عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 03-03-2010, 12:22 AM
 
أردوغان يتجاوز اللامعقول إلى المعقول
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 800 * 596 و حجم 94KB.
منذ حرب الاستقلال 1920 – 1923 كان الجيش بدءا من الجند وحتى الجنرالات خطا أحمر، لم تستطع أي جهة سياسية أو حزبية - ليبرالية كانت أم محافظة أم حتى إسلامية- تجاوز ذلك الحد وإلا تعرضت لتهمة الخيانة.
المواجهة الحالية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وقيادات الجيش تبدو غير معقولة؛ لكن الرجل الذي كسب ود الشارع ورجال الأعمال يبدو أكثر صلابة من ذي قبل، ويعلم أنه يذهب نحو المعقول.
الجيش في تركيا أطاح بعدة حكومات سابقة، حتى أن الانقلابات العسكرية تميزت بها الحياة السياسية في تركيا رغم الديمقراطية المتجذرة لدى الجميع، حكومات وشعبا.
أردوغان يعلم بأنه اخترق قلوب عواصم ودول عربية وأجنبية من خلال مواقف رزينة وجريئة، في ظل التراجع الملموس في الهيمنة العربية التي أصلا لم تكن.
تجربة تركيا السياسية تبدو فريدة من نوعها؛ فهي تتمتع بالمصداقية المطلقة لنبذها الفساد ولإحقاقها العدالة. في الوقت نفسه هنالك معطيات اقتصادية وسياسية قوية تستند إليها أعمدة الدولة، مع وجود هامش مرن للتعامل مع الآخر بدبلوماسية وحنكة.
تركيا تلعب حاليا دورا محوريا أساسيا في المنطقة والإقليم، وهي تعلم أن ترتيب الأوضاع الداخلية -ومنها جزّ كل ما يهدد القانون- سيجعل ذلك المحور أقوى بكثير.
حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد وتم تشكيله من قبل النواب المنشقين من حزب الفضيلة الإسلامي الذي تم حله بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 2001، استطاع أن يأسر قلوب الأغنياء قبل الفقراء.
يشكل الحزب الجناح الإسلامي المعتدل في تركيا؛ يحترم الحريات الدينية والفكرية ومنفتح على العالم ويبني سياساته على التسامح والحوار.. وتعود معظم شعبية الحزب إلى شخصية أردوغان.
ذلك الحزب نما بين ثنايا الدولة التي من المرجح لها أن تعود عظمى من جديد، في ظل الضعف العربي من جهة والتخبط الذي تنتهجه دول عظمى أخرى مثل أوروبا والولايات المتحدة، وفي الأثناء فإن تلك الدولة المنتظرة في أنقرة تقوى يوما بعد يوم في السياسة والاقتصاد.

__________________
رد مع اقتباس