12-29-2006, 02:11 PM
|
|
بيت حانون صُـبِّي دماءَكِ ! زَغْردي ! وتبسّمي ---- وَثِــبي إلى قـمم الخلودِ وأقـدمِ
يا " بيتَ حانونٍ " ! أَضيئي الدربَ با ---- لدَّم ! فجّري السّاحاتِ مِنكِ وعَـلّمي
دوِّي بِصَرْخَـتِكِ الأبـيَّةِ ! زَلْـزِلي ---- كُـلَّ الرُّبَـى لِيُفيـِقَ بعـضُ النُّوَّمِ
بِـكِ أشْـرَقَـتْ تِلْـك الدِّيارُ فأطلقي ---- نـوراً يَمُـوجُ بِـكلِّ أُفْـقٍ مُعْـتِمِ
وسَمَـوْتِ بالبـذلِ السّخـيِّ ووثْبَةٍ ---- وشـموخِ آمـالٍ ولَـهْـفةِ أَحْـزمِ
*** ويْحي ! أَتُطْوى صَيْحةُ القلـبِ الأبيّ ---- وصَـحـوةُ الأمَـلِ الغـنيِّ المُلْهِمِ
لَهْفي عليـكِ ! وحولَ أنهـارِ الدِّما ---- ءِ أرى جَـهـالـةَ غـافلٍ أو مُجْرمِ
أَوْ عَالَمٍ سُـدَّتْ مسَـامِعُهُ وغَـشَّـ ---- ـى نـاظِـريه سوادُ لَـيْلٍ مُـظْلمِ
لا تيْأسي يـا " بيْتَ حانونٍ " ! فَدَرْ ---- بُـكِ مُـشْرقٌ بـالـحقِّ بانَ وَبالدّمِ
بالهَدْيِ ! بـالإيمانِ ! بالصّبْرِ الْوَفِـ ---- ـيِّ ! بِـجَوْلةٍ ! ومَـلاحِمٍ لَمْ تُخْـتَمِ
***
الْمُجْرِمـون عـصابةٌ لا تَـرْعَـوي ---- أَبَـداً وتَمْضـي في هَوىً وتَوَهُّـمِ
لا تَرْعوي حتـى ترى عزمـاً أشـدَّ ---- وجـوْلـةً مـن صـادقٍ لـم يُهْزَمِ
صَبُّـوا عَـليكِ مِنَ اللّهـيبِ أشـدَّه ---- ومِن الصّـواريخِ الـتي لَمْ ترْحَـمِ
لَـهْـفي على تلك المنازلِ هُـدِّمتْ ---- وهَوتْ تَضُمُّ هوى الفتـى المُتَوسِّمِ
وتَـضمُّ أشـلاءَ الطفـولةِ والشُّيـو ---- خِ ونِسْوةٍ،ورُؤىً من الشَّوقِ الظَّمِي
ويَـشقُّ مـن أطلالـها إشْـراقـةٌ ---- طـلعـتْ لِتمـلأ من فَـضَاءٍ مُظْلمِ
مِنْ بَسْمةِ الطفلِ البريءِ على مُحَـ ---- ـيّاهُ انْطـوَتْ وتَلأْلأتْ فـوقَ الفَـمِ
وتـظـلُّ تَنْتَفِضُ الرَّؤى مِنْ بَيْـنها ---- ورَفيفُ أَجْنـحةِ الطُُّـيوفِ الحُـوِّمِ
وكَـأنَّ بسْـمته تَـقـولُ لـقد دَنـا ---- نَـصْـرٌ أَبَـرُّ بِـعَـزْمةٍ وتَرَسُّـمِ
يـا " بـيت حانونٍ " أنينُكِ مُوْجِـعٌ ---- حَـسِراتُ ثَكْـلى أَوْ دُمُـوعُ اليُـتَّمِ
كَـمْ طِفْلـةٍ دَمَّـى مَلامحَها الجِـرا ---- حُ ! يـدُ الحنـان تُعيد رفّة مَـبْسَمِ
كَـمْ مِـنْ جريحٍ مـا! تَ دون علاجه ---- مُـنِعَـتْ وسائـلُه بـغـير تَـرَحُّمِ
في كلِّ بَيْـتٍ من بيُـوتكِ صَـرْخةٌ ---- تُـطْوى ! وجرحٌ غـائرٌ لم يُـحْسَمِ
وبـكـلِّ نَـادٍ حَـسْـرَةٌ مَــوّارةٌ ---- بَـيْـن الصُّدورِ وغَـضْبةٌ لَمْ تُـكتَمِ
وعـلى رُبـاكِ تَـنَاثـرتْ أشلاؤهم ---- بُـسُـطٌ تُـزيِّـنها اللآلئ مـن دَمِ
*** يَقِف الزَّمان هُنـا لِهَـوْلِ جَـريمةٍ ---- كُـبْـرى وكـيْدِ المُجْرمِ المتحكِّـمِ
يَـقِـف الـزّمـان هُنا لِيَنْظُرَ أُمّـة ---- تَـغْـفُو على خَـدَرٍ وذُلِّ المَغْـرَمِ
غَـلبَ الهـوى فيهمْ فمزَّق جَمْعَهُمْ ---- ومَـضَوْا على عَـهْـدٍ بذاك مُصَرَّمِ
لَـمْ يَـلجـؤوا لله ! بل لجؤوا إلـى ---- دُنْيـا مُـزَخْـرَفةٍ وكـلِّ هَوىً عَمِ
لَـجـؤوا إلـى أَوْثَـانهمْ فَتَصدَّعوا ---- وَجَـثَـوْا إلـيْها ! يـا لِـذِلٍّ الجُثّمِ
عَـجبَـاً لحـالِ المسلمين تـراهُـمُ ---- غَـنَّوْا دِمُـقْراطيَّـةً مِـنْ مُجْـرِمِ
كَـمْ قَـدْ أَذَلَّـتْهُمْ وسَـامَتْهُـمْ أَسَىً ---- هُـونَ العـذابِ وكـلَّ شَـرٍّ مُرْغِمِ
أَجْلَـتْهُمُ عَـنْ دَارِهـمْ وَرَمَـتْهموا ---- عَـبْر الفَـضاءِ ! فيـا لِهوْلِ المأْتمِ
عَـجَباً ! يُقامُ المهرجانُ لـها على ---- فَـرحٍ وهـم أَصْـل البلاءِ المُـبْرَمِ
يـا وِيْلَ أمريكا وما ارتكبتْ مِنَ الْـ ---- إِجْـرامِ ! يـا وَيْـلَ العَتيِّ المُجْرِمِ
مَـلأَتْ بِطـاحَ الأرضِ من ظُلماتِها ---- فِـ! تَـناً تَـهـيجُ بكـلّ شَرٍّ مُضرَمِ
رَفَـعوا شَعـاراتِ الضِّـلالِ وزيّفوا ---- ومَـضَـوْا على مََكْرٍ وكَـيْدٍ مُبْـرَمِ
يَـا وَيْـلَ إسرائيلَ مِنْ يَـومٍ يُـطِـ ---- ـلُّ بِـزَحْفِه ! يَـوْمٍ عَليْـها أَشْـأَمِ
قـدرٌ مِـن الرّحـمنِ يَـقْضي عِنْده ---- حَـقَّ القضـاءِ وكلَّ أمـرٍ مُـحْكمِ
لله مـا زَحَـفَـتْ طـلائـعُ أمَّــةٍ ---- مَـوْصُولةٍ صَدقـتْ بِعْهـْدٍ مُلْـزمِ
الله أكـبـر ! يـا ديــارُ فـردّدي ---- هـذا الـنّـداءَ وأقْـبلـي وتَقدَّمي
زَحْـفاً يُـزَلْزِلُ كـلّ رُكْـنٍ مِنْـهُمُ ---- يَـهْـوي فَـتَذْرُوهُ عَـزَائِمُ مُعْـلَمِ
زَحْـفـاً يُـعـيدُ إلى النُّفوسِ يقينها ---- ويُـعيـدُ لألأة الـفُـتوحِ اليُـتّـَمِ |