الرؤيا اليهودية, إقتراب ملكوت الله و القديس بولس ------ كان لحزب الفريسيين جناحاً متطرفاً هم" شيعة الغيوريين", كان أعضاؤها يفرضون أحكام الشريعة بجميع الوسائل حتى القوة منها. في حقيقتهم هم المتعصبين المتديينين الذين يعارضون معارضة مطلقة رأي سلطة لا تصدر عن الشريعة نفسها. لذلك لم يكونوا يترددون في أن يعاقبوا بالموت كل من كان مذنباً في نظرهم بمخالفات للتوراة. لا سيما الذين يعاونون حكومة الإحتلال الوثنية. كان الملقب شاول - الملقب بولس - على علاقة وثيقة بالحصاة, إذ كان تلميذاً باراً لأحد علمائهم غماليئيل (جمالييل), وإشترك بمقتل الحواريين كسيدنا اسطفان و يعقوب و يوحنا, رضى الله عنهم, والكثير من مناصري سيدنا عيسى, عليه السلام, و لاحقوهم ... حتى دمشق. والجدير بالذكر أنه ولوقا لم يذكرا بتاتاً الشيعة الغيورة ولا الحصاة. وكان "الحصاة" في هامش الحزبين الصدوقيَّين والفريسَّيين على قدر أبعد من الشيعة الغيورة. وقد تحسنت معرفتنا للحصاة منذ اكتشاف مخطوطات رهبان قمران قرب البحر الميت. و كان أكثرهم من الرهبان و لكن كان بعضهم يقيمون خارج دير قمران المركزي ويؤثِرون تأثيراً كبيراً في الأراضي المقدسة. كان الحصاة أعداء السلطة اليهودية القائمة, من الصدوقيين, الذين رأوا أن سلطتهم عرضة لمنازعة شديدة, فقد كانوا محافظين وأنصاراً لسيادة النظام في كل وجه من الوجوه, وإن كان النظام رومانياً وثنياً. و لا سيما للأحبار, الذي يؤمن لهم جل دخلهم... و مع ذلك فقد تقبلوا كثيراً من الأفكار الهندوسية والفارسية وتبَّعوها وفقاً لمذهبهم اللاهوتي. ولا شك انهم تأثروا بها فأنشأؤا عقيدة صريحة جداً: مبنية على التناقض التام بين روحين, قوانين احداهما للخير والآخر للشر, تتحاربان في معركة لا رحمة فيها, وفيه يشاهد النصر النهائي يُحرزه أمير النورعلى ملك الظلام. وقد كان للحصاة التأثيرالمباشرعلى الثورة ضد الرومان, التي أدت الى خراب الهيكل وتدميرالقدس سنة 70 م. هذه الأحداث تشهد على ما بلغه الغيظ عند الجماعات اليهودية التى عانت طويلا من تعسف الرومان واليونان. وكان الغيوريون يستغلون استغلالاً كبيراً ذلك الغيظ الذي كانت تغذيه ايضاً جميع المعتقدات المستوحات من "الرؤيا" يهودية التي بدأت منذ 200 سنة قبل الميلاد. فقد ترسخ يوماً بعد يوم في يقين اليهود ان "يهوه" لن يلبث أن يرد على تحدي وجود الوثنية في الأرض المقدسة فيعود الى إقامة عدله و يعيد الى "شعبه المختار" امتيازاتهم. إذ سيبسط "ملكوت الله" على الأرض بسطاً يبهر به العيون. و هذا التدخل هو عسكري حاسم, يجعل حداً للشدائد, و يُفتح "عهد جديد" خالي من الشر والإثم ويبشر بقدوم ذلك العهد: تضاعف الكوارث والنكبات على الوثنية يُرافقها ابتلاع جميع أعداء "يهوه" من غير رجعة. ان جملة هذه المعتقدات تؤلف آراء يهودية متأخرة في أمور الأزمنة الأخيرة. لما حان موعد إرسال سيدنا عيسى, عليه السلام, ازدادت الرؤيا تشدداً في بعض البيئات, فقد بلغت بلايا اسرائيل مبلغاً لم يبق من المعقول ان يرجون بعده الا ظهور المسيح من ذرية سيدنا داود, الذي يعيد لبني اسرائيل صوابهم, وهذا الإنتظار, هو ما أطلق عليه بولس بـ "إقتراب ملكوت الله" في أناجيله الإنطاكية. فكانوا ينتظرون من "يهوه" وحده تبديل الحالة, وكانوا يرون ان ذلك التحول الذي ينتظرونه بفارغ الصبر لن يحدث الا "لصالح إنقلاب عسكري يشمل الكون كله اذ يظهر بغتة "عالم جديد" هو "ملكوت الله": مسيحٌ ملكٌ عسكريٌ منتصرٌ". ففي ذلك المشهد لـ"رؤيا الأزمنة" ليس لسيدنا المسيح, عليه السلام, نصيبٌ منه, ليعيد لبني اسرائيل إمتيازاتهم. بعبارة أخرى يريدون ملكاً من ذرية سيدنا داود ينتصر بأعمال سياسية وعسكرية في أساسها, ليحقق بعون "يهوه" تحرير "الشعب المختار" و إزدهاره. وعندما رُفض سيدنا المسيح, بسبب دعوته السلمية وليس كقائد عسكري يحرر الأراضي المقدسة من الوثنية, حاولوا قتله مرات وصلبه, لأنه لا يحقق رغبتهم ورؤياهم الراسخة في عقولهم. فكان أن إنتقم الله , عز وجل منهم, وقـُتل جميع زعماء هذه الرؤيا والذين أفشلوا الرسالة الحق, فقـُتل بولس قتلاً بقطع رأسه سنة 67 م بروما, و مرقس- يوحنا, قتل قتلاً بقطع رأسه أيضاً سنة 68 م بالإسكندرية , ... الخ وأدى الى تدمير القدس تدميرا كاملا وأصبحت رومانيَّة بالكامل و"بُني مكان الهيكل معبداً رومانياً وثنياً لجوبيتر". وحَرَّم عليهم الإمبراطورهادريان من دخول الأراضي المقدسة و حظر الختان. هذا دون الدخول بوصف المذابح التى حصلت. (مع العلم أن يوحنا- يحي- إبن أخت برنابا- بِـَِرَّ النبي, عيسى- "إبن" بطرس, الملقب بمرقس, إدعى أنه رسول سيدنا المسيح, وبالإشتراك مع الحاخام كليمونس الإسكندري أسسا الكنيسة المسماة بإسمه حتى اليوم "الكنيسة القبطية المُرقسية المصرية, وكتب ما أسماه بإسمه إنجيل يوحنا, محرف عن إنجيل آرامي, الذي لا يشترك بأي "أصول إنطاكية" ولا يحتوي على أي تبشير بـ"إقتراب ملكوت الله", و قد أضيف على هذا الإنجيل الإصحاح الأول الذي كُتب بإفسس اليونانية حيث قتل قتلاً أيضاً بقطع رأس تيموتاوس سنة 97 م الذي ترك استاذه بولس ليؤسس كنيسة له, فيها). مع هذا لم يتعلم العبرانيون الدرس من الله عز وجل. ففي سنة 132م إلتفوا مجدداً حول هذه الرؤيا, ودعموا "المسيح الكذاب" القائد العسكري من ذرية سيدنا داود, "نازي اسرائيل" أي أمير اسرائيل, بن باركوكبا (إبن الكوكب), الذي إنتصرانتصاراً عسكرياً باهراً بإبادة فيلقاً رومانياً كاملاً بحرب عصابات, وأعلن دولة اسرائيل سنة 135م , "ملكوت الله", وطلب من جميع مناصري سيدنا المسيح, عليه السلام, في القدس أن يؤمنوا به لأنه هو الذي يُحقق رؤياهم, وهو"المسيح المنتظرالملك القائد العسكري المنتصر من ذرية النبي داود" الذي يرجونه, ولكن سرعان ما ضربهم الله, سبحانه, مرة أخرى, على يد الإمبراطور تايتس الذي أبادهم جميعاً وقتل هذا "المسيح", الذي سُمي فيما بعد "بن كُذبة" ولاحقهم الجيش الوثني الى قلعة مصعدة البحرية (الموساد). حيث حاصر من تبقى من رجال ونساء وأطفال, الذين حاربوا الرومان بإستماتة, و وجدوا أنفسهم لا محال مائتين, فأقدموا على إنتحار جماعي ولم يبقى منهم أحد, أما "العبرانيون" القرويون فقد تشتتوا بجميع بلدات الشرق الأوسط. واليوم يعود الـ"يهود" من شرق أوروبا الى نفس الرؤيا: "ملكوت يهوه" الدولة العسكرية التى ترُدُ لهم كرامتهم و إمتيازاتهم. مع العلم بأن التنآخ, والعهد القديم, والتلمود لا يذكر أيٌ منها "ملكوت يهوه". لم ينتهوا من تحريف الكتب المقدسة والرسالات. ولعل الدراسة التي قام بها المطران نشأت التغلبي العراقي, الذي طردته الكنيسة المارونية اللبنانية حفظاً على هيبة الفاتيكان, بعد أن طـُرد من العراق, هو خير وثيقة جديدة تضاف الى تاريخ اليهود الحافل, وسجلاتهم الملأى بالقتل والوقوف بوجه الأنبياء والرسالات. والذي نشر قسم منه بعنوان "الصهيونية تحرف الإنجيل" الذي نشر في مجلة البطريركية الكنسية السريانية الأرثوذكسية الصادرة بدمشق عام 1978-1979 وبالأعداد 161-167, وبكتاب يحمل نفس الإسم بتاريخ 1999 من دار نشر السائح – لبنان ت: 00.961.6.295751 وكتاب " اليهودية-الصهيونية تحرف الكتاب المقدس", للمطران نفسه والذي يفضح به أسماء حاخامات يهود أصبحوا ذوي مكانة بالفاتيكان, سبب تبرئة اليهود من دم المسيح مثلاً, وبه بروتوكولات بني اسرائيل ..., كتاب قيم جدا, كتبه بدير المشرف \ لبنان, نشر بالتفصيل نصوص جديدة للتحريفات, صادر عن دار الملاك للطباعة والنشر- بيروت لبنان ت: 00.961.1.755200 ص.ب 158\25 الغبيري أو E-mail: [email protected]. ومنها النسخة الإنكليزية المحرفة توزعها وكالة ريد بلندن Reid’s Agency, 291, Archway RD. London: New Testament – JUDEAN & AUTHORIZED VERSION- JUDEAN PUBLISHING HOUSE ولن ننسى محاولة الصهيونية توزيع قرآن كريم محرف بالكويت منذ أمد غير بعيد. وكان قد كتب "المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في كتابه "لسان الواعظ" الذي نشره سنة 1975 تحت عنوان "أصابع صهيونية اثيمة تحرف الكتاب المقدس", فمن يعلم كم من تحريفات للمخطوطات وبالنقل, قاموا بها حتى بعد توثيق الكتب بالطباعة, على مدى ألفي سنة ؟ أنظر السيطرة على المسيحية الأميركية, المسماة المسيحية الجديدة المتصهينة !
__________________ |