الفلسطينيون ينتظرون الأكثر
فضائح "فتح" تطيح بالمارد الأصفر (تقرير) [ 17/02/2010 - 02:27 م ] أثارت الفضائح التي تعصف بحركة "فتح" وسلطة المقاطعة برام الله ردود فعل شعبية عبَّرت عن استيائها من حالة الفلتان المالي والأخلاقي والأمني والوطني التي تلحق بقيادة الحركة وكوادرها. ولم تتوقَّف سلسلة الفضائح التي انتشرت عند الفساد المالي والأخلاقي للمدعو رفيق الحسيني مدير مكتب محمود عباس رئيس السلطة منتهي الولاية، وعزام الأحمد رئيس كتلة "فتح" البرلمانية وشقيقه علام، وتوفيق الطيراوي الرئيس السابق لـ"مخابرات" عباس، والذي تمَّت إقالته سابقًا. وكشفت الأيام القليلة الماضية عواصف جديدة من عالم الفساد والجريمة الذي تغرق فيه حركة "فتح" والميليشيا التابعة لمحمود عباس، والتي تستولي على الضفة الغربية بقوة السلاح والتعاون مع الاحتلال الصهيوني؛ من اعتقال عقيدٍ كبيرٍ في ميليشيا عباس برام الله من خلال تسليمه عبر حاجزٍ صهيونيٍّ إثر تورُّطه في تشكيل خلايا عسكرية خطَّطت لاغتيال قياداتٍ كبيرةٍ، وما تبعه من الكشف عن فضيحةٍ دبلوماسيةٍ بطلها أحد قادة حركة "فتح" العاملين في السفارة الفلسطينية بالعاصمة الروسية. فسادٌ بالجملة
وأثار ما كشفه فهمي شبانة الضابط السابق بـ"مخابرات" عباس حول أن الجهاز يتبع بشكلٍ رسميٍّ المخابرات الأمريكية، ويتلقَّى نصف مليار دولار سنويًّا كمساعداتٍ مقابل "خدمات لوجيستية"، وبإشرافٍ من الجنرال الأمريكي كيث دايتون؛ تفاصيل جديدة عن حجم الكارثة التي تقف خلف سلطة المقاطعة. وتلقَّى الشارع الفلسطيني بالضفة الغربية التطوُّرات الأخيرة بحالةٍ من الذهول لحجم الفساد بكافة أشكاله، وغياب الغرابة عما كشف من شخصياتٍ فاسدةٍ من خلال ضابطٍ فتحاويٍّ كبيرٍ، بالإضافة إلى المرحلة التي وصلت إليها الصراعات الداخلية في سلطة "فتح" من خلال التخطيط للتصفيات الجسدية، وآخرها السقوط الدبلوماسي الوطني من قِبَل أحد موظفي سفارة فلسطين. ويعلِّق المواطن رأفت عمار من مدينة بيت لحم أن حجم الفساد الذي كشف ولا يزال يكشف ليس جديدًا عليه، خاصة أن الشخصيات التي تتولَّى القيادة برام الله بشكلٍ غير شرعيٍّ، لا تضم بين صفوفها مناضلين ولا شخصياتٍ بتاريخٍ وطنيٍّ أو أخلاقيٍّ، وإنما حالة طارئة سيلفظها الشعب ويتخلَّص منها. القادم أعظم
وتابع في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن ما تبع الفضيحة من ارتباك حركة "فتح" وتضارب روايتها يؤكد صدق الفضائح، سواء الجنسية أو المالية أو الوطنية، وختم بقوله: "يبدو أن ما خفي أعظيم بكثير". أما غسان أبو ريا فخالف صديقه عمار بالقول: "إن هذه الفضائح عاصفة لن تتوقف، ونهايتها زوال هذه القيادة الطاغية، وأتوقَّع أن شرفاء "فتح" سينظفون حركتهم من الداخل، قبل أن يتدخَّل الشعب الذي ملَّ من فسادهم وتشويههم صورة الشعب وبطولاته أمام شهواتهم وأطماعهم الدنيئة". ويضيف غسان: "ما كان العقيد مجاهد سيقوم به يؤكد أن ما يجري من فلتانٍ بالضفة كل أطرافه فتحاوية، وما قبله من إطلاق نارٍ على مكاتب النواب ومنازل الآمنين في قلقيلية كان منهم أيضًا، والقادم سيشهد الكثير من المفاجآت كما يبدو". وطلب المواطن أبو ريا من "جامعة الدول العربية" والفصائل الفلسطينية تحمُّل مسؤوليتها في تغيير الفساد وفضحهم؛ حتى لا تستمرَّ حركة "فتح" ومفسدوها في تشويه صورة الفلسطيني المشرقة أمام العالم. وعن فضيحة الدبلوماسي الفتحاوي بموسكو قال: "لا جديد أيضًا: هذه "فتح" وهذا دربها، وعباس لم يقم بشيءٍ غريبٍ على أجندة "فتح" الموالية للاحتلال.. وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية أمام المحافل الدولية، وما سبقه من تأجيل "تقرير غولدستون" ومنع قرار يدين الاحتلال بـ"الأمم المتحدة" دليلٌ على ذلك". انشقاقٌ داخليٌّ
وكشفت مصادر من حركة "فتح" بإقليم القدس لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن انقسامًا كبيرًا بين صفوف الحركة بالمحافظة بدأ بين مؤيدٍ لتيار رفيق الحسيني ومؤيدٍ لتيار فهمي شبانة، خاصة أن الأخير قياديٌّ فاعلٌ بالحركة على مستوى المحافظة، ويحظى بتأييدٍ واسعٍ، فيما الأول مدعومٌ من الموالين للحسيني من بعض أقطاب عائلته وقيادة الحركة. وأكدت المصادر أن الخلافات انعكست على وحدة التنظيم بالمحافظة، خاصة بعد تورُّط أحمد الرويضي أيضًا المسؤول عن ملف القدس في "الرئاسة" بالمقاطعة في قضايا اختفاء ملايين الدولارات التي كانت مخصصةً للصرف لصالح أسرٍ تم هدم منازلها. كما أثرت في العاملين من عناصر "فتح" بالضفة الغربية من حمَلة الهوية "الزرقاء" المُقدَّر عددهم بـ1500 مقدسي بين وظائف مدنية وعسكرية، في ظل إهمال سلطة المقاطعة لظروفهم وتركهم في حال تمَّ اعتقالهم من الاحتلال. كما بيَّنت المصادر أن هناك توجُّهًا في صفوف أجهزة "فتح" بالضفة لإجراء مسحٍ أمنيٍّ شاملٍ لكل العاملين فيها، خاصة من المقدسيين؛ ليتأكد لها ولاؤهم التام لقيادة المقاطعة، وإبعادهم عن المناصب الحساسة مثل التي كان يشغلها شبانة في وحدة مكافحة الفساد. وتعيش القاعدة الشعبية لحركة "فتح" في حالة صدمةٍ لم تتمكَّن من إيجاد المبرِّرات لتمريرها بعد توالي فضائح الفساد على مختلف الأصعدة، وهو ما دفع كوادر الحركة إلى الحديث علانية عبر مواقع الحركة ومنتدياتها عن المطالبة بالعمل الحقيقي لتنظيف صفوف الحركة.