الموضوع: بـَ عثرَه..
عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 01-04-2007, 12:54 PM
 
رد: بـَ عثرَه..


ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه سنوات سنوات مضت أيتها الدميمة يا بارعة الجمال

أيمكن لشيء كحبال الغسيل أن تثير كل هذا الحنين..كل هذا الشوق المجنون؟؟

في وطني الأم...كنت أزوره في كل عام ثلاثة أشهر أغسل ثيابي و ثياب أخوتي الصغار و اعلقها على حبال الغسيل على مرآى من الجيران الفضوليين..فمهما نكن أعشق العرب و فضولهم و كل تفاصيلهم الهشة ..كل تفاصيلهم أعشقها..أعشق بائع الحليب الذي يوقظني من أحلاها نومة صباحاً..أعشق جاري العجوز الذي يوقظني بكحته التي تقتله كل يوم على صلاة الفجر..أعشق جارتي المسيحية الحنونة و هرتها الأليفة..أعشق هاتف جدتي تعزمني على فنجان قهوة..لأسير أميالاً و أميالاً في ضربة الشمس فقط لأشرب فنجان القهوة على صوت وردة الجزائرية..مع أنني أحب أصالة..أعشق خالي الذي ينتظر عند المخبز العتيق عن أبو فريد ليشتري لنا "ربطة خبز" آآآآآآآآآآآآآه يا زمن الغراب..هذه ليس بزمن الغربة و البلاسيتيك ..إنه زمن الغراب بلا شك..عندما كنت في الثانية عشر كنت و بنات خالتي نتلصص على جار بعيد في عمارة أخرى في شديد العتمة يدخن..كنا نرى شعلى السيجارة فيرميها عندما ينتهي من فوق العمارة..لنشهق نحن خائفات أن تحرق نباتات جارنا العجوز في الدور الأرضي....لنسمع كل صباح فيروز تتدلل في الحي ولا أحد يتذمر...الآن أكملت أربع سنوات لم أزر ذلك الوطن..و يتقلني حنين للياسمين للأزقة التي تبيع الكتب على الرصيف و تتزاحم عليها أيدي الشباب و الصبايا باحثين عن رواية جديدة تقيهم جوع الفضول و الثقافية..دخلت معهد رسم عندما كان عمري سبعة عشر عاماً....لم أعرف بأن للرسم هكذا متعة إلا هناك عندما أعود لمنزلي و تلطخني الألوان الزيتية تصرخ بي أمي و أبتسم لأحضنها لنصبح اثنتين غرقتا فناً

حبل غسيل يفعل بي كل ذلك!!!!!

لا عدمنا حبل غسيلك يا بديعة الجمال
بعثرتني الذكرى للمرة الأولى..بعثرتني و عادت لتجمعني...


أشكر حبل غسيلك..لا تعيدي الكرة لأنني أصبح كريهة عندما أتذكر.....يدمرني الشوق و يتآكلني من الداخل رويداً رويداً لأعود الى الكتابة كعجوز على كرسي هزاز أحيك قفازات لهذا الشتاء المرير,,,,,


لك الحياة...بكل ألوانها
__________________
لن يكون لدينا ما نحيا من أجله.. ان لم نكن على استعداد أن نموت من أجله