عرض مشاركة واحدة
  #153  
قديم 02-28-2010, 09:57 PM
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم / قصة ماشطة ابنة فرعون
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
-------------------------------------------
( قـصـة مـاشـطـة ابـنـة فـرعـون)
-------------------------------------------

وردت قصة ماشطة ابنة فرعون كما يلي:

‏عَنِ ‏‏ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ‏‏قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

لَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي ‏‏أُسْرِيَ ‏‏بِي فِيهَا، أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ.

فَقُلْتُ: يَاجِبْرِيلُ،‏ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ ؟

فَقَالَ:هَذِهِ رَائِحَةُ ‏‏مَاشِطَةِابْنَةِ فِرْعَوْنَ ‏‏وَأَوْلادِهَا.

قَالَ: قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهَا ؟.

قَالَ: بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ ‏‏فِرْعَوْنَ ‏‏ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ سَقَطَتْ ‏‏الْمِدْرَى ‏‏مِنْ يَدَيْهَا.

فَقَالَتْ: بِسْمِ اللَّهِ.

فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ ‏ ‏فِرْعَوْنَ:‏ ‏أَبِـــي ؟.

قَالَتْ: لا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ.

قَالَتْ: أُخْبِرُهُ ‏‏بِذَلِكَ !

قَالَتْ : نَعَمْ، فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا.

فَقَالَ: يَا فُلانَةُ؛ وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي ؟

قَالَتْ: نَعَمْ؛ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ.

فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ‏ ‏تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا.

قَالَتْ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً.

قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ ؟

قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا.

قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنْ الْحَقِّ.

قَالَ: فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ، وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ.

قَالَ: يَا ‏‏أُمَّهْ؛‏ ‏اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، فَاقْتَحَمَتْ.

‏‏قَالَ ‏‏ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:

تَكَلَّمَ أَرْبَعَةُ صِغَارٍ: (‏‏عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ‏‏عَلَيْهِ السَّلام،‏ ‏وَصَاحِبُ ‏جُرَيْجٍ،‏ ‏وَشَاهِدُ ‏‏يُوسُفَ‏، ‏وَابْنُ ‏مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ).

-------------------------------------------
وبهذا يتبين أن هذه القصة صحيحة ثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وليست مأخوذة من مصادر يهودية أو نصرانية.

(الْمِدْرَى): هي حديدة يسوَّى بها شعر الرَّأس.

(فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ):

قال ابن الأثير في "النهاية" (1/145): قال الحافظ أبو موسى:

الذي يقَعُ لي في معناه أنه لا يريد شيئاً مَصُوغا على صورة البَقرة، ولكنَّه ربَّمَا كانت قِدرا كبيرةً واسعة، فسماها بقرة، مأخوذا من التَّبقُّر: التوسع، أو كان شيئاً يَسع بقَرة تامَّة بِتَوابِلِها فسمِّيت بذلك.

والله أعلم .

‏‏-------------------------------------------
أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/309) ، والطبراني (12280) ، وابن حبان (2903) ، والحاكم (2/496) .
قال الذهبي في "العلو" (84) عن: "هذا حديث حسن الإسناد" ، وقال ابن كثير في "التفسير" (3/15) : "إسناده لا بأس به"، وصحح إسناده العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند (4/295) ، وقال الأرنؤوط في تخريج المسند (5/30 – 31 رقم 2821) : "إسناده حسن ، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء قبل الاختلاط عند جمع من الأئمة".

__________________
رد مع اقتباس