها نعمل سبق بين العيال دي ، ها نشوف مين فيهم اللي ها يسبق التاني و يجيب لنا الكوز اللي على الزير اللي هناك ده و يرجع ،

و الفايز ها ياخد جايزة كبيرة قوي .

( يتأهب الولدان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل )

ـ عد لهم إنته يا دكتور عادل .

ـ واحـــــد ..... إتنيـــــــــــــن ..... تلاتة .

( يجري الولدان بأقصى سرعة في اتجاه الزير ، و يبدأ التصفيق و التهليل لتشجيع الأولاد ، عندها يأتي عبد الجبار يحمل في يده ( قرص الجلة ) ، يأخذه العمدة و يضعه على الطاولة ، ينطلق ابن التهامي كالريح و ينتزع الكوب المعدني بسرعة قبل أن يصل إليه ابن أبو شقفة و يعود بينما يزداد التصفيق و التهليل )

ـ التهامي ، التهامي ، التهامي .

( يقف الولدان أحدهما على يمين العمدة و الآخر على يساره ،

طبعا كلكم شفتم اللي حصل ، و طبعا اللي كسب هو ابن التهامي و عشان كده ها أديله الجايزة اللي وعدته بيها .

( يتناول العمدة ( قرص الجلة ) من فوق الطاولة و يسلمه لابن التهامي )

ـ ألف مبروك ، اتفضل .

( عندها يصرخ أحد رجال التهامي )

ـ ده دي يا عمده ؟ هي دي جايزتك للواد ؟

ـ يعني إيه ؟ مش عجباك جايزتي و إلا إيه يا حاج مصطفى ؟

ـ لأ طبعا مش عجباني ، هو إنته بتتمهزأ بينا و إلا إيه يا عمدة ؟

ـ خلاص بلاش ، إنته حر ، الواد إبن أبو شقفة هو اللي ها ياخد الجايزة .

( يناولها لأبن أبو شقفة ، عندها يقف أحد الرجال من عيلة أبو شقفة يصرخ )

ـ و لا إحنا كمان عايزين جايزتك يا عمدة ، يفتح الله .

( عندها يوجه العمدة حديثه للأهالي )

ـ على فكرة يا بلد ، أحب أعرفكم إن أني لا بتمسخر على ولاد التهامي و لا على ولاد أبو شقفة لا سمح الله ، لأ طبعا ، و لكن حبيت أعرفكم بس إن الهدف و المكسب من اللعب مش الجايزة ،

المكسب الحقيقي هو ده .

( يمسح بإصبعه على جبين ابن التهامي فيصبب العرق ،

يمسح بإصبعه على جبين ابن أبو شقفة فيصبب منه العرق )

ـ هو ده المكسب الحقيقي يا بلد ، العرق و المجهود و التعب اللي عملوه هو ده المكسب الحقيقي ، لكن الكاس ده مكسب معنوي ، يعني مكسب كده و كده ، و الأهداف اللي بتسجلوها في بعضيكم برضه أهداف كده و كده يعني أهداف مش بجد ،

يعني الكورة و الرياضة عامة عبارة عن تمثيلية بنمثلها عشان نوصل للهدف الحقيقي و هو إننا نبقى ناس بتمارس الرياضة ،

لأن ممارسة الرياضة هي اللي ها تقوي جسمك و تخليك راجل تقدر تشتغل و تبقى إنسان صحتك بمب و لا يجيلك أمراض و العياذ بالله و لا تبقى إنسان كسول و تبقى عالة على أهلك و بلدك ،

يلا يا أهبل إنته و هو ، كل واحد من ولاد أبو شقفة يبوس أخوه من ولاد التهامي و العكس ،

( يعانق الناس بعضهم البعض )

ـ حسك عينك إنته و هوه تزعلوا من بعض تاني عشان كلام فارغ ،

يلا ادبح العجل ده يا عبد الجبار و فرقه على أهل البلد بمناسبة الصلح ده.

( يصيح الأهالي )

ـ الله يبارك فيك يا عمدة .

ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة .

ـ ربنا يسترك دنيا و آخرة يا عمدة .
رد مع اقتباس