عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-06-2010, 02:18 PM
 
عكاظ : السبت 22-02-1431هـ العدد : 3156
حين يكون التعليم وطناً
حين يكون الوطن هو التعليم اليوم، فإن التعليم سيكون هو الوطن في المستقبل؛ ذلك أن بين التعليم والوطن علاقة وثيقة تجعل كلا منهما هو الآخر، وما دمنا نقدم للتعليم اليوم ما يستحقه الطالبات والطلاب في مختلف مراحل التعليم من رعاية واهتمام، فإن هؤلاء الطلاب والطالبات هم الذين سوف يشكلون ملامح الوطن في المستقبل فيكونون هم الوطن ويكون الوطن هم. ذلك هو ما يمكن أن ينبني على كلمة وزير التعليم الأمير فيصل بن عبد الله التي قال فيها إن الوطن هو التعليم، مؤسساً بذلك تصوراًً مستقبليا لما سوف يكون عليه الوطن فهو لن يخرج عن أن يكون محصلة لمخرجات التعليم اليوم فما نزرعه اليوم في حقل التعليم سوف نحصده دون شك غداً في بيدر الوطن. من شأن هذا التصور أن يلقي بمسؤولية كبيرة على التعليم والعاملين في حقله فهم المسؤولون عن تحديد ملامح المستقبل بما يقدمون للنشء من تعليم وما يهئونه به من تربية، وإذا ما أردنا أن يكون وطن المستقبل هو وطن العلم والتقنية فإن ذلك يفرض أن تكون مناهجنا قادرة على صياغة جيل قادر على تمثل المنجزات العلمية وقادر على التعامل مع تطور التقنية، وإذا ما أردنا لجيل المستقبل أن يكون متمثلا لقيمه ومبادئه فإن علينا أن نعده تربوياً لكي يكون نموذجا وقدوة من خلال تمثله لهذه القيم والمبادئ، وإذا ما أردنا لوطننا أن يكون وطن التسامح والمحبة والانفتاح على العالم فإن علينا أن نحمي هؤلاء الطلاب والطالبات من دعاة الانغلاق ودعاوى التشدد. ذلك كله هو ما يفسر لنا ما يلقاه التعليم من عناية واهتمام يبدأ من السعي الدؤوب لتطوير المناهج وينتهي باتخاذ السبل التربوية الكفيلة لإعداد نشء قادر على أن يمضي بالوطن قدماً في مسيرة التنمية.


المدينة : السبت 22-02-1431هـ
التربية والتعليم.. وظاهرة الدروس الخصوصية
د. محمود إبراهيم الدوعان
متى نضع حدًا لهذه التجاوزات التي تجتاح تعليمنا العام والعالي، فما أن يحل علينا موسم الاختبارات، أو يقرب ميعاد انعقادها حتى يهرع معظم الآباء في البحث عن مدرسين لتغطية عجز أبنائهم في المواد العلمية، أو التي تحتاج إلى مدرسين خصوصيين مثل: الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والنحو، وغيرها من المواد التي تمثل صعوبة في فهمها، وتدنى مستويات الطلاب فيها، ويشعر الطالب بأن لديه قصورا بالغا في فهم مفرداتها العلمية، لذلك يحتاج إلى دروس خصوصية لكي يجتازها، أو يحقق درجات طيبة فيها.وفي أثر ذلك ينشط الباحثون عن الغنيمة وفي نهاية كل فصل دراسي في إعطاء الدروس الخصوصية وبأسعار مكلفة قد يصل تدريس المقرر فيها إلى 3000 ريال، ومعظم من يقدم هذه الخدمة هم من المستويات المتدنية علميا، وبعضهم لا ترقى شهادته عن دبلوم صناعي -هذا إذا كان لديه شهادة- بل إن الغالبية العظمى منهم من أصحاب الحرف المتدنية التي لا تمت للعلم بصلة (سبّاكون، ونجارون، ورعاة أغنام)، ليس لهم من العلم إلا اسمه، وقد احترفوا هذا المجال وبرعوا فيه وحققوا مكاسب خيالية لحاجة الناس لمن يساعد أبناءهم في تخطي عقبة الاختبارات، وقد ساعد على نمو وتكاثر هذه الفئات غياب المتابعة اللصيقة من قبل الجهات المعنية بالتعليم، أو لقصور وزارة التربية والتعليم في إيجاد البدائل لمثل هذه الممارسات الدخيلة علينا حتى استفحل أمرها وأصبحت توضع إعلاناتها في وضح النهار وفي الأماكن العامة لاستقطاب المستفيدين. أما عن الأبناء فحدث ولا حرج فهم الضحية من هكذا دروس؛ لأن الهدف منها هو مادي بحت أو حشو ذهن التلميذ بكم هائل من المعلومات قد لا يستوعبها في فترة قصيرة من أجل اجتياز المادة فقط دون فهم. إذن، متى نقضي على هذه الفوضى التي تجتاح التعليم في بلادنا؟ ومتى نضع حدا لهذا الارتزاق غير المشروع؟ ومتى نهتم بأبنائنا منذ السنوات الأولى من أعمارهم ونقدم لهم المواد العلمية بطريقة سهلة وميسرة تغنيهم عن اللجوء إلى هؤلاء الدخلاء على العلم؟ هؤلاء الذين ليس لهم هم سوى الحصول على الكسب المادي وبأي أسلوب كان.لماذا يلجأ الآباء للبحث عن مثل هذه الدروس الخصوصية؟!! والإجابة معروفة لدى الجميع، إذن ما هي الحلول العلمية والعملية لحل مثل هذه الإشكالات التي تعيق العملية التعليمية وتؤثر في الناشئة أيما تأثير؟ وحتى يتحقق المطلوب يجب أن نأخذ في الاعتبار بعض النقاط المهمة:
1- إعادة تأهيل أساتذة المواد العلمية وإعطاؤهم مزيدا من الدورات الداخلية أو الخارجية. 2- العناية بالمرحلة الابتدائية وإعطاء منسوبيها دروس تقوية في نفس المدرسة وتكون مدفوعة القيمة وبأجور رمزية . 3- تفعيل العمل التطوعي وحث الآباء العاملين في القطاعات التعليمية، أو من لديهم قدرات علمية جيدة ويحملون شهادات عليا في المساهمة في تدريس مواد التقوية في المدارس التي تخص أبناءهم، وتكون بالتنسيق مع إدارة المدرسة وفي أوقات محددة ومجدولة قبل بدء الاختبارات النهائية بمدة كافية. 4- استقطاب نخبة من مدرسي المواد في المدرسة نفسها لإعطاء دروس تقوية تحت إشراف إدارة المدرسة وبرسوم معقولة لجميع شرائح الآباء، ويمكن للوزارة أن تساهم بجزء من هذه الرسوم مساعدة للآباء ولتحسين مستوى الطلاب. 5- منع الإعلانات التي تملأ الشوارع بأرقام وهواتف المدرسين الخصوصيين، وحجب ممارسة هذه المهنة الواردة إلينا من الخارج والقضاء عليها قبل أن تتفاقم وتصبح جزءا من الموروثات السيئة التي ورثناها عن الآخرين. 6- أن تنشئ وزارة التربية والتعليم قناة فضائية تعليمية تقدم المواد لجميع المستويات التعليمية من الأول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية مع استقطاب خيرة المدرسين لتقديم هذه الخدمة.وأخيرا لو أعطى كل معلّم واجبه بما يرضي الله فلن نحتاج إلى هذه الدروس الخصوصية التي يُدفع فيها مبالغ طائلة من جيوب الآباء المثقلين بهموم أخرى غير مصروفات المدارس، وهي أموال مهدرة لا نحقق منها الهدف الأسمى من التعليم والرقي بمكتسباته.


__________________
ربًي
أؤمْن كثًيرآ بأن المًسآإحْه الفآإصًله بين الحْلم ۆالۆآقْع مجْرد دعْآء
..
:ht: