أحن إليكِ يا أُمي
منذُ بدايتي ..
منذُ خرجتُ من ذلك الرحم الطاهر الذي احتواني بمحبةٍ تفوق الخيال ..
خرجتُ من ذلك المكان الكبير إلى الدنيا الصغيرة وأنا أصرخ احتجاجاً مني على صُراخِ أُمي.
.. أحن إليكِ يا أُمي ..
استلقيتُ بين ذراعيها ، وحينما فتحتُ عيناي رأيتُها بابتسامتها الرقيقة قائلةً : أُحبكَ يا صغيري ..
كنتُ أقول وقتها لنفسي : أُحبكِ يا أمي ..
يا للعجب .. حينَ أراها تضاحكني حينما أكون حزيناً وقلبها يعتصرهُ الألم ..
تضمني إلى قلبها الدافئ والدموع تملأ عينيها حينَ أكون مريضاً ..
تُعاتبني بـ رقة الملائكة حين أكون مخطئاً ، وتقبلني عندما أكون مصيباً ..
وعندما تغضبُ مني ، يجتاحني الغضب على نفسي ، وقلبي يُتمتم شوقاً وحباً : أحبك يا أمي
وتـمــضي أيام عمري ويزدادُ حبي لها دائماً ..
وأحيا تجربة تعيسة من تجارب الفراق .. وأي فراق ؟؟
فراق الموت عن الحياة
فراق الظلام عن الضياء
فراق اليأس عن الامل
فراقي عن أُمي ..
حينما فارقتُها .. رأيت الدموع تنهمر من عينيها كـ طفلةٍ صغيرة
فـ سبحان خالقها ما أجمل ذلك القلب النقي وما أطهره ..
من هنا ،، بعد طول غياب
اشتقتُ إليكِ كثيراً .. أحببتكِ أكثر
أريد الإرتماء بحضنك .. أقبل يديكِ
وأُعلن عشقي إليكِ
لأن الطهارةَ فيكِ ، وقلباً حنون
وطيبة هذا العالم أجمع في محياكِ الجميل
حبيبةُ قلبي ..
أحن إليكِ
أحن إليكِ
أحن إليكِ
***
هل أنتِ بشراً يا أُمي ..؟
أم أنتِ ملاكاً يا أُمي ..؟
يا أُمي صغيراً يرجوكِ
أن ترضي عنهُ يا أمي
لستُ أحن إليكِ مراراً
فـ حناني دوماً في قلبي
أشتاقُ إليكِ يا ذاتي
أشتاقُ إليكِ مكسوراً
وشفاهي تقبل يمناكِ
أنتِ الأولى في تاريخي
أنتِ الأجمل في تاريخي
أنتِ الأروع بين نساء الأرض جميعاً..
لأنــكِ أُمي
قلب إنسان