اردوغان و خدمة الاسلام .
لم تنتهي مواقفه فقط عند القضية الفلسطينية التي سخر لها كل طاقاته ,بل ان اعتزازه بالاسلام وسعيه لتطبيقه اهله لنيل هذه الجائزة.
فاز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، التي أعلن عن أسماء الفائزين بفروعها المختلفة أمس الإثنين.
وقال الأمين العام للجائزة عبدالله العثيمين إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز اختارت أردوغان لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، "ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة اسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها، وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفه العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً".
و أضاف العثيمين "على المستوى الوطني قام أردوغان بحملات من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدَّت إلى نهضة حقيقية وضعت وطنه يواكب مسيرة الدول المتقدمة؛ اقتصادياً وصناعياً، مع التمسك بمبادئ الديمقراطية والعدالة".
وعلى المستوى الإسلامي قام مؤيَّداً بثقة الشعب التركي بخدمة قضايا الأمة الإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين حيث برهن على أنه في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني".
أما على المستوى العالمي "فإنه في طليعة المؤسسين المسلمين لتآلف الحضارات على أساس من الحوار البناء والانفتاح؛ انطلاقاً من مبادئ التعاون والتفاهم الدولي مما جعل لوطنه تركيا مكانة مقدَّرة بين شعوب العالم ودوله".
وكانت جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام قد منحت منذ انطلاقتها لعدد كبير من الشخصيات الفاعلة في خدمة القضايا الإسلامية، منهم عشرة من الرؤساء والحكام ورؤساء حكومات.
ومنحت هذه الجائزة لأول مرة في العام 1979 ويتم اختيار الحاصلين عليها بعناية من قبل لجنة تضم في عضويتها شخصيات إسلامية قيادية من علماء و مفكرين برئاسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي.
وقال العثيمين في المؤتمر الصحافي إن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية في الفروع الخمسـة قد اجتمعت في سلسلة جلسات لاختيار الفائزين وهي في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم .
وبعد إعلان الفائز بجائزة خدمة الإسلام، أعلن أن جائزة الدراسات الإسلامية تم حجبها لهذا العام لعدم توافر متطلبات الفوز بالجائزة من الأعمال المرشحة.
و قال الأمين العام إن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب منحت الجائزة في موضوع (الدراسات التي عُنيت بالفكر النحوي عند العرب) لكل من البروفيسور عبد الرحمن الهواري الحاج صالح (الجزائري الجنسية)، الأستاذ بجامعة الجزائر ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية، والبروفيسور رمزي منير بعلبكي (لبنان( أستاذ كرسي الدراسات العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت ورئيس الدائرة العربية فيها.
و أضاف بأن منح البروفيسور الحاج صالح الجائزة تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في تحليله النظرية الخليلية النحوية وعلاقتها بالدراسات اللسانية المعاصرة، ودفاعه عن أصالة النحو العربي، وإجرائه مقارنات علمية بين التراث ومختلف النظريات في هذا الموضوع، فضلا عن مشاركاته في الدراسات اللسانية بحثاً وتقويماً وتعليماً، وجهوده البارزة في حركة التعريب.
أما البروفيسور بعلبكي فقد منح الجائزة تقديراً لجهوده العلمية ودراساته النحوية الأصيلة باللغتين العربية والإنجليزية بحيث أسهم في التعريف بالنحو العربي وجهود النحاة وأصالة مناهجهم لدى المؤسسات العلمية في الغرب؛ وبخاصة كتابته المعمّقة عن كتاب سيبويه ومنهجه وتأثيره في المدارس النحوية التي تلته.
وأعلن أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب لهذا العام وموضوعها (علاج أمراض تآكل المفاصل بدون استخدام الجراحة الاستعاضية) منحت الجائزة إلى كل من البروفيسور رينهولد جانز (ألماني)، الأستاذ ورئيس قسم جراحة العظام، جامعة بيرن، بسويسرا، والبروفيسور جين بيير بليتير، والبروفيسورة جوان مارتل بليتير (كنديان)، أستاذ أمراض باطنة، ورئيس لوحدة تآكل المفاصل بمستشفى جامعة مونتريال.
وقد اكتشف البروفيسور جانز علاجا جراحيا، لا يتطلب استخدام الجراحة الاستعاضية، للمرضى الذين يعانون من عدم توافق طرفي مفصل الفخذ، وذلك بالحفاظ على عظمي المفصل مع استدارة جزء من عظم الحوض، ولقد أحدث ذلك تغييرا في علاج مثل هذه الحالات على مستوى العالم، حيث أدى هذا الاكتشاف إلى منع تآكل مفصل الفخذ، كما أنه درب جيلا كاملا من الجراحين لعلاج تآكل المفاصل بالطريقة الجراحية التي ابتدعها، وله بحوث كثيرة عن العلاج الجراحي لتآكل المفاصل دون الحاجة إلى استخدام الجراحة الاستعاضية.
أما البروفيسور جين بيير بليتير والبروفيسورة جوان مارتل بليتير فيشغل كل منهما وظيفة أستاذ أمراض باطنة، وقد عملا معاً في أبحاث تآكل المفاصل منذ العام 1979 ، وكانت وجهة نظرهما أن التعرف على عملية الأيض الجزيئية في أنسجة وخلايا المفاصل المتآكلة يمكن استهدافها بغرض استحداث وسائل لوقف تآكل المفاصل أو تحجيمها، وكشفا عن العلاقة بين الالتهابات والإنزيمات ودورها وعوامل النمو في تآكل المفاصل، كما استخدما الرنين المغناطيسي في تشخيص علاج تآكل المفاصل ومتابعته بصورة غير مسبوقة، كما استطاعا أيضاً إيجاد علاقة دائمة مع صناعة العقاقير لتطوير عقاقير تستخدم في علاج تآكل المفاصل دون الحاجة إلى جراحة، وتميزت أعمالهما بالغزارة والأصالة وإثراء المعرفة.
وقررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم هذا العام (وموضوعها الرياضيات) مناصفة الجائزة بين كل من البروفيسور إنريكو بومبيري (الولايات المتحدة)، معهد الدراسات المتقدمة في برينستون. والبروفيسور تيرينس شاي شن تاو (استراليا)، جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس.
و قال العثيمين إن البروفيسور بومبيري صاحب إسهامات رائدة ومؤثرة في حقول الرياضيات المختلفة، وتتميز أعماله بالأصالة والتمكن والعرض الواضح، وعنيت بحوثه الأساسية بمعالجة المسائل الصعبة في نظرية الأعداد والهندسة الجبرية والتحليل المركب والسطوح المثلى، كما غطت إسهاماته طيفا واسعا من الموضوعات اشتملت على توزيع الأعداد الأولية والهندسة الحسابية والجموع الأسية، وكان من أبرزها حلُّه لمسائل في السطوح المثلى وتطوير مفهوم "المصفاة الكبرى" التي أدت إلى نظرية بومبيري-فينوجْرَادوف.
أما البروفيسور تاو فقد اشتهر منذ أن نال درجة الأستاذية في الرياضيات وعمره 24 سنة، وحاز على أعلى جائزة عالمية في الرياضيات وعمره 28 سنة، وقد عمل في عدد من فروع الرياضيات بما في ذلك التحليل التوافقي، والمعادلات التفاضلية الجزئية، والتوافقيات، ونظرية الأعداد، ومعالجة الإشارات، وقد عرف بحلوله المبتكرة للمشاكل الصعبة، وأشهر أعماله نظرية جرين - تاو التي تنص على لزوم وجود متواليات حسابية عشوائية طويلة من الأعداد الأولية، كما اشتهر في أبحاثه حول معادلة شْرُودِينجَر اللاخطية.
وأعلن عبدالله العثيمين موضوعات الجائزة للسنة القادمة 2011، ففي فرع الجائزة في الدراسات الإسلامية سيكون موضوعها "الدراسات التي عُنيت بالجوانب الاقتصادية الاجتماعية في العالم الإسلامي من القرن العاشر الهجري /السادس عشر الميلادي حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي"، وفي فرع اللغة العربية والأدب " الدراسات التي عُنيت باتجاهات التجديد في الشعر العربي إلى نهاية القرن السابع الهجري، وفي فرع الطب "العلاج بالخلايا الجذعية"، وفي فرع العلوم "الكمياء".
يذكر بأن جائزة الملك فيصل العالمية حظيت باهتمام عالمي كبير نظراً للبحوث العلمية التي تقيمها بأمانة فائقة، جعل للجائزة مصداقية كبيرة حول العالم وقد نال الجائزة التي انطلقت عام 1977 أشخاص حصلوا على جائزة نوبل.
و الجائزة تمنح من مؤسسة الملك فيصل العالمية، وتحمل اسم الملك فيصل بن عبدالعزيز (ثالث ملوك المملكة العربية السعودية)، و تقدم في احتفال كبير كل عام يحضره العاهل السعودي، وشخصيات رفيعة المستوى.