10ـ المرحلة العاشرة والتي انطلقت مع الألفية الجديدة بكل شراسة، وازداد التوغل تحت أرضية الساحات وبدأت التصدعات والشروخ في الظهور هنا وهناك، آخرها التصدع الذي حدث في مدرسة الأنروا مؤخرًا، وتم عمل نفق ضخم تحت الأرض، وفتح اليهود طريقًا جديدًا للحفر من ناحية باب الغوانمة.
هذه المؤامرة التي تم طبخها على نار هادئة ومنذ أربعين سنة وزيادة قد دخلت الطور النهائي، والفوضى الكبيرة التي تجتاح العالم الإسلامي من أقصاه لأدناه، والأخطبوطية الأمريكية المتشعبة في العراق وتركيا وغيرها من دول الخليج، من قبل أفغانستان وباكستان، مع حالة التناحر والتشرذم الداخلي الذي عليه الدول العربية التي انشغلت في الآونة الأخيرة في رمي بعضها بعضًا بشتى التهم من تخوين وعمالة والتطلع للزعامة والطائفية وجبن وتخاذل، كل هذه الظروف تصب في صالح المخطط الصهيوني لهدم المسجد الأقصى، ولكن المسلمين قادة وحكومات، وجماعات وأفرادًا، لا يشعرون بقرب هذه المصيبة العظمى التي لو وقعت، لباطن الأرض عندها خير من ظهرها.
المتآمرون جادون، والظروف مهيئة جدًا، والنصوص الشرعية لا يوجد بها ما يبرهن على استحالة حدوثه، وردود أفعال المسلمين تم دراستها جيدًا، ومصدر القوة المتمثل في المقاومة قد تم محاصرته، ووضعه في زاوية الدفاع، وجماهير المسلمين سيكتفون بالصراخ والتظاهر، والحكومات ستكتفي بالشجب والإدانة، إن هي حتى فعلت ذلك، والغرب والهيئات الدولية سيكتفون بطلب ضبط النفس والجلوس للتفاوض، وأما الصادقون والمخلصون فسيموتون كمدًا وحسرة تنصدع لها أفئدتهم.
فهل يفعلها اليهود وينتقمون من هزيمة غزة المريرة، بإذلال الأمة بأسرها، وذلك بهدم المسجد الأقصى؟