عرض مشاركة واحدة
  #172  
قديم 03-04-2010, 03:20 PM
 
سوريا و"حماس" ترفضان وإسرائيل ترحب والإدارة الأميركية راضية
تغطية عربية محدودة لمفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية غير مباشرة

رام الله، القاهرة ـ "
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس موافقة لجنة مبادرة السلام العربية على إعطاء الفلسطينيين "تغطية" لـ4 أشهر لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية أميركية، في ظل تحفظ سوري معلن، ومعلومات عن رفض قطري.
التغطية العربية الناقصة تصويتاً والمحدودة زمنياً تنتظر موقفاً نهائياً ستعلن عنه منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" حتى السبت المقبل، فيما رفضته حركة "حماس" ورحبت به إسرائيل، كما أبدت واشنطن رضاها عن الدعم العربي للمفاوضات بين الطرفين.
إذاً، قررت اللجنة الوزارية العربية لمتابعة مبادرة السلام في ختام اجتماعها أمس برئاسة قطر إعطاء الفرصة لمحادثات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في محاولة أخيرة تسهيلاً لدور الولايات المتحدة على أن يكون للمحادثات حد زمني 4 أشهر على الرغم من عدم الاقتناع بجدية إسرائيل في السلام.
وتلا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في افتتاح الدورة الـ133 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة أمس بيان لجنة متابعة مبادرة السلام، الذي يؤكد أن المفاوضات الفلسطينية المباشرة تتطلب وقفاً كاملاً للاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، وأن المحادثات غير المباشرة المقترحة من قبل الولايات المتحدة لن تؤدي لملء الفراغ الذي خلقته الإجراءات الإسرائيلية في ضوء الانتهاكات في الضفة والقدس والمسجد الأقصى وغزة مما قد يؤدي إلى فشل هذه المحادثات.
وقال موسى إن اللجنة رأت ضرورة إعطاء الفرصة لمحادثات غير مباشرة في محاولة أخيرة وتسهيلاً لدور الولايات المتحدة على أن يكون لها حد زمني مدته 4 أشهر، مضيفاً "يجب ألا تنتقل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالاً تلقائياً، بل وفق ضوابط معينة وضعت في بيان مجلس الجامعة العربية الأخير في نوفمبر الماضي".
وأشار إلى أن اللجنة قررت طرح الإجراءات الإسرائيلية في القدس على محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجمعية العمومية للأمم المتحدة، بالإضافة إلى الطلب من وزارات الخارجية العربية التنسيق الفوري مع الأمانة العامة لتحقيق الهدف وإبلاغ المجموعة العربية في اليونيسكو بالتحرك في مواجهة قرار إسرائيل غير الشرعي لضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي.
وشددت اللجنة الوزارية العربية لمتابعة مبادرة السلام على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة فوراً، والطلب من واشنطن اتخاذ موقف في هذا الشأن، كما قررت عقد اجتماع في الأسبوع الأول من تموز (يوليو) المقبل.
وذكرت اللجنة أنه "في حال فشل المحادثات غير المباشرة فإن الدول العربية سوف تدعو لعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي لمعالجة النزاع العربي ـ الإسرائيلي بشكل كامل، والطلب من الولايات المتحدة عدم استخدام الفيتو لأن فشل المفاوضات غير المباشرة والوضع في الأراضي الفلسطينية يتطلب ذلك". وأكد موسى "موضوع المفاوضات غير المباشرة مسألة حساسة ونحن في إطار محاولة أخيرة"، مشيراً إلى وجود آراء مختلفة بشأن هذه المفاوضات.
وتحفظت سوريا علناً على القرار، وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن دمشق "تتحفظ بشأن البند الرابع للبيان المتعلق بالدخول في مفاوضات غير مباشرة وإنه لم يكن هناك إجماع في البيان الذي صدر، فوفد سوريا أكد أن مثل هذا التفويض للسلطة ليس من اختصاص لجنة مبادرة السلام العربية التي وجدت للترويج لمبادرة السلام وليس لإعطاء تفويض". وأضاف أن "قرار الذهاب للمفاوضات هو قرار فلسطيني أولاً وأخيراً سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة".
وقال المندوب السوري لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد: "إن سوريا لم تكن هي الدولة العربية الوحيدة التي تحفظت، ولكن كان هناك وفود عربية أخرى". ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن ديبلوماسي عربي، رفض ذكر اسمه، أن دولة قطر لم توافق أيضاً على قرار اللجنة.
وكان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أعلن أمس من القاهرة بعد انتهاء اجتماع لجنة المتابعة العربية بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن "القيادة الفلسطينية ستتخذ قراراً (حول المفاوضات غير المباشرة) خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يعقد يوم السبت" المقبل في رام الله، وكذا اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح". ويأتي قرار الوزراء العرب قبيل جولة يبدأها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة في السابع من آذار (مارس) الجاري وتشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر. كما يأتي قبيل اجتماع اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط الذي سيعقد في 19 آذار (مارس) في موسكو.
واتخذ قرار الوزراء العرب غداة تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإرجاء إقامة مشروع كان يهدد بهدم عشرات المنازل في القدس الشرقية وهو مشروع المنتزه الذي أطلق عليه اسم "حديقة الملك" وهو الاسم العبري لمنطقة البستان على مشارف البلدة القديمة في القدس التي تسكنها غالبية من الفلسطينيين.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء أن الولايات المتحدة تقدر تدخل نتنياهو لدى رئيس بلدية القدس لإرجاء العمل في مشروع لبناء منتزه أثري في حي عربي في المدينة المقدسة.
وأشاد نتنياهو أمس بتأييد وزراء الخارجية العرب لبدء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال المتحدث باسمه مارك ريغيف "نحن نشيد بهذا القرار. لقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستمرار تأييده لمفاوضات السلام ونحن نأمل الآن، أن تمضي هذه المحادثات قدماً".
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله في بيان ألقاه أمام الكنيست، "إن هناك عدداً من الدول التي تعارض الشروط المسبقة التي يضعها الفلسطينيون شريطة استئناف المفاوضات، لذلك يتعين على الفلسطينيين التنازل عن تلك الشروط".
وحول ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى التراث اليهودي، اعتبر نتنياهو أن الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح "جزء لا يتجزأ من تراثنا اليهودي، ومن المستحيل عدم إدراجهما في قائمة المواقع الوطنية اليهودية".
في المقابل، اعتبرت حركة "حماس" استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سواء بشكل مباشرٍ أو غير مباشر "جريمة وطنية تعكس "الإفلاس السياسي" للرئيس الفلسطيني محمود عباس وفريقه.
وقال المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري، "إن تعذُّر عباس بأن هناك موافقة عربية على استئناف المفاوضات وفق الرؤية الأميركية غطاءٌ شكليٌّ للنزول عن الشجرة والعودة إلى متاهات التسوية".
ودعا أبو زهري "عباس وفريقه إلى التوقف عن الاستخفاف بالشعب الفلسطيني ودفع القضية إلى المزيد من الهاوية، وإلى التوقف عن حالة العبث بمصالحه". ورأى أن "أي مفاوضات مع الاحتلال لن تقود إلا إلى مزيد من الفشل"، مؤكداً أن "البديل لذلك هو عودة عباس إلى الخيار الوطني إلى جانب مساندة العرب لما يريده الشعب الفلسطيني، ألا وهو خيار الصمود والمقاومة".
هذا وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن الولايات المتحدة "راضية جداً" عن الدعم الذي أعلنته الدول العربية لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف إحياء عملية السلام.
وصرحت كلينتون في زيارتها الى البرازيل أن واشنطن تأمل في بدء الحوار قريباً، مؤكدة مشاركة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل فيها.
__________________
رد مع اقتباس