في الذكرى الأولى لاستشهاده ::أبو حمزة ،، ياسر علي عكاشة ** المصري الذي استشهد في غزة
------------
بقي ملقى على الأرض حتى انسحب الاحتلال
ياسر عكاشة ... المصري الذي قاتل واستشهد في غزة
تفاصيل مثيرة لكمين قسامي استهدف قوات الاحتلال
مع اجتياز المحاصرين للحدود المصرية مطلع العام الماضي طلبا للغذاء والاحتياجات الأساسية ، كان المصري ياسر عكاشة في طريقه إلى قطاع غزة مفضلا العيش بعيدا عن أهله وذويه ، والمكوث على أرض غزة للانخراط في صفوف كتائب القسام منذ ذلك الحين .
رحلة عكاشة الجهادية انتهت بارتقائه شهيدا برفقة أربعة من المقاتلين في الثغور الأمامية شرق جباليا .
** تقدم وكمين
مع بدء الضربة الجوية الأولى على قطاع غزة في السابع والعشرين كان المجاهد ياسر عكاشة إلى جانب اثنين من كتائب القسام مرابطين على الثغور الأمامية شرق جباليا.
هناك اعتادوا على اتخاذ مواقعهم القتالية تحسبا لإقدام قوات الاحتلال على اجتياح بري لتلك المنطقة ، وما هي إلا أيام حتى أعلنت قوات الاحتلال عن بدء المرحلة الثانية من العدوان باجتياح أجزاء من قطاع غزة .
في تلك اللحظة انضم مجاهدين آخرين إلى الثلاثة ليتمترسوا في الثغور والكمائن التي أعدتها كتائب القسام سابقا .
ومع تقدم آليات الاحتلال باتجاه أراضي ومنازل المواطنين كان المجاهدون الخمسة يكمنون في موقعين متقدمين بانتظار إشارة الإغارة على القوات الغازية من الصفوف الخلفية معتمدين على شبكة الاتصال بالقيادة وفيما بينهم التي لم تنقطع لو للحظة واحدة .
مرت خمسة أيام من الحرب البرية ولا زال المجاهدون في مواقعهم الأمامية يقتاتون على بعض الثمرات التي بحوزتهم ويتبادلون الأدوار في مراقبة حركة الاحتلال ، حينها تقدمت جرافة إسرائيلية بالقرب منهم فاتخذ القسامي المصري ياسر عكاشة موضعا قتاليا استعدادا لتفجير عبوة أرضية زرعوها في المكان فأصابها بصورة مباشرة .
في غمرة الدخان المتصاعد وارتباك قوات الاحتلال على اثر الضربة تسلل ياسر بشكل حذر وسريع لنصب عبوة جانبية حيث تمكن من تجهيزها والعودة إلى مكمنه بسلام بانتظار تقدم دبابة ميركافاة .
بدأت الدبابة بالتقدم شيئا فشيئا باتجاه العبوة ، وبدأ ياسر بحبس أنفاسه واضعا يده على كبسة التفجير وما أن وصلت إلى نقطة قريبة من العبوة حتى أخذ بالتهليل وفجر العبوة .
** لحظات حاسمة
بعد أيام انتشرت القوات الخاصة في محيط الاتجاهات المجاورة لكمائن المجاهدين واعتلت منزل عائلة أبو عيدة الذي يبعد عن الكمين والموقع ما لا يزيد عن عشرة أمتار فقط.
وضمن الخطة التي وضعتها قيادة كتائب القسام في منطقة جباليا بأن يقوم اثنين من المجاهدين المرافقين لياسر عكاشة وهما عبد الله الحاج علي وبلال نبهان بضرب القوات الخاصة المتواجدة بمنزل أبو عيدة ، بينما ينتقل الثلاثة الآخرون لمواجهة القوات الخاصة في آخر شارع الزاوية .
وبحسب الخطة فقد قصف الحاج علي منزل عائلة أبو عيدة الذي تتمركز فيه قوات الاحتلال بقذيفة Rbg وتفجير عبوة عدسية ضد من كان فيه ، إضافة إلى تفجير عبوة انتشارية في جندي إسرائيلي كان قريب من مكان زرعها على يد القسامي بلال نبهان .
وبعد دقائق من عملية التفجير المركبة قصفت الطائرات الحربية المنزل الذي تحصن ولجأ إليه المجاهدان مما أدي إلى استشهاد عبد الله الحاج علي على الفور وبقى المجاهد بلال نبهان في الميدان وحوله ثلاثة من المقاتلين في آخر شارع الزاوية بجباليا يواجهون ويشتبكون مع القوات الخاصة .
وقد أفضت الاشتباكات إلى استشهاد المجاهدان جبريل منصور " أبو الحسنى" والشهيد المصري ياسر عكاشة فيما انسحب المجاهد الثالث(ج) بالقرب من مسجد الإمام مسلم وبقي في المكان حيث وصلت القوات الخاصة ودمرت المسجد وجرفت الأرض التي حوله دون أن تصل إليه .
ومع انقشاع غبار زخات الرصاص بقي القسامي الجريح بلال نبهان في الميدان ، حيث حاول رغم إصابته الوصول لرفقائه بصمت يتفقدهم حتى وجدهم شهداء ملقون على الأرض ، فيما قطع الاتصال بالمجاهد (ج) فأدرك أنه وحيداً على الساحة ، وبدأ ينتقل من بيت إلى بيت حتى تقدمت القوات الخاصة إلى المنزل الذي كان يتحصن به واشتبك معهم وأفرغ كل ذخيرته وأوقع في صفوفهم إصابات محققة اعترف قوات الاحتلال حينها بإصابة أحد عشر جنديا قبل أن تقدم الطائرات الحربية على قصف المنزل الذي تحصن به مما أدى إلى استشهاده ، ولم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى المكان لانتشال جثمانه .
** كرامات الشهداء
بعد يومين من انسحاب قوات الاحتلال تمكنت أطقم الإسعاف والدفاع المدني من العثور على جثمان الشهيد بلال نبهان تحت ركام المنزل الذي قصف فوق رأسه إلى جانب ياسر عكاشة وعبد الله الحاج علي وجبريل منصور ، أما المقاتل "ج" فبقي يتحصن في المكان الذي تواجد به حتى انسحاب قوات الاحتلال حينها خرج من عرينه سالما ليروي تفاصيل المعركة .
هكذا انتهت حكاية أربعة مجاهدين ، وبحسب شهود العيان فان جثامينهم بقيت كما هي تحت الركام بعد مرور أيام على استشهادهم ، فيما كانت دمائهم لا زالت تسيل ورائحة المسك تفوح من أجسادهم الطاهرة .
من الجدير بالذكر أن عائلة المجاهد المصري ياسر عكاشة في الخامسة والعشرين من عمره خرج من منزله وقت اجتياز الحدود دون أن يبلغ أحدا من أهله أو جيرانه أو أصدقائه قاصدا رفح المصرية ، وتمكن أن يعبر الحدود التي رسمها الاستعمار، بلا وثيقة أو جواز سفر طالبا أن ينضم إلى المجاهدين ، وخلال تواجده في غزة تمكن عكاشة من إتمام حفظ كتاب الله في فترة الصيف
ادعوا له بالقبول ،،